شيعت جماهير غفيرة اليوم جثمان الطفل محمود نخلة 18 عاما الذي استشهد برصاص الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الجمعة، وذلك في مقبرة مخيم الجلزون شمال مدينة رام الله

وخرج محمود يوسف نخلة، من بيته في مخيم الجلزون، وهو يرمق بعينه مستوطنة "بيت إيل" المقامة على أرض فلسطينية، بينما طرد الاحتلال عائلته من بيت نبالا. انضم لعشرات الشبان المنتفضين بحجارتهم ومقاليعهم في وجه جنود الاحتلال المدججين بأسلحتهم الفتاكة. رشقهم بحجارته الرافضة للظلم والمطالبة بالعدل، ليعاجلوه برصاصهم الحي، ويصيبونه في بطنه بجروح بليغة. ولأنهم يحملون عقلية إجرامية، لم يكتف جنود الاحتلال بذلك، فسحلوا جسده النحيل المصاب برصاص حقدهم على طول الشارع من مكان إصابته أمام المخيم تحديدًا، ساروا به أمتارًا وأمتار، لم يستجيبوا لنداءات نسوة المخيم، قبل أن يتركوه بعد أن سالت دماؤه معمدةً الأرض.

طواقم الهلال الأحمر، سارعت لنقله إلى مجمع فلسطين الطبي بعد تقديم الإسعافات الأولية له. واستنفر الأطباء جهودهم في المستشفى لإنقاذ حياة "محمود"، إلا أن قدره هو أن يموت شهيدًا ليلتحق بكواكب الشهداء الذين قدمهم مخيم الجلزون وشعبنا الفلسطيني في طريق الحرية.

أصدقاء "محمود" وأهالي المخيم، رافقوه في لحظاته حياته الأخيرة، واحتشدوا أمام المستشفى منتظرين خروجه سالمًا، لكن روحه صعدت إلى بارئها وجسده خرج إلى ثلاجة الموتى. منهم من انفجر بالبكاء على رحيله، وآخرون رددوا الشعارات المنددة بجريمة الاحتلال الجديدة.

"محمود"، وحيد عائلته، الذي أنهى الثانوية العامة هذا العام، كان يحلم أن يلتحق بجامعة أو معهد، وأن يحظى بوظيفة جيدة يعيل بها عائلته ووالده المريض، إلا أن الاحتلال قتله بدم بارد، وقتل كل أحلامه الوردية، تاركًا الحسرة والألم في قلب والديه.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]