شهد عيد افطر منذ اليوم الأول احداث عنف كثيرة ومشاكل بين مواطنين عرب يحتفلون في العيد، ما اثار حفيظة الكثيرين وسبب باستنفار شرطي في عدد من المنتجعات التي يتوافد اليها العرب خلال أيام العيد.

أضف الى ذلك حالات العنف والقتل المتكررة في المجتمع العربي خصوصا ظاهرة قتل النساء وانعدام الامن والأمان بسبب تقاعس الشرطة والجهات المسؤولة عن القيام بواجبها وحماية الضحية.

الخدمات الشرطية في المجتمع اليهودي هي سبعة اضعاف المجتمع العربي

القيادي والسياسي محمد دراوشة قال لـ "بكرا": السبب الرئيسي هو تراجع جدي في أداء الشرطة التي ترى بان واجبها بتطفئة الحرائق اهم من مبادرتها لعلاج العنف الكثير من الأشخاص الذين يمارسون العنف هم عملاء ومخبرين للشرطة في البلدات العربية ما يخلق انطباعا كأنهم يقومون بحماية المجتمع العربي في حين انهم في الحقيقة يقومون بدور ضد مجتمعهم ويخدمون الشرطة، هذا التغاضي اظهر وكان المجرم لا يحاسب في المجتمع العربي والقيادات التقليدية مثل الحمائلية التي كان لها دور تاريخي في ردع العنف بينما في مرحلة معينة هبطت مكانة العائلة والحمولة ولم يخلق بديل اجتماعي اخر يحتوي حالات العنف، حتى ان القيادات ورؤساء المجالس المحلية او الأحزاب لم تعد تتنبه الى هذه الازمة فقدنا هذه الأدوار ولم نخلق بديل وبسبب عدم تدخل مصلحين اكفاء داخل كل بلد خلقت حالة فوضى لا سيما في ظل عدم وجود رادع مثل الشرطة فضلا عن وجود قاعدة أساسية للجريمة شبان صغار في السن لا توجد اطر مناسبة تحويهم في المجتمع، للأسف في المجتمع العربي يوجد حركة شبيبة واحدة ليس اكثر، الأطر الحزبية ضعيفة جدا، ولا يوجد شبيبة حزبية تقوم بدور اجتماعي واذا وجدت تكون موجودة في بلدات قليلة جدا مع اجندة قطرية وليست محلية وأيضا مشكلة الفقر النوعي والنسبي الذي يشكل مشكلة كبيرة، عدا عن الدوافع الاقتصادية التي تدفع لهذه الجريمة.

وتابع دراوشة قائلا: قتل النساء لا اراها قضية خاصة جدا، فيها دافع معين يغضبني بسبب استضعاف المرأة في المجتمع العربي، ازدواجية المعايير ما يغضب بقضية العنف ضد النساء، ازدواجية معايير سيئة جدا، ولكنها جزء من مشكلة أوسع، مشكلة الرجال هي أكبر من النساء وهي ثقافة عنف تتفشى في مجتمعنا.

ونوه: العلاج عبارة عن وجود مكثف للأمن حيث ان هناك شرطي واحد في المجتمع العربي مقابل 7 في اليهودي، والخدمات الشرطية في المجتمع اليهودي هي سبعة اضعاف المجتمع العربي، الشرطة تجند أموال على حساب المجتمع العربي وقد حصلت على مبالغ طائلة من 922 ولكنها لا تستعملها في خدمات يومية تحسن من امن المواطن وخدمات أخرى وانما تستعملها ضد المجتمع العربي في المظاهرات.

احزابنا غالبيتها تعتمد على الخطاب القومي الذي يطغى على نشاطهم


وعن دور الأحزاب في محاربة الظاهرة قال: احزابنا غالبيتها تعتمد على الخطاب القومي الذي يطغى على نشاطهم، ويهملون القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تنتج الفقر، القتل هو نتيجة تراكم احداث ولا يوجد للمرأة ثقة بالشرطة ان تتشكى عليه، سياسة الشرطة خاطئة مع المجتمع العربي وقياداتنا لا تطلب خدمات شرطية كما يجب، على كل رئيس مجلس محلي ان يطلب من ضابط الشرطة خطة عمل ونتيجة وفي حال وجود خلل عليه ارسال مكتوب لوزير الامن حول الضابط وعمله في حماية المواطنين العرب.

وأضاف قائلا: معروف لدى الشرطة من يقوم بغالبية احداث اطلاق النار معروف من يقوم بذلك والشرطة تعلم من هم ليس هناك نقص معلومات ولكن هناك نقص باستعمال الآليات التنفيذية، هناك أيضا تدخل سلبي لشخصيات اجتماعية في مجتمعنا، يخلق ثقافة العصابات في البلدات العربية تحت عيون القيادات والشرطة غالبية حالات القتل هو جريمة منظمة او قضايا خاوة او مخدرات او سلاح كل هذه منظم، وليس عشوائيا واذا استمر الوضع على هذه الحالة سنصبح شيكاغو قريبا وحتى الان لم نرى الأسوأ والاسوأ امامنا.

للعنف ضد النساء حاضنة اجتماعية وايضا عجز مؤسساتي

رضا جابر قال بدوره ل "بكرا": يجب ان نفرق بين العنف والجريمة على الرغم من الترابط بينهما. بينما يمكن ان يتم التعامل مع العنف كظاهرة اجتماعية بواسطة جهد مجتمعي يتعامل مع مسببات العنف في مجالات التربية والتعليم، البطالة والفقر، ازمة الشباب، الرفاه الاجتماعي وموضوع تقوية ومأسسة نظام اجتماعي لحل مشاكل وخلافات بين الناس. كل ذلك ممكن ويجب القيام به ونحن لم نخطو خطوات عملية بذلك.

وتابع: اما عندما نتحدث عن الاجرام والاجرام المنظم فان التعامل مع هذا الموضوع قد تخطى حدود امكانيات المجتمع الى السلطة التي تمتلك القوة من التحقيق، الاعتقال وفرض العقوبات. وهنا نحن بحاجة الى الدولة واجهزتها وخصوصا الشرطة. والدولة والشرطة نأت بنفسها، لأسباب تتعلق بالعلاقة معنا كأقلية، عن القيام بدورها، بل وتقوم بدور سلبي مؤجج لهذا الاجرام.

ونوه: إذا نحن بحاجة الى القيام بالدور الاجتماعي للتعامل مع مسببات العنف وتجفيف الحاضنة الاجتماعية للعنف وبذات الوقت نحن بحاجة الى التفكير بخطوات عملية تجبر الشرطة التعامل مع الاجرام المنظم.

وقال ل "بكرا": العنف ضد النساء هو نوع من العنف يتعلق ايضا بهذين الامرين: للعنف ضد النساء حاضنة اجتماعية وايضا عجز مؤسساتي. اريد ان اقول، نحن بحاجة الى جهد اكبر ومنتظم في موضوع مناهضة العنف والجريمة.

المجتمعات "المحافظة" تقتل المرأة بأبشع المظاهر والوسائل

بروفيسور رياض اغبارية قال: قال العظماء "ان اردت ان تعرف مستوى مجمع معين، فعليك ان تبحث عن مكانة المرأة فيه اولا"...

وأردف: نعم المجتمعات "المحافظة" تقتل المرأة بأبشع المظاهر والوسائل كما تحدد التقاليد والعادات الموروثة. ومن أبشع مظاهر القتل هو ليس فقط القتل الجسدي وازهاق الارواح، بل ايضا حرمانها من حرياتها الاساسية في شتى المجالات والدنيوية للرجل مهما تقدمت وتعلمت وانجزت وقدمت للمجتمع. فمعظم الديانات، ومنها السماوية، حرمتها من المناصب القيادية، خلافة، بابوية، امامة، خورانية وغيرها... من هذا المنطلق فالعنف ضد المرأة هو شامل وبشع ولا يكفي ان يهزنا خبر قتل امرأة بل حتى لا تحدث هذه الكارثة، علينا محاربة براعم الاضطهاد للحقوق الاساسية للمرأة وان نصعق ظن حرمانها من ابسط الامور حتى لا نصعق من أبشعها. كما قال جبران خليل جبران "وقاتلُ الجسمِ مقتولٌ بفعلتهِ وقاتلُ الروحِ لا تدري بهِ البشرُ ".

وأضاف: التربية السليمة على المساواة بالمعنى الحضاري بين الاجناس يجب ان يكون على راس المناهج التعليمية بالروضة والمراحل المبكرة مع تطبيق بالبيت... وبالمقابل معاقبة شديدة قانونيا واجتماعيا لمن يتعدى على حرية المرأة وحقوقها او جسدها....

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]