أجرت وزارة الصحة استطلاعًا واسعًا في صفوف العاملين في الجهاز الصحي، لفحص تفاعلهم مع مهماتهم ومسؤولياتهم الوظيفية ومع المرض والمراجعين- فأظهر أن النصف تقريبًا من هؤلاء العاملين (أطباء وممرضات وطواقم الاسناد) يشعرون بالإرهاق والانهاك والاستنزاف بسبب أعباء العمل، بينما يجد 12.5% منهم صعوبات وعوائق في التفرغ الحسّي والعاطفي للمرض والمتعالجين والمراجعين، لنفس السبب، كما أن كثيرين من هؤلاء العاملين يجدون صعوبة في التركيز بالعمل، وفي التواصل مع الزملاء والمرضى والمراجعين، كما يؤدي في كثير من الاحيان إلى أخطاء في العلاج وخلل بالتعامل.

وقد عُرضت نتائج هذا الاستطلاع الذي شمل (42) ألفًا و (500) عامل وعاملة في الجهاز الصحي- على المؤتمر الأخير لبكار المسؤولين في الجهاز، لاستخلاص العبر وايجاد السبل لإصلاح الأوضاع.

ويتبيّن من الاستطلاع أن معدّل مؤشر الاستنزاف والتآكل في الجهاز الصحي يبلغ (3.4) درجة في سلّم من سبع درجات، وتعتبر الدرجة التي تزيد عن (3)- عالية وتتطلب معالجة سريعة عاجلة.

العاملون في ساعات الليل- اكثر استنزافًا

وأظهر الاستطلاع أن 45% من عاملي الجهاز يشعرون بالإنهاك والتعب الجسماني على الدوام أو غالبًا، بينما 35% يشعرون بالاستنزاف، و 34% متعَبون نفسيًا.

وأكثر العاملين شعورًا بالاستنزاف هم العاملون في ساعات الليل (الورديات الليلية)، ومن أولئك الذين لا يشغلون وظائف إدارية، وكذلك الذين يعملون ساعات طوالًا خلال الأسبوع. أما ذروة الاستنزاف فهي لدى العاملين ذوي أقدمية 3-5 سنوات.

وسجل أعلى منسوب للاستنزاف في صفوف الاطباء (3.59 درجة) ثم الممرضات (3.51 درجة) ثم مستخدمي الاسناد الطبي (3.35 درجة)، يليهم الموظفون الإداريون وعمال الصيانة والنظافة وما إلى ذلك.

ويظهر أن العاملين في المستشفيات أكثر عرضة للاستنزاف مقارنة بالعاملين في صناديق المرضى ووزارة الصحة، بينما المنسوب الأعلى من الاستنزاف هو "من نصيب" العاملين في مستشفيات المسنين العجزة وكذلك في أقسام الأمراض الداخلية (3.89 درجة)، يليهم العاملون في أقسام الطوارئ (3.84)- بينما المنسوب متدن (2.94) لدى العاملين في الإدارة والصيانة والتنظيف والتأهيل الصحي.

وأفاد معظم العالمين في الجهاز الصحي (59%) بأن السبب الرئيسي لاستنزافهم يعود إلى اعباء العمل، بينما أفاد 17% بأن السبب يعود إلى العنف الكلامي الذي يتعرضون له، في حين أن 7% أفادوا بان السبب عائد إلى العنف الجسدي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]