اتفق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، خلال لقائهما اليوم الجمعة، على أهمية خوض الحوار مع روسيا من موقف القوة.

وقالت ماي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب بعد لقائهما في باكينغهامشير البريطانية: "اتفقنا على أهمية خوض الحوار مع روسيا من موقف القوة والوحدة، لكن من الضروري مواصلة صد كل الجهود الموجهة لتقويض ديمقراطياتنا".

وأشارت ماي إلى أنها "رحبت بلقاء الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي يوم الاثنين"، وأعربت عن شكرها لسيد البيت الأبيض خلال محادثاتهما على دعم الولايات المتحدة لبريطانيا فيما يخص قضية سالزبوري، لا سيما طرد الإدارة الأمريكية "60 عنصرا من الاستخبارات الروسية"، حسب تعبيرها.

من جانبه، أشار ترامب إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تلتزم بنهج قاس جدا تجاه روسيا، لافتا إلى أن بلاده طردت أكبر عدد من الدبلوماسيين الروس على خلفية حادث سالزبوري من أي بلد آخر.

وفي تطرقه إلى قمته المرتقبة مع بوتين، أعرب ترامب عن أمله في أن يسفر هذا اللقاء عن تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.

وأكد أنه سيناقش مع بوتين ملفات حيوية عديدة منها أوكرانيا وسوريا وقضايا أخرى في الشرق الأوسط، وكذلك مسألة منع انتشار الأسلحة النووية، وأعرب عن أمله في أن يتوصل الطرفان إلى اتفاق حول هذا الشأن، قائلا إن ذلك سيكون إنجازا رائعا.

كما أشار ترامب إلى أنه سيطرح خلال قمته مع بوتين قضية التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وأضاف الرئيس الأمريكي مع ذلك أنه لا يعلق آمالا كثيرة على لقائه ببوتين، إلا أنه لا يستبعد مع ذلك أن تتكلل القمة بـ"نتائج مذهلة".

وتابع موضحا: "أعتقد أنني سأتمكن من إقامة علاقات جيدة جدا مع الرئيس بوتين حال قضينا وقتا معينا مع بعضنا بعضا".

وفي رده على سؤال حول مسألة القرم، جدد ترامب اتهامه للرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بأنه يتحمل المسؤولية عن خسارة شبه الجزيرة، وأضاف: "لو كنت أنا رئيسا في تلك الفترة لما حصل ذلك".

وأشار الرئيس الأمريكي إلى أنه سيطرح هذه القضية أيضا خلال لقائه مع نظيره الروسي.

ترامب: الخلافات السياسية في الولايات المتحدة تقوض تطبيع العلاقات مع روسيا

وعلى صعيد متصل، أكد ترامب أن "الخلافات الحالية داخل الولايات المتحدة تقوض عملية تطبيع العلاقات مع روسيا" وإقامة الحوار معها.

وأضاف ترامب أن "العمل مع روسيا ليس أمرا سهلا بسبب المشاكل السياسية في الولايات المتحدة"، موضحا أن مبادراته الخاصة بالعلاقات الروسية الأمريكية ستواجه في الظروف الراهنة مواقف عدائية من قبل الصفوف السياسية في بلاده.

وشدد على أن "صيد الساحرات" الجاري في الولايات المتحدة على خلفية المزاعم حول التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية "أضر كثيرا" بالعلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أنه أردف: "أعتقد أن لدينا فرصة جيدة لتحسين العلاقات مع روسيا والرئيس بوتين، وآمل في ذلك".

اتفاق طموح بين الولايات المتحدة وبريطانيا بعد "بريكست"

وفي سياق العلاقات الثنائية بين بريطانيا والولايات المتحدة، أعلنت ماي أنها أجرت "مفاوضات ممتازة" مع ترامب، وقالت: "إننا نقف كتفا بكتف مع بعضنا بعضا على مدار سنوات طويلة، وسنثبت ذلك من خلال الاتفاقات التجارية التي سنبرمها".

وأوضحت رئيسة الوزراء البريطانية أنها اتفقت مع ترامب على "توقيع اتفاقية طموحة مع الولايات المتحدة حول التجارة الحرة بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".

وأشارت ماي إلى أن خطتها الخاصة بعملية "بريكست" ستسمح بتحقيق إرادة الشعب البريطاني والحفاظ على العلاقات الجيدة مع الاتحاد الأوروبي بالتزامن مع إبرام اتفاقات حول التجارة الحرة مع أي بلد.

وشددت رئيسة الوزراء البريطانية مع ذلك على أن المملكة المتحدة عازمة على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في الموعد المحدد، أي في 29 مارس من العام 2019.

بدوره، أكد الرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة تسعى للحفاظ على العلاقات التجارية مع بريطانيا، مشيرا إلى أنه أصبح على يقين بعد محادثاته في المملكة المتحدة بأن ذلك "سيكون ممكنا".

وأضاف ترامب: "الأمر الوحيد الذي أطلبه من تيريزا يكمن في ضمان أننا سنتمكن من النشاط التجاري دون أي قيود".

وأعاد الرئيس الأمريكي في هذا السياق إلى الأذهان أن الولايات المتحدة تمثل أكبر شريك تجاري لبريطانيا، وقال: "إننا نريد التجارة مع بريطانيا، وهي ترغب بذلك أيضا.

وفي سياق متصل، نفى ترامب التقارير الإعلامية التي تحدثت عن أنه وجه انتقادات لماي بسبب سير عملية "بريكست"، وقال: "لم أنتقد رئيسة الوزراء، إنني أحترمها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]