نظّمت حركات يساريّة، مساء اليوم السبت، مظاهرة حاشدة في تل ابيب تنديداً بمقترح قانون القوميّة.

جاءت المظاهرة للتنديد بمقترح قانون القوميّة الهادف للتعامل مع العرب على أساس مواطنين من درجة ثالثة واقلّ.

وفي تعقيب له، قال مدير مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لـبكرا:" هذه التظاهرة مهمة جداً ويجب ان نظهر لها التأييد الكامل. نحن بحاجة لكل حليف يُسمع صوته لجانبنا، ومن المفضل كما هو الحال في هذه المظاهرة ان يكون الميدان في البلدات اليهودية لكي لا يكون حوارنا مع ذاتنا فقط.ولكن ييقى الامتحان والتقييم لنجاحها هو عدد المواطنين اليهود المتظاهرين فيها وليس عدد العرب. لأن هذا القانون لا يمس فقط بنا كمواطنين عرب، وأنما يقوّض الأسس الديمقراطية للدولة، ويجعلها اكثر وأكثر عنصرية مما هي عليه، بشكل قانوني ومُمَأسَس".

وزاد:" لذلك حان الأوان لما تبقى من مواطنين ديمقراطيين في الشارع اليهودي ليُسمِعونا أصواتهم، وليخرجوا ليَظهروا على الملأ، وليؤكدوا لنا ان لنا شركاء بينهم لبناء مجتمع مشترك، مبني على المساواة المدنية والمكانة السياسية الموازية.ولكن الساحة الحقيقية لمناهضة القانون هي في الكنيست، وعلى ما يبدو ان نجاح مندوبينا هناك محدودٌ جداً بسبب تعاظم قوة اليمين الاسرائيلي في البرلمان. وفي حالة إقرار القانون ستبقى لنا الساحة القضائية، للطعن بدستورية هذا القانون الذي يتنافى مع خمسة قوانين أساس تحمي الطابع الديمقراطي للدولة والحريات والحقوق الشخصية والجماعية لنا كأقلية في البلاد".

خلُص حديثه بالقول الى انّ:" بالرغم من تحسّن المعطيات الإقتصادية للمواطنين العرب في البلاد، إلا ان مكانتنا وحالنا السياسي في تراجع مستمر، ويقود هذا التراجع المبرمج اليمين الاسرائيلي الذي يعمل على خلق هرميّة دستورية بين يهودية الدولة وديمقراطيتها، ويضعنا في أسفل الهرم لجعلنا غرباء في وطننا".

عنصرية 

بدوره، قال الصحافي بليغ صلادين بحديثه مع بكرا:"إقصاء العرب، الشرقيين، المثليين، الأثيوبيين، الروس، وكل من هو ليس يهودي مغاير لا يمكن أن نطلق عليه أي كلمات تجميليّة كالتي يحاول اليمين الإسرائيلي إطلاقها على قانون القوميّة، كلمة واحدة فقط يمكنها أن تصف هذا القانون - عنصريّة".

وزاد:" حكومة اليمين الحاليّة تستمر في تطرّفها ومحاولتها في إخضاع جميع المواطنين في الدولة الى الأحكام التميزيّة بهدف زيادة الضغط على الأقليات وإخماد إمكانياتهم بالمطالبة في حقوقهم الأساسيّة".

وأنهى كلامه قائلا:" المظاهرة التي أقيمت في تل أبيب يجب أن تمتد الى سلسلة مظاهرات وحملات إحتجاجية، ألكترونيّة وعلى أرض الواقع، ضد القانون كي لا يمرره الائتلاف في الكنيست".

تظاهرة قوية 

من جانبها، قالت النائبة في الكنيست - عايدة توما لـبكرا:" كانت تظاهرة شارك بها الالاف، جميعهم خرجوا ضد قانون القوميّة يرون به خطراً حقيقيا على المجتمع الاسرائيلية وعلى ما تبقى من فكرة الديمقراطية وكانت التظاهرة قوية بكونها تطالب بالمساواة التامة بين جميع مواطني الدولة خاصة وانّ غالبية المشاركين كانوا من المواطنين اليهود".

دورنا مهم مرتين 

من ناحيته، قال المحامي وسيم حصري لـبكرا:"كل الجهود التي تسعى لوقف هذا القانون مهمة وتستحق الدعم.انّ الدور الملقى علينا هو ان نخلق حالة جماهيرية تؤثر على الشارع الاسرائيلي لتحشيده ودفعه لوقف هذا القانون العنصري والفوقي خصوصًا وان إقراره سيمسّ بحقوق قطاعات مختلفة من اليهود انفسهم وسيحول اسرائيل نهائيًا ورسميًا الى دولة ابارتهايد وفصل عنصري تمارسه في داخلها ومع مواطنيها
وفي احتلالها للشعب الفلسطيني".

وأختتم كلامه قائلا:" يمكن القول إن دورنا مهم مرتين، مرة لحماية حق شعبنا الفلسطيني والتصدي لمحاولات اجهاض حق تقرير المصير . ومرة لدعم المساواة المدنية والقومية داخل اسرائيل من خلال بناء شراكات وتحالفات عينية مع شرائح متضررة من القانون".

ضد المد الفاشي

وفي حديث له، قال المدير المشارك في صندوق ابراهيم - د. ثابت ابو راس لـبكرا:"كل صوت يُترفع في المجتمع اليهودي ضد قانون القومية هو صوت ضد المد الفاشي الذي يتغلغل في هذا المجتمع ويجب استثماره في بناء أوسع تحالف يهودي عربي ضد الفاشية في إسرائيل. نحن، كمواطنين عرب في هذه البلاد، مطالبين ليس فقط بتشجيع مثل هذه المظاهرات والانضمام إليها بل يجب أن نبادر إليها ايضا".

وأضاف:" قانون القومية هو قانون عنصري يهدف إلى زيادة تهميش وإضعاف مكانة الأقلية العربية الفلسطينية من خلال ضرب وإضعاف مكانة اللغة العربية ومنع العرب من السكن في الغالبية الساحقة من البلدات اليهودية".

وأنهى كلامه قائلا:"نتنياهو وحكومته يستثمرون هذا القانون من أجل نشر ثقافة الخوف عند اليهود من المواطنين العرب وبالتالي رص صفوف اليمين الفاشي والمتطرفين وراءه وخاصة أننا نقترب من معركة الانتخابات للكنيست".

نشد على هذه المظاهرات 

بدوره، قال المرشّح لرئاسة بلديّة ام الفحم - المحامي علي عدنان بركات لـبكرا:" هذا القانون هو عنصري ويسعى الى التمييز ما بين المواطنين بالدولة الواحدة، نحن ضدّ هذا القانون لأنه يظهر حقيقة الوجه او يظهر يهوديّة الدولة. لذلك يجب ان نقف وقفة رجل واحد من أجل التصدّي لهذا القانون العنصري ولن نقف مكتوفي الأيدي سنسعى بالقانون وبكلّ ما أوتينا من قوّة وخبرة في المجال لإفشال القانون".

وتابع:" نبارك كلّ الخطوات العمليّة والفعّالة التي تسعى من أجل محاربة هذا القانون وإفشاله واخصّ بالذكر التظاهرة التي كانت اليوم في تل أبيب.وبهذا نحن نشدّ على مثل هذه التظاهرات التي تردع قوانين من هذا القبيل وأنا اؤيد ان ننتقل من التظاهرات الى العمل القانوني الفعّال".

وأنهى كلامه قائلا:"سنسعى جاهدين من خلال اعضاء الكنيست العرب واليهود لسنّ قانون يتصدّى مقترح قانون القوميّة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]