عممت القائمة الأهلية بيانًا على وسائل الإعلام اشارت من خلاله: شعار القائمة الأهلية يعكس رؤيتها وقراءتها السياسية للبلد، من خلال شعارها هذا تعلن الأهلية أن القضية الأولى للبلد، هي ليست سوء الخدمات أو انعدام التطوير فقط، بل هو بالأساس فقدان التفكير العقلاني بمصلحة البلد، وبروز تكتلات عصبية، جعلت الخدمات والتطوير والتعليم والثقافة في المرتبة الثانية من هموم الناس، أما في المرتبة الأولى فيأتي سؤال: كيف يستمر في السلطة من يحمينا من 

"الطرف الآخر"، أو من يشبهنا أو من يتعاطف معنا

وأضاف: الحماية من "الطرف الآخر" هو ما ميز انتخابات الناصرة، ربما منذ أحداث شهاب الدين. منذ ذلك الوقت، اعتمدت الانتخابات على خلق تكتلين وإنتاج تعصب بينهما، تجلى في أوجه عبر شعار "الرز واللبن مقابل السوشي". هذه الانقسامات الهوياتية التي تقصي الآخر وتحوله إلى "تهديد"، هي ما أتت القائمة الأهلية لمحاربته، ومحاربة كل من يتمسك به، ونجحت في ذلك في انتخابات 2013، وعرفت الإقصاء واحتكار السلطة كتهديد للبلد. وبدل أن يعتمد علي سلام نهجا آخر، شموليا، ممثلا للبلد بمركزها وأطرافها، انتهج نفس الدور ، الذي يعزز "إنتاج كتلتين وكأنهما متناقضتين".

ليس اقسام 

وأوضح: القائمة الأهلية تقول أن البلد ليس أقسام، لكن هذا الكلام يحتاج الى تنفيذ ومصداقية ، فمن يعزز نمط تفكير: "نحن وهم"، هو نفسه من يعمق عصبيات ويقسم البلد. من يرى العربدة خطرا وحيدا على البلد، دون أن يرى أن الفساد والمحسوبية وتهميش الناس وعدم الإحساس بالآخر، هو الخطر الأكبر، وهو ما قد يؤدي للعربدة، التي علينا محاربتها في كل الأحوال، هو أيضا يعمق عصبيات، من حيث لا يدري.

وأوضح: من يتكلم عن الخوف وعن عدم الإحساس بالأمان في الشارع، دون أن يشخص أننا نتحدث عن مجموعات صغيرة، تتغذى من إحساس فئات واسعة بانعدام العدالة والتهميش، يعزز من حيث لا يدري ذلك الانقسام .من لا يشخص أن هذه الفئات، لم تعد تطالب بالعدالة وبالتخطيط وبالتطوير وبالخدمات الصحيحة، بل فقط بمن "يشبهها" و"يلقي عليها التحية"، ويصطنع أنه "يتحدث باسمها" و"يحميها" من سطوة "النخبة"، لا يستطيع أن يصنع التغيير المنشود.

تشخيص الوضع

وأكمل: الأهلية، تشخص هذا الوضع، وتعرض الطريق الثالث، والذي هو الطريق الوحيد للتعامل مع البلد كوحدة حال ومصير وهوية مدنية. الطريق الثالث، هو الذي يوحد البلد بشكل حقيقي، لأنه هو فقط من يحارب الاستقطاب ويرشد شعور "الخوف" عبر رؤية سياسية وبرنامج عمل سياسي مهني للبلد. القائمة الأهلية هي من تدرك أن شعار "من ليس معنا فهو ضدنا"، والذي استعمل خلال العقدين الماضين، هو من ظلم "النخبة" و"المهمشين" معا، ظلم "المركز "والأطراف" معا، ظلم "الكتلتين المتخيلتين" لأنه استعملهما في الدعاية الانتخابية كمجموعتين "مهددة" من الأخرى، ثم نسيهما بعد الانتخابات.

وأختتم: نحن على عتبة الانتخابات، نحن على عتبة المحاسبة وإعطاء الفرصة ليس فقط لمن يفوز بالانتخابات، بل أساسا لمن يفوز بثقة البلد. ونحن نعرف أننا ندخل لغة وخطابا ومفاهيم جديدة في الساحة النصراوية، لكننا مصممون على المثابرة وعلى احترام الرز والبن والسوشي معا، لكن كأصناف طعام فقط، وليس كهويات عصبية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]