إنتهت انتخابات السلطات المحلية , وبعيداً عن بعض المظاهر السلبية التي رافقتها , والمرفوضة أصلاً , فقد اجتاز الداخل الفلسطيني , بالعموم , هذه المرحلة بسلام .
أفرزت هذه المنافسة عن اختيار رئيس وأعضاء يحملون المسؤولية , ويتحتم منطقياً ولياقةً قبول النتائج وتهنئة الفائزين والدعاء لهم أن يعينهم الله تعالى على تحمل المسؤولية والقيام بها بصدق وإخلاص .
أهلنا الكرام : الإنتخابات من ورائنا , كانت وسيلة ومرحلة تنافسية وانتهت , والأصل الثابت هو حياتنا المشتركة وعلاقاتنا المتينة المتواصلة كأبناء البلد الواحد والوطن الواحد , وأمامنا تحديات وقضايا كبرى لرفعة ونهضة بلداننا وشعبنا , وإن مواجهة آفات وسلبيات وصراعات تريد تمزيق مجتمعنا , كذلك العمل لنهضته وتقدمه ونصرة قضايا شعبنا هي المعركة الحقيقية التي لن تتم إلا بتعاوننا ووحدتنا ووضع جهودنا ومقدراتنا في خدمة مجتمعنا ووطننا .
فالحذر الحذر , بل الطامة المهلكة أن ننشغل عن الأصل الأهم في تضييع جهودنا كل الأيام والسنين في مراجعة نتائج الإنتخابات , وحساب وعتاب وقطيعة رحم , خبنا وخسرنا إذاً وضيعنا أولادنا ومستقبلهم إذ نورثهم العداوات والعصبيات .
إن من تقلد المسؤولية هو ابن بلدك ويقوم على خدمة ونهضة أولادك , فتعالوا نضع أيدينا في أيديهم ليسير المركب بأمان , على الخير معهم , وننصح ونقوم بالحق إن خالفوا .
أما أنتم حضرة الرئيس والأعضاء , فاعلموا أن الفوز الحقيقي ليس التغلب في نتائج التصويت , فلقد كلفتم بحمل أمانة كبيرة , إن الفوز والنجاح الحقيقي في واقع الحال عملاً وجدّاً واجتهاداً بصدق وأمانة في خدمة جميع أهل بلدك , وأن تضع الخطط الموضوعية والكفاءات المستحقة دون تمييز , فإنكم محاسبون ومسؤولون من أهلكم ثم يوم القيامة حساب رب العالمين وقد قال صلى الله عليه وسلم " كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ..." , ولا تنسوا أنكم جزء من شعب يخوض نضالات لنيل حقوقه المستحقة , فلا تبخلوا في المحافظة والانتصار لثوابت شعبنا الوطنية .
دامت دياركم بالمحبة عامرة
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]