يتبين من الدعوى القضائية التي رفعها ذوو أربعة أطفال عرب من النقب ضد صندوق المرضى " كلاليت" – وجود تمييز منهجي بين المرضى المؤمّنين في مختلف الصناديق ، من جهة الدعم الممنوح لهم عند اقتناء الأدوية الباهظة التكلفة .

والاطفال الاربعة هم الشقيقان سامي (12 عاماً) وخولة (ستة أعوام) الغياطي من بلدة كسيفه ، والشقيقان باسم وعامر الهزيل ، من راهط ، ويبلغان من العمر ثلاثة أعوام ، وهم جمعياً مصابون بمرض وراثي نادر ، يسمّى "موركيو" ، يصيب جميع منظومات الجسم بأضرار بالغة ، وقد يؤدي الى الموت المبكر . وحتى وقت قريب لم يكن يتوفر علاج لهذا المرض ، حتى ابتكر دواء يسمى "فيميزيم" ، ويجري امداد المريض به عن طريق الشرايين ، وهو باهظ الثمن وتبلغ تكلفته لكل مريض ما بين مليون ومليوني شيكل في السنة (300-600 الف دولار).

ويجري النظر في هذه القضية في محكمة العمل القطرية بالقدس ، وأمس أصدرت القاضية ليئا غليكسمن حكماً ينُص على الزام " كلاليت" بدفع تكاليف الدواء المذكور للأطفال الأربعة ، مع الاشارة الى ان تمويل هذا الدواء من قبل الصندوق يتم بموافقة منه لكن مؤقتاً ، وذلك اثر موافقة الجهة المستوردة للدواء على تخفيض ثمنه .

" كلاليت" : وزارة الصحة تتهرب !

وتبيّن من المداولات حول هذه القضية ان صندوق "مكابي" يدعم عشرة أطفال مصابين بالمرض المذكور ، من جهة التكاليف – بالكامل – بينما تمتنع "كلاليت" عن دعم ستة اطفال محتاجين الى الدعم ، بحجة ان الدواء ليس مشمولاً في سلة الادوية المدعّمة .
وألقى المدير العام لصندوق كلاليت – نوعاز بارنير ، بالمسؤولية على الحكومة ، التي وصفها بأنها " تتنصل من واجبها الأخلاقي تجاه مواطنيها " مضيفاً ان صرف الادوية الباهظة وغير المدعّمة من قبل "كلاليت" للمرضى مجاناً يضرّ بمرضى آخرين "وهذا ما يحصل " – كما قال ، لان الامر يأتي على حساب خدمات هامة أخرى .

وعقب متحدث بلسان كلاليت بالقول " ان تهرّب وزارة الصحة من واجباتها الاخلاقية والقانونية يؤدي الى ازمة حادة في الجهاز الصحي ، والى معاناة كبرى للمرضى" .

وبالمقابل قال المتحدث بلسان وزارة الصحة انه لا يحق لها ، حسب القانون ، ان تلزم صناديق المرضى بتغطية كافة التكاليف لكافة الادوية في اطار نظام التأمين الصحي المكمل .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]