قُتلت 13 امرأة في مجتمعنا منذ بداية العام، وآخر هذه الجرائم كانت مقتل ايمان أحمد عوض من عكّا في العشرينات من عمرها.

تُضاف هذه الجريمة الى عشرات الجرائم الموجعة التي أفجعت مجتمعنا العربيّ.

القتل كشرب الماء

مديرة جمعيّة نعم (نساء عربيّات في المركز) - سماح سلايمة تقول لـبكرا معقّبة على جريمة القتل:" قتل الإنسان أصبح كشرب الماء ، بسهولة برخص وفِي كل مكان. نحن في الجمعيات النسويّة والناشطات في مجال حقوق النساء. نتلقّى الضربة تلو الأخرى ونفجع بمقتل امرأة كل أسبوعين او ثلاثة ، إحساسنا اننا في مصيدة رجال عنيفين لا يعرفون الرحمة وبين قبضة سلطات لا تهتم أساساً بحياتنا".

تابعت:" وما دامت تربيتنا للرجال، كالقاتل اليوم مستمرّة سوف تحصد أرواح نساء كثر للأسف دون تغيّر جوهري في التربية من جهة وتطبيق القانون وإنزال اشدّ العقوبات على قتلة النساء".

خلُص حديث سلايمة بالقول الى انّ:" على كلّ السلطات التعامل بشدّة مع أيّ مجرم او رجل عنيف منذ الضربة الاولى وعدم انتظار الكارثة.
رغم جريمة اليوم البشعة سنواصل نضالنا نحو مجتمع يحترم المرأة وكيانها وحياتها ، ومجتمع ينبذ العنف بكل أشكاله وطريقنا ما زال طويلا".

المرأة مهدّدة دائماً

الناشطة الإجتماعيّة سلمى يونس تقول لـبكرا:" نحن لا نسمع عن مقتل إمرأة بسبب صفّة سيّارة ولا من أجل قطعة أرض وهنا لا نقصد تجاهل الجرائم الأخرى التي يروح ضحاياها سُدى ولأسبابٍ تافهة، ولكن يجب أن نفرّق أنه مهما كانت النتائج واحدة فالأسباب ليست كذلك، الامر الذي وجب توضيحه هنا أن النساء تُقتل لانها لا تملك حق القرار في حياتها، المرأة ليست ملك نفسها أبداً ولذلك هي تُقتل وتُعنّف، وحياتها مهددة في أي لحظة".

وضع الأسباب تحت المجهر


تضيف يونس على حديثها قائلة:" قد نسمع كل يوم عن جرائم يروح ضحاياها شبّان وفتيات، لكن لا يمكن أن نعالج القضايا دون العودة لفحص الأسباب ووضعها تحت المجهر، جرائم القتل لا يمكن وضعها تحت ملفٍ واحد. عندما يقتل الرجل، المرأة ذلك لأنه يخرج من قناعات وأفكار إجتماعية ودينيّة في أن المرأة كائن ضعيف وتابع لا يمكنه أن يكون مستقل، بينما عندما يقتل الرجل رجلاً آخر غالباً ما تكون الأسباب ماديّة ومحاولة لفرض الذات".

يارا قضيّتنا

تنهي الناشطة كلامها قائلة:" خبر مقتل إمرأة وبطريقة وحشية لشكوكٍ وهميّة أو حتى لو كانت حقيقية، هو أيضاً خبر يوضّح أن هنالك مئات النساء المُعنّفات داخل جدران البيوت ومنهنّ من سوف يُضم اسمها الى قائمة الضحايا، عندما نلوم المجتمع الذكوري نحن نلقي اللوم على كل من يظن أن له الحق في حياة شقيقته أو زوجته أو أيٍ كانت، ونلقي اللوم على كلّ من يسكت عن هذا العنف، وإذا لم نلُم أنفسنا جميعاً، على من سنُلقي اللوم؟ والسؤال هل يمكننا إيقاع اللوم على المُجرم فقط؟ دعونا نفكّر من صنع هذا المجرم، من أتاح له الشرعيّة في تنفيذ جريمته. يارا ليست رقم، يارا هي قصّة كل بيت، وهي قضيّتنا جميعاً".

قالت ليندا خوالد من جمعيّة نساء ضدّ العنف لـبكرا:" مؤلم جدّاً سماع خبر مقتل امرأة أخرى قبل نهاية العام ومؤسف جداً أن نتحدّث عن الضحيّة الـ13 بالمجتمع العربي والضحيّة رقم 25 بالبلاد كما انه من المؤلم الحديث بلغة الأرقام
فنتحدث عن نساء سلب حقهن بالحياة وراء كل رقم، امرأة انسانة لها كيانها وحياتها وطموحاتها وحلمها".

تستطرد خوالد حديثها قائلة:" ايمان عوض ابنة الـ28عاماً جاء مقتلها كالصاعقة بعد اسبوع من النضال الإحتجاجي والهبّة والحراك الشعبي الذي اجتاح البلاد من شمالها لجنوبها ضد جرائم العنف وقتل النساء".

شدّدت ليندا على انّ:" مرّة أخرى سنعيد ونكرّر ومصرّات أن الحكومة هي المسؤولة فلم يُتّخذ أيّ قرار جدي لوقف جرائم القتل وحماية النساء".

وأنهت كلامها قائلة:" الحكومة غير معنيّة بحلول حقيقيّة، على بيبيي نتنياهو تخصيص الميزانيات لتحويل الخطط المقترحة لخطوات عمليّة على ارض الواقع ولدينا اليوم امكانيّة واحدة لمكافحة العنف وهب الإستمرار بالنصال الشعبي والجماهيري والضغط على الحكومة لأخذ المسؤولية بإنقاذ حياة الناس والعيش الكريم فلم نعد نصمت بعد اليوم".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]