تكثر الأبحاث التي تتناول اضرار الايباد على الاطفال، إلى جانب مختلف الأجهزة الإلكترونية الحديثة كالهواتف الذكية وألعاب الفيديو. ولكن معظم هذه الدراسات جاءت لتركز على الأداء الذهني والأكاديمي للطفل، إلى جانب انعكاساتها على الرقبة، العمود الفقري والعينين... فهل تعلمين أن تداعيات شاشات اللمس قد تطال قدرة أطفالنا على الكتابة أيضاً؟


إذ تشير الأبحاث مؤخراً إلى أن المدارس بدأت تلحظ تغيّراً لافتاً في طريقة إمساك القلم بسبب هذا النوع من التكنولوجيا. وبالتفاصيل، تمّ نشر تقرير عن الأطفال في بريطانيا في الآونة الأخيرة، يظهر فيه مدى تراجع قوّة الإمساك في أيديهم. هذا التراجع جاء مقارنةً بالأعوام الـ10 الماضية، ولدى الأطفال في مرحلة الدخول إلى المدرسة.

ما علاقة شاشات اللمس؟
من الطبيعي أن تتحرّك عضلات اليد لدى الطفل بشكل مختلف أثناء الإمساك بالقلم مقارنةً بحركات المسح والضغط التي يلجأ إليها وهو يلهو على شاشات اللمس.

ففي الوقت الذي كان فيه الطفل سابقاً، بالأخص ما دون سنّ الخامسة، يطوّر مهاراته الحركية من خلال اللعب والإمساك بشتى الأغراض من خلال الأصابع، بات في عصرنا هذا يعتمد على تقنية اللمس للهو في معظم الأحيان، ما يضعف هذه المهارة لديه.

هل يستدعي الأمر أي قلق؟

رغم هذا التبدّل الحاصل في وضعية الإمساك بالقلم، وتراجع نسبة الأطفال الذي يمسكون به بالطريقة الأمثل، إلّا أن الأبحاث لا تظهر أي تأثير يُذكر في القدرة على الكتابة بشكل سليم لاحقاً عند إعتماد الوضعيات الأخرى.

وهنا، تجدر الإشارة إلى أن الوضعية المثلى تسمّى بالـDynamic Tripod.

بالتالي، وحتّى لو لاحظنا أن صغارنا لا "يتقنون" وضعية الإمساك بالقلم كما في السابق، إلّا أن ذلك لا يعني كونه مؤشراً خطيراً. ولكننا بالطبع بإنتظار المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النقطة.

فحسب ما نعرفه حتّى الآن، وإن كان طفلكِ يمسك القلم بأي شكل من بين الأساليب المرسومة أعلاه، لا داعي للقلق طالما أن نتيجة الكتابة واضحة وتتوافق مع مرحلته العمرية.

أمّا إن شعرتِ بأن هناك تأخر ملحوظ لديه في إكتساب هذه المهارة، وكانت الهيئة التعليمية المشرفة عليه تشاركك الرأي، من الأفضل أن تستشيري طبيب الأطفال الذي سيقوم بالفحوصات اللازمة لطمأنتكِ، أو إرشادكِ إلى الجهة المختصة الأمثل في هذا الخصوص.

فهل نستطيع أن نلقي اللوم بشكل كامل على التكنولوجيا والألواح الإلكترونية فيما يتعلق بهذه المشكلة؟ لا جواب قاطع حتّى الآن، ولكن الأضرار الأخرى المثبتة كفيلة بحثّنا كأمهات على الحدّ قدر الإمكان من تعرض أطفالنا لها!

عائلتي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]