انتهت يوم أمس الجولة الثانية في عدد من البلدات العربية في البلاد.

قسم من البلدات بقي الحال فيها مثلما كان، وجدّدت الثقة في رئيس سلطتها المحلية على عكس بلدات أخرى التي شهدت تحوّلاً جذريّاً مثل ام الفحم التي أنتخب فيها د. سمير محاميد لرئاسة البلديّة، كفر قرع التي أنتخب فيها المحامي فراس بدحي لرئاسة المجلس ومدن أخرى.

مراسل "بكرا" حاور مدير عام مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة الذي قال في حديثه معنا معقّباً على النتائج:" النتائج بشكل عام جيّدة جداً لمجتمعنا، فقد أفرزت التغيير في ما يقارب ثلثين مناصب الرئاسة والعضوية، وهذا يُخرج الكثير من بلداتنا من حالة الخمول الذي يسيطر عليها وعلى اجهزة السلطة المحلية في حال إستمرار نفس الادارة لدورات كثيرة ومتتالية. فمبروك علينا قيادات جديدة خلاقة ومبدعة".


صقل الحالة السياسيّة

عن تجاوب الشارع العربي مع الإنتخابات، يقول:"
نسبة التصويت العالية في مجتمعنا العربي تدل على اهتمام كبير جداً في صقل الحالة السياسية المحلية، وهذا شيء إيجابي جداً. تفاعل المواطن مع السياسة يبقيه قريباً من متخذي القرار ويفرض عليهم اجندات تتناسب مع احتياجاتهم وتمنع خلق فجوات بين المواطن والقيادة".



حول تمثيل النساء، يقول:" هنالك زيادة نوعية في تمثيل النساء العربيّات، زيادة بعيدة كل البعد عن إنصافهن في دورهن المجتمعي. عدد النساء في المجالس البلدية ارتفع من ١٠ في الدورة السابقة الى ٢٦ في هذه الدورة، ولكن لنذكر ان هذا الرقم هو من اصل ٨٠٠ عضو في بلداتنا. ولم نشهد فوز اي امرأة بمنصب رئاسي، ولكننا نامل ان يتم تعيين نساء بمنصب نائب رئيس وخاصة في مدينة الناصرة كما وعد الرئيس علي سلام. حضور قضايا المرأة في هذه الانتخابات كان مميزا من خلال نشاط بعض الجمعيات التي قامت بجهود جبارة لرفع الوعي وحث النساء على المشاركة، وخلق مساحة للتمثيل النسائي".

ثورات محليّة
تطرّق دراوشة الى ادخال دماء جديدة للسلطات المحليّة كأمّ الفحم قائلاً:" هذه ثورات محلية رائعة تدل على مجتمع نابض يعي ان علية ان يتجدد ليواكب العصر. القضايا المحلية المجتمعية فرضت هذه التغييرات على القيادات التقليدية وحتى الحزبية. ونرى ذلك جلياً اكثر في قوائم العضوية التي شملت ناشطين محليين اثبتوا وجودهم في الشارع المحلي، وعرفوا كيفية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لمد الجسور مع ناخبيهم".


أسهب مدير المركز عن النتائج قائلا:" أعتقد ان الصورة الأكبر هي تغليب القضايا المحلية على العائلية والحزبية. للعائلات دور لا يمكن التغاضي عنه، ولكن حتى العائلات تعاملت مع الانتخابات بطرق عصرية مثل البرايمرز، وتحالفات مع احزاب، وطرح برامج عمل مهنية تعنى بشؤون وقضايا المسكن والتشغيل، والتعليم، وليس فقط الحمائلية والتشريف والزعامة".

وختم كلامه قائلا:" ولكن مشهد العنف الجماعي الذي برز في بلدات عديدة ما زال مثيراً للاشمئزاز، ويندى له الجبين، ويشير الى ان بعض الجهات ما زالت تغذي النعرة العائلية لتجبرها لمصالحها الشخصية الضيّقة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]