اكد الكاتب والمحلل السياسي توفيق أبو شومر المختص بالشأن الإسرائيلي ان ما يجري في غزة من تطورات هو ضمن ما يجرى منذ أمد طويل , ولم يختلف الواقع, سوى ان هناك شيئا جديدا فيما حدث أخيرا, وهو دخول حركة الجهاد الإسلامي على خط التصعيد والتهدئة وإعلان مسؤوليتها عن قصف المستوطنات , مشيرا الى ان هذا يدل على ان هناك تناميا في تيار الجهاد الإسلامي, وبما انه اهمل منذ زمن بعيد من صيغة التفاوض حتى مع المصريين, هناك رغبة من قبل بعض المحركين لهذا التيار من اعادته الى الساحة السياسية عبر هذا التصعيد, هذه رؤية جديدة ربما تؤدي أيضا الى مزيد من الشرذمة الفلسطينية, بحيث تصبح غزة ليس غزة حماس وانما غزة حماس والفصائل الفلسطينية تصبح فيها حماس الشرذمة النضالية والحزبية ايضا.

تغذية الجناح الايراني

وتابع يقول ل بكرا ان هناك ربما كما تزعم إسرائيل رغبة في تغذية الجناح الإيراني وهو الجناح المتشدد في حركة الجهاد الإسلامي ذاتها, هناك تيار جاد في الجهاد من ينادون بالتوحد مع حماس, فتيار حزب الله ايران ربما هو الذي تغلب هذه المرة.

واكد الكاتب أبو شومر ان إسرائيل افرزت موقفها حيال ذلك منذ زمن بعيد عندما أعلنت بان ما يجري في غزة بالكامل هو نسبة الى ايران وبإيعاز منها , وكما تقول إسرائيل ايران تريد ان تبعد التهديد الإسرائيلي الى غزة وتحاول قدر الإمكان كسر شوكة الجيش في غزة أولا قبل ان تتصدى له في الشمال.

الفصائل الفلسطينية لن تلتزم بالتهدئة

ولفت الى ان الفصائل الفلسطينية لن تلتزم بالتهدئة التي جرت بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بواسطة مصرية , موضحا اننا دائما نقف على شفا حفرة , هذه الحفرة تخضع لعدة اراء حزبية للأسف الشديد, وهي التي تقودنا في النهاية, مما يؤدي الى تنفيذ الإسرائيليين اغراضهم بواسطة هذه التعددية والشرذمة الحزبية بسهولة, ومتى اردوا(الإسرائيليين) تصعيد الموقف يستطيعوا ذلك, ومتى أرادوا كبح الموقف يفعلون ذلك, والسبب في ذلك لعدم وجود اتفاق في الرؤية الفلسطينية.

وشكك أبو شومر من صحة ما ذكرته التلفزة العبرية الثانية، أن حركة حماس وجهت إلى إسرائيل إنذار عبر مصر للسماح بإدخال أموال قطر لغزة لدفع رواتب موظفيها وقال اعتقد ان الخبر ليس مؤكدا ولا يمكن ان يحدث, وحتى اللحظة لا وجود لردة فعل حماس لان ذلك بالتأكيد سيضعف من المشروع الذي تنادي به حماس, وهو مشروع المقاومة.

اجتماعات اللجنة المركزية.. لن تنتج شيئا عمليا

وحول اجتماعات اللجنة المركزية في رام الله قال أبو شومر حتى اللحظة لا اعول كثيرا على اية اجتماعات عربية وفلسطينية لأنه لا يمكن ان تنتج شيئا عمليا, ليس العبرة في البيانات وانما بتنفيذ القرارات, نحن نملك مخزونا هائلا من قرارات المجلس المركزي ومنظمة التحرير, هذا المخزون يكفي لمئة سنة قادمة, ولكن كل طبق منه شيئا, هذا هو السؤال المهم الذي ينبغي علينا ان نطرحه, لأننا اضعف بكثير من ان ننفذ شيئا, دائما الاقوال تأتي ثمرة للتلاحم والاتحاد, وحيث اننا فقدنا ذلك فإننا لن ننتج عملا.

وساطة عمانية بين إسرائيل وايران

وحول زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان قال أبو شومر ان هذا الاتصال ليس جديدا , اسحق رابين زار سلطنة عمان عام 1994 , عمان تعترف بإسرائيل لها مكتب تمثيل وكذلك تسيبي لفني التقت بوزير خارجية عُمان العلوي الذي التقى بشمعون بيرس, ما يلاحظ في الصحف الإسرائيلية ان الهدف من الزيارة ليس التوسط بين عُمان وأبو مازن كما يدعى وانما بالنظر الى تشكيلة الوفد الإسرائيلي الذي ذهب مع نتنياهو وكان على راسه يوسي كوهين رئيس الموساد , اعتقد الموضوع يتعلق بوساطة عُمان بين إسرائيل وايران, هذا ملف سري, يبدو انه لم يذكر حتى بالاعلام قاطبة, وليس الوساطة بين أبو مازن ونتنياهو , ربما الوساطة مدرجة ولكنها كانت على هامش الحدث.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]