من يسمع الأذان في تركيا يشعر كأنها موطن الأذان ومحل ميلاده، ومن يرى المآذن التي ترفعه يخيل إليه أنها مغروسة في هذه البلاد منذ أن رفعته عالياً مجلجلاً، وزائر تركيا يلحظ بوضوح أن الأذان أصبح جزءاً من هويتها، لا ينفصم عنها رغم سنوات العلمنة العجاف التي عاشتها عقوداً من الزمن.

استمعوا إلى رفع آذان الظهر في محيط ساحة السُلطان أحمد وآية صوفيا، وسمّيت منطقة السلطان أحمد في إسطنبول بهذا الاسم نسبة إلى السلطان أحمد الأول، تتميز المنطقة الأثرية والسياحية بالجوامع والكنائس والمطاعم والحدائق والمتاحف، ومن أشهرها مسجد السلطان أحمد أو “الجامع الأزرق”.

وفي زمن الدولة العثمانية كان المؤذن يتلقى تعليماً لمدة ثلاث سنوات. ويؤكد الباحثون ‏على عظيم رعاية وعناية السلاطين العثمانيين بمسألة الأذان؛ من خلال "مؤسسة الأذان" التي كانت موجودة داخل قصر الحاكم، و‏كان يتم فيها انتقاء الأصوات العذبة الشجية النقية، ومن ثم يقوم أبرز المتخصصين، وكان يسمى حينها "باش مؤذن" أي كبير المؤذنين ‏بتلقينهم دروساً وافية في المقامات، ويتم تدريبهم عليها، والأصلح من أصحاب ‏الأصوات هو من يتم بعد ذلك اختياره لشرف التأذين.

ومن ‏أجل الأذان والمؤذنين أقيمت لهم في تركيا أوقاف خيرية، أقامها العثمانيون للأذان؛ مثل وقفية جامع "السليمانية"، و ‏‏"يني جامع" في إسطنبول، الذي عثر في وقفيته على مخطوطة كتب فيها: "يتم تعيين اثني عشر مؤذناً للصلوات الخمس، شريطة أن يتمتعوا بالعفة والصلاح الديني، وأن يكون كل منهم عالماً بصيراً بعلم المقامات".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]