ما زال المواطنون في حالة من الغضب والذهول بسبب جريمة القتل التي وقعت في الجشّ وراحت ضحيتها الفتاة يارا نشأت أيّوب .

ووصف المواطنون، الجريمة الواقعة بالـ"وحشيّة"، فكيف تؤثر هذه الجريمة على مخيّلة القاصر العربي وأبناء الشبيبة العرب؟

للإجابة على هذا السؤال، كان لمراسل "بكرا" هذا الحوار مع الأخصائي النفسي الطبيب محمود جبارين الذي قال:" هذه ليست الجريمة البشعة والاولى التي تحدث في الوسط العربي وليست حالة فردية بل هي تراكم لأحداث تشاهد كل يوم في عالمنا العربي ، ان مشاهد قتل الأطفال والبشر في اليمن وسوريا ومصر وليبيا وغزة والضفة في الحروب التي دارت في منطقتنا في العشر سنوات الاخيرة قد تركت أثاراً نفسيّة سلبيّة جدّاً على الأجيال الحاليّة والقادمة وتحتاج الى ترميم لسنين عديدة".


أزمة عقول وأخلاق


وتابع:" ان ازدواجية المعايير في المواقف الاخلاقية لدى الافراد والمجموعات الرسمية والغير رسمية عند القادة وعموم الناس قد أحدث بلبلة فكرية تبلور فيها صورة ذهنية مشوه عن الاخلاق والمبادئ الانسانية .. لذالك اصبحت ازمتنا ازمة عقول واخلاق ".

عن الحلّ لجرائم القتل، يقول:"
بإعتقادي أنّ الحل يكمن في مراجعة عميقة وشاملة ودراسة لما جرى ويجري في الوسط العربي بصورة خاصة والعالم العربي والاسلامي بصورة عامة من ذوي الإختصاصات ووضع خطة لترميم الصورة الذهنيّة التي تشوهت عند الناس في السنين السابقة وهذا يحتاج الى مشروع حصانة مجتمع يقوم على تشابك عقول بين أفراد المجتمع ومؤسساته المدنية الرسمية والغير رسمية ولا شكّ ان الإعلام سيف ذو حدين قد ساهم من حيث يعلم او لا يعلم في تزيف الواقع او انتاج الوعي الكاذب وتشويه الصورة الذهنية للواقع عند عموم الناس".

وختم كلامه قائلا:" لا شكّ أنّ حادثة كهذه كما حوادث اخرى ينتج عنها مشاعر سلبية من الخوف وعدم الأمن والأمان والشعور باليأس والاحباط والتموضع في حالة شكية من المجتمع الذي نعيش فيه بكل مكوناته".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]