تمّ حتى الان تحديد اصابة عشرات الاشخاص في اسرائيل بالمرض المسمّى "داء البريميات "( وباللاتينية : ليبتوس بيروزيس " ، وبالعبرية عخبيرت (עכברת) نسبة الى الفئران والجرذان الناقلة للعدوى بواسطة البول الذي تفرزه داخل المياه)، وجميع المصابين هم مواطنون كانوا قد دخلوا الى مياه اربعة مجمعات للمياه في هضبة الجولان السورية المحتلة ، هي : وادي "يهودية" ، وادي "زويتان" وادي " زاكي "، وبركة "ميشوشيم"(حوا).

ويؤكد خبراء الصحة أن عدد المصابين اكبر مما أعلن حتى الان بكثير ، نظراً للتأخر النسبي في ظهور أعراض المرض ( حوالي اسبوعين أو أكثر) ، ونظراً لجهل عامة الناس بطبيعة هذا المرض النادر في اسرائيل نسبياً ، بينما بدأت الدوائر الصحية المختصة منذ يومين بحملة اعلامية واسعة تدعو من خلالها جميع المواطنين الذين دخلوا مياه المواقع المذكورة في الايام الاخيرة للتوجه للفحص الطبي .

الأعراض تظهر بعد مدة تتراوح ما بين (3) أيام – (3) أسابيع
ويستفاد من المراجع والادبيات الطبية ان داء " البريميات هو مرض ناجم عن التلوث الجرثومي ، ينتقل من الحيوان الى الانسان ، وتُسجّل في أنحاء العالم اكثر من مليون اصابة بالمرض سنوياً ، وخاصة في دول العالم الثالث ، بينما هو في اسرائيل نادر نسبياً ، بمعدل (10) اصابات سنويا.

ويكمن مصدر المرض لدى بعض الحيوانات التي تفرز الجرثومة عن طريق البول ، وأبرز هذه الحيوانات – القوارض ، وخاصة الفئران والجرذان (ومن هنا مصدر تسمية المرض) ، بالاضافة إلى الأبقار والكلاب أيضاً .

واكثر الفئات عُرضة للاصابة بالمرض هم الافراد الذين يخوضون في المياه الملوثة بجراثيم "البريميات" ، وكذلك الأطباء البيطريون ومساعدوهم الذين يتواصلون مع الحيوانات الموبوءة ، والعمال الذين يشتغلون بالمجاري ومياه الصرف الصحي .

الوفيات نادرة جداً
أما أعراض المرض فهي ارتفاع في درجة حرارة جسم المصاب (اكثر من 38 درجة) ، وأوجاع بالرأس والبطن ، والشعور بالضعف والتعب والوهن ، وآلام في العضلات وفي الظهر ، ومشاكل وتوعكات في الجهاز الهضمي – وهي أعراض شبيهة أحياناً بالإصابة بالانفلونزا . وفي قليل من الحالات تنشأ مضاعفات للمرض مثل الفشل الكلوي وعطب الكبد والتهاب السحايا (الغشاء الدماغي ).وغالبا ما تظهر الأعراض بعد اسبوع أو اسبوعين من الاصابة بالجرثومة ، وفي حالات نادرة تظهر خلال مدة تتراوح ما بين (3) أيام – (3) اسابيع .ويشار الى أن حالات الوفاة نتيجة هذا المرض – نادرة جداً .

مضادات حيوية عن طريق الشريان ، أو حبات الدواء
ويؤكد خبراء الصحة الاسرائيليون ان معظم الاشخاص الذين يصابون بهذه الجرثومة لا يمرضون ، بينما تظهر لدى أولئك الذين يمرضون أعراض طفيفة غالباً ، وفي قليل من الحالات تظهر أعراض شديدة وخطيرة ، ونادراً جداً ما تنتهي بالوفاة .
وبالنسبة للعدوى – فهي لا تنتقل من انسان الى آخر ، بل تتسبب من التعّرض للافرازات الجرثومية من الحيوانات الموبوءة ، وخاصة لبوْلها.
وفيما يتعلق بالعلاج ، فهو يجري بواسطة المضادات الحيوية (" الانتي بيوتيكا") ، عن طريق الشريان أو بحبّات الدواء . ونادراً ما يلزم علاج سريري للمريض ، بل عادة يتم امداده بالمضادات ثم يسرّح.


حتى الشتاء القادم

ويكمن سبب ظهور الجرثومة داخل مجمعات المياه بالجولان – في خليط من العوامل تبدأ من شح المياه الجارية في الأودية نظراً لمنسوب الامطار الضئيل ، ما أدى الى جفاف تلك الاودية والمجمعات على نطاق واسع
، وأصبحت مرتعاً لمواشي لأبقار وللفئران والجرذان الموبوءة بالجرثومة ، التي وجدت طريقها الى البشر .ومن أجل تنظيف الاماكن والمجمعات الموبوءة ، واخلائها من الجراثيم ، يجب أن تُشطف بكميات كبيرة من المياه النظيفة ، وباستمرار ، ولا يتسنى هذا الامر الا في أوج موسم الشتاء أو بعده بقليل حين تمتلئ الوديان والمجمعات بمياه الأمطار



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]