في أعقاب الهزات الأرضية المتفرقة التي وقعت يوم أمس، وأبرزهم التي وقعت مساء أمس بقوّة 4.3 ريختر، الأمر الذي أدى إلى ولادة تخوفات لدى الكثير من المواطنين من تكرر هذه الظاهرة الطبيعية وتأثيرها علينا.

وفي هذا السياق، تحدث مراسل موقع "بكرا" مع الجغرافي، المربّي كامل يعقوب الذي تحدث عن الهزات الارضية او الزلازل، والتي تحدث بفعل تحركات القشرة الارضية التي يتراوح سمكها بين بضعة كيلومترات وحتى خمسون كيلومتر في بعض الاماكن. القشرة الارضية ليست لوحا واحدا متماسك، بل هي الواح عديدة، (يبلغ عددها 21 لوحا تطفو على المادة اللزجة (ماغما) الموجودة تحتها، وهي تتحرك افقيًا وعموديًا، وتنتج عن احتكاك هذه الالواح (الرحايا) هزة ارضية".


وأضاف:" تمتد في منطقتنا ثلاثة الواح تكتو نية يفصل بينها انكسارات (او خلع) في القشرة، وهي: اللوح الشرقي واللوح الغربي على جانبي الشق السوري الافريقي الذي يمتد على طول قرابة 6500 كيلومتر، من جنوب شرقي القارة الافريقية عند مصب نهر زمبيزي، مرورًا بالبحيرات الطولية شرق افريقيا، والبحر الاحمر، وخليج العقبة ووادي عربا وغور الاردن ومرج الحولة والبقاع اللبناني وسهل الغاب السوري وحتى بوابة كيليكيا في جبال بنطس بين غرب سوريا وتركيا، وعلى جانبي هذا الانشقاق يقع اللوح الشرقي واللوح الغربي وهو بلادنا. اما غرب بلادنا في البحر المتوسط فيمتد انكسار هائل باتجاه عام شمال شرق جنوب غرب بين قبرص ودلتا النيل في مصر، اذن من المعروف والثابت ان منطقة اغوار بلادنا هي منطقة احتكاك بين الالواح ومنطقة مركز هزات كبير جدًا، وتقاس سنويًا مئات الهزات الارضية في هذه المنطقة، وان كنا لا نشعر بالغالبية العظمى منها، ولكن الاجهزة المستعملة في قياس الهزات ترصدها وتتعرف عليها".

من الجيد أن تحدث مثل هذه الهزات..

وتابع يعقوب كلامه قائلا:" ويقال ان من الجيد ان تحدث مثل هذه الهزات لأنها بالمجموع تؤدي الى انطلاق الطاقة الناتجة عن تحرّك الالواح وبذا لا "يتجمع" ضغط شديد في داخل الارض وبذا يتناقص احتمال حدوث هزات عظيمة بدرجات مرتفعة جدًا في سلم ريختر.رغم كل التطور العلمي والمعرفة والخبرة التكنولوجية، لم يتوصل الخبراء الى توقّع " الهزة الاولى حتى الان، وان كانت هناك بعض النجاحات في العالم بتوقّع الهزات الارضية الارتدادية التي تلي الهزة الاولى خلال ايام عدة بعدها".

عن سبل التفادي من وقوع الهزّات، يقول:" ان كل ما باستطاعة الانسان اليومي العادي ان يحاول الاحتماء في اي مكان يقيه سقوط جسم ما عليه.. وان كان باستطاعته الهروب الى المساحات الفضاء البعيدة عن سقوط اي جسم فهذا اكثر امانًا.
لا تشير كثرة الهزات الخفيفة الى اقتراب احتمال حدوث هزة قوية، بل ربما بالعكس".

وأنهى كلامه قائلا:" كذلك لن تثبت صحة التوقعات المبنية على احصائيات لحوادث الهزات الارضية، فالمقولة ان في بلادنا تحدث هزة قوية مدمرة كل 90-100 ليست مثبتة، فقد حدث هزة مدمرة سنة 1837م وكذلك كانت هزة 1927، وهل هذا يعني انه ستحدث هزة قوية اخرى سنة 2018م .. العلم عند الله جل جلاله، وعند الالواح التكتونية".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]