ذكر موقع “إيلاف” المُقرب من السلطات السعودية، امس الثلاثاء، أن مصدرا أمنيًا إسرائيليًا أبلغه بأن تل أبيب “لا تثق بالأخبار الصادرة عن تركيا في ما يتعلق بمسألة خاشقجي، بل تثق أكثر بما تقوله السعودية”. وأضاف المصدر أن إسرائيل تراقب عن كثب التطورات في هذه المسألة.

وكان الصحافي السعودي البارز جمال خاشقجي اختفى منذ نحو أسبوعين بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول لإتمام بعض المعاملات لزواجه.

وعنون الموقع “سبقه الصحافي” بالقول “في أول تعليق رسمي إسرائيلي عن خاشقجي: نثق بأقوال السعودية”. وكتب صاحب الموقع، الإعلامي السعودي عثمان العمير (رئيس التحرير الأسبق لصحيفة الشرق الأوسط)، تغريدة على تويتر، جاء فيها: في أول تعليق رسمي لـ #إسرائيل عن #خاشقجي:مسؤول أمني لـ"إيلاف" نثق بأقوال #السعودية.

وحول هذا الموضوع تحدث موقع "بكرا" إلى د. شاؤول يناي، المختص في شؤون الشرق الأوسط والمحاضر في المجال في جامعة حيفا والباحث في منتدى التفكير الإقليمي، والذي قال أنّ النشر الإسرائيلي الوحيد هو ما ذكره موقف "ايلاف"، المُقرب من السلطات السعوديّة، في حين أنّ مصدر النشر غير معروف بعد.

مصلحة تركية- سعودية للإتفاق

وحول توقعاته، كمختص في الشرق الأوسط، للخروج من الأزمة قال د. يناي: حتى الآن كلنا نعرف التفاصيل التي نشرت، وهي أنّ هنالك شبهات أنّ الصحافي جمال الخاشقجي قتل في السفارة، إلا أنه لا يوجد أي تأكيد حول الموضوع. برأيي، تركيا والتي تعاني من أزمة وعقوبات أمريكية، ستصل إلى تفاهمات مع السعودية، مستغلة هذا الظرف لتحسين من مكانتها، خاصة وأنّ الحدث وقع على أراضيها وتحت سيادتها، فيما المصلحة التركية- السعودية، والتطورات في الشرق الأوسط تقتضي أنّ يقوم الطرفان بتنسيق موقف مشترك من القضية، لربما تعترف فيه السعودية بمسؤوليتها عن قتل الخاشقجي إلا أنّ السبب سيكون عن طريق الخطأ ومن خلال التحقيق الذي تطور إلى قتل.

من هو الخاشقجي، عائلته وعلاقته مع آل سعود 

وعن الأسباب التي تؤدي بالسعودية إلى محاولةٍ تصفية الخاشقجي علمًا أنه شدد على أنه ليس بـ "معارض"، قال د. يناي: نشدد مرة أخرى انّ الحديث عن شبهات قتل، ولا تأكيد على أنه قتل، لكن في حال تمت تصفيته فهنالك سببين يدعوان السعودية إلى فعل ذلك.

وعن الأسباب فصّل، د. يناي: الأول عائلي، حيث تعتبر عائلة الخاشقجي مقربة جدًا إلى عائلة العاهل السعودي، الملك محمد بن سلمان، فجد الخاشقجي، محمد الخاشقجي، كان سابقًا الطبيب الشخصي لجد محمد بن سلمان، الملك عبد العزيز آل سعود، ولاحقًا ارتقى حتى أصبح وزير الصحة، كما وأنّ عم الخاشقجي، عدنان الخاشقجي، ساعد عائلة بن سلمان بشكل كبير في الاقتصاد وكان مستشارًا الذي طوّر عددًا من أعمال العائلة المالكة، منها صفقات أسلحة كبيرة جدًا ما بين السعودية والولايات المتحدة، حيث عرف بشكل كبير في نشاطه في هذا المجال، ولهذا حظي الخاشقجي نفسه بعددٍ من المناصب الرفيعة في السعودية، بالأساس في مجال الإعلام، منها رئيسًا لتحرير صحيفة "الوطن" السعودية، كما تولى منصب مستشار للأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن، لكنه غادر البلاد بعد تعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.

وأكمل: عليه، هذه المغادرة بعد أن تولى بن سلمان الولاية، ولاحقًا انتقاد سياسية في عددٍ من المقالات عبر الـ "واشنطن بوست"، المنصة الأكثر تأثيرًا، أدت إلى سخط عائلي كبير، وكأن "الوصاية" التي كانت تفرضها عائلة آل سعود على عائلة الخاشقجي قد مُسّت.

اسباب سياسيّة ايضًا

وأضاف د. يناي عن الأسباب: السبب الثاني هو سياسيّ، حيث يقيم الصحفي السعودي في الولايات المتحدة ويكتب مقالات في صحيفة "واشنطن بوست"، المعروفة بتأثيرها الكبير ودورها المهني ومدى مصداقيتها، ومعظم المقالات التي كتبها كانت تنتقد السياسات السعودية تجاه قطر وكندا والحرب في اليمن وتعامل السلطة مع الإعلام والنشطاء.

وأوضح د. يناي: المقالات والتي لاقت صدى واسع ضمن أوساط أمريكية وعربية سعودية وشرق أوسطيّة انتقدت بشكل كبير سياسة الملك السعودي، بن سلمان، تجاه الإصلاحات، وسمتها صوريّة وأكدت أنّ بن سلمان ماضٍ نحو تأسيس دكتاتورية جديدة، مما أغضب الملك السعودي.

وأضاف: النقد لم يكن فقط على السياسية السعودية الداخلية، فعلى سبيل المثال الخاشقجي انتقد الدور السعودي فيما يتعلق بصفقة القرن وضغطها (السعودية) على السلطة الفلسطينية بقبول الاقتراح الأمريكي الذي يتضمن تحويل أبو ديس عاصمة للدولة الفلسطينية دون أي سيادة فعليّة مقابل مبالغ كبيرة، الأمر الذي يساعد السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مما يساعد ايضًا في مواجهة ما يسمى بالخطر الإيراني وهو هدف مشترك لإسرائيل والسعوديّة.

وعن مصلحة إسرائيل من هذه الأزمة يقول د. يناي: من الواضح أنّ مصلحة إسرائيل هو دعم الموقف السعوديّ، فهناك ما يجمع بين الطرفيّن، وهو الخطر الإيرانيّ كما وأنّ العلاقات الإسرائيلية التركيّة هي ليست بأفضل حالتها، الأمر الذي يؤكده الرئيس التركي في أكثر من مناسبة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]