تخوض القائمة المشتركة، الإنتخابات البرلمانيّة للمرّة الثانية على التوالي من خلالها خوضها انتخابات الكنيست الـ21 التي ستجرى في التاسع من نيسان المقبل. وفق تصريحات معظم قيادتها.

وُلدت القائمة المشتركة قبيل انتخابات الكنيست الـ20 بفعل رفع نسبة الحسم. ويُثار حولها بالأيام الأخيرة نقاش كبير، ما إذا كانت ستستمر؟ وما المطلوب منها؟ وكيف سيتم تقسيمها؟

توتّرات وتشنّجات 

المحامي علي حيدر يقول لـبكرا:" قبيل الإنتخابات الاخيرة للكنيست، طوّر المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل توقّعات كبيرة وأحياناً مبالغ بها، اتجاه القائمة المشتركة التي توحدت مركباتها نتيجة لظرف وشرط سياسي معيّن فرض خيار تجمعها، وهو رفع نسبة الحسم. ولم تتمكن القائمة قبيل الإنتخابات من بلورة رؤى واضحة ولا تطوير استراتيجيات جديدة، الشيء الذي انعكس على اداءها البرلماني فهي لم تنجح في إحداث قفزة نوعية جوهرية بالعمل البرلماني العربي بالرغم من مواجهتها لإحدى أكثر الحكومات الإسرائيلية عنصرية وتطرفا ؛ ولا يمكننا التقليل من عمل ونشاط العديدين من أعضاء الكنيست، وخصوصا ان هنالك تفاوت في الرؤى والانجازات والقدرات فيما بينهم وقد شهد عملها تميّزاً خاصاً على اثر سن قانون القوميّة حيث أن عدداً من أعضاءها نشطوا على سبيل المثال في المسار الدولي".

أضاف حيدر على كلامه:" وقد شهدت بعض مركبات المشتركة بعض التوترات والتشنجات وخصوصا على اثر ما خلفته ازمة التناوب من تراجع بالثقة بالقائمة من قبل المجتمع من جانب وبالثقة بين مركباتها من جانب آخر بالاصافة الى عدم قدرة مركباتها على الالتقاء والعمل معا لفترات متواصلة الشيء الذي أعاق عملها وبالرغم كل ذلك ونحن لسنا بصدد آجرا تقييم شامل لعمل المشتركة، فما زالت تعتبر القائمة المشتركة انجاز مهم للمجتمع العربي يجب المحافظة عليها وتطويرها وتحسين اداءها وترشيد عملها، وقد آن الاوان لتنظيم ومأسسة عملها. ولكن قبل ذلك يجب إجراء تغييرات وإصلاحات في كلّ واحدة من الأحزاب والحركات السياسيّة المشاركة بها".

أوضح حيدر انّ المجتمع العربي مدرك الى ان بنية السياسية الاسرائيلية ومبنى البرلمان يقيد عمل أعضاء البرلمان العرب؛ وكل من يعتقد بأنه من الممكن أجراء تغيير جوهري من خلال البرلمان فهو موهوم، فالمجتمع العربي يتوقع من منتخبيه ان يكونوا صوتا نقيّاً وواعياً وموّحداً وصادقاً وشريفاً يعبر عن مطالبه ورؤاه في مركز العمل السياسي في اسرائيل بقوة وعزيمة وحكمة ومن جانب آخر فهو ينتخب جزء مهم من قيادته التي يتوقع منها ايجاد حلول لمشاكله وقضاياه مثل المسكن والعنف والعمل والتربية الخ".

لفت المحامي الى انّ:" لم تنجح القائمة المشتركة ولجنة المتابعة ولجنة الرؤساء بخلق أجواء من العمل المشترك والتعاون. كما ان المشتركة لم تنجح بالتواصل والتشاور مع الالاف من المثقفين وتجنيدهم ولم تعمل بشكل مكثف على مدار السنوات السابقة بالتواصل مع جماهير ومؤيدين جدد أو بناء طواقم عمل مهنية ومستدامة. يجب أن تعمل المشتركة على إفراز وإبراز مرشحين جدد من الاحزاب ومن خارجها وضمّ شخصيّات وطنيّة وناشطة ومنتمية وقادرة على حشد جماهير جديدة".

شدّد المحامي حيدر على انّ:"من المهم ان يكون تمثيل لكل المناطق الجغرافية وخصوصا مدن الساحل؛ ويجب اقناع الناس بأهمية المشاركة بالإنتخابات والتغييرات التي ممكن إحداثها. وعرض رؤى وبرامج عمل واضحة ومفصلة تشمل أهداف وغايات ولوائح زمنية وليس مجرد طرح شعارات فضفاضة كما كان في الانتخابات السابقة وتأسيس طواقم عمل متخصصة تعمل بشكل منهجي مقابل البرلمان والحكومة والمسار الدولي".

وأنهى كلامه قائلا:" يجب تحذير المشتركة من التقوقع في مسائل المحاصصة والإختلاف على الميزانيات والمواقع فهذا التقوقع من الممكن ان يمس مرة أخرى في مكانتها وهيبتها. يجب أن تضع الأحزاب مصلحة المجتمع العربي فوق مصالحها كما يترتب على المشتركة استحداث وسائل نضال جديدة تحدث تغييرا في الواقع. ما من شك بأن القائمة المشتركة تملك طاقات وقدرات ممكنة لم تستثمر بعد. وما زالت غالبية المجتمع العربي تمنحها الثقة وتتوقع منها التغلب على كل المعيقات التي عرقلت تطورها".

لحمة وتكاتف

عضو المجلس المحلّي في عبلّين - فوز عثمان عبيد تقول لـبكرا:" نتوقّع من القائمة المشتركة أن تحافظ على لحمتها بكافة اطيافها من أجل ضمان اوسع تمثيل للصوت العربي وعدم ضياعه وأن تجدد آليات العمل البرلماني والشعبي لما يتطلبه الوضع العربي في البلاد من تحديّات وصراع على الوجود والهويّة، أن تكون لنا كقيادة، رؤيا مستقبليّة وبرنامج عمل نشرك به كافة مؤسسات المجتمع المدني لنجاعة العمل وتحشيد الناس".

وأنهت كلامها قائلة:" اتمنّى للقائمة المشتركة، كلّ النجاح والتوفيق في عملها وأن تكون دورة برلمانيّة أقلّ تطرّفاً وعنصريّة على جماهير شعبنا وأن تستطيع تحقيق الإنجازات في المجالات التي تهمّ الشارع العربي".

انعكاس لهموم الشعب 

من جانبها، تقول عضو مجلس محلّي عسفيا - سميرة عزّاة لـبكرا:" أريد وحدة حقيقيّة، أريد إنعكاس في الأشخاص لهموم الشعب العربي في الداخل وأريد قيادة حقيقيّة وقيادة مغايرة. حان وقت انتهاء عهد المخاتير والخلفاء فأنا أريد تغييرا جذريّاً فيها وأن يكون هناك تمثيل أكثر للنساء وهذا التغيير عليه أن يكون وليدة مسار ووعي لا أن يقرّره الرجال في الأحزاب".


يقول المواطن الفحماوي سلام عيّاش لـبكرا:" نريدها أن تستمرّ بكل مركبّاتها وأن تستمرّ بدعم السلطات المحليّة العربيّة وأن يكون استمراريّة لبرنامج ٩٢٢ الذي كان له الأثر الايجابي بالوسط العربي ، نريدها بالإستمرار بالتواجد والعمل على حلّ مشاكل المواطن العربي والأهمّ منها المشاكل الحياتيّة اليوميّة، نريدها بالإستمرار لنقل قضيتنا الى العالم كله ، انا راضي عن ما قدمته القائمة لمجتمعنا العربي ونريد المزيد منها".

تمثيل المصالح

الدكتور زياد محاميد يقول لـبكرا:" الشعب يريد من المشتركة أن تمثلّ مصالحه الكبيرة، الوطنيّة ، المدنيّة والثقافيّة..حيث صوتها يعبّر عن رغبة الشعب بحقوقه كجزء من الشعب الفلسطيني الذي يكافح لإستقلاله من الإحتلال الاسرائيلي البغيض وحقّه بالتاريخ وبإعادة الأرض المصادرة والأماكن التاريخيّة مثل قرى مهجّرة ومقدّسات عبر سنّ قوانين وفرض حالة على الوزارات، يشمل الحفاظ على اللغة العربية والتراث، الإرث اللغوي والأسماء والكتاب".

وأضاف محاميد:" نريد من المشتركة، نضال من اجل التطور الاقتصادي لبلادنا وفتح مناطق صناعيّة وفرز دعم حكومي للمصالح وتحسين وضع الطبقات الوسطى والمسحوقة خصوصا العمال والفلاحين كما نريد قوانين تضمن الأمان والسلامة".

أنهى حديثه قائلا:" نريد التصدّي لكلّ عنصري وكاره للسلام العادل وللعرب، نريد من المشتركة وحدة عمل وتفاهم شكلاً ومضموناً كتعبير عن وحدة الجماهير والشعب وانا شخصيّاً أتمنّى أن تفرض المشتركة قوانين تحسن وضع الخدمات الصحية لمجتمعنا بتخفيض تكاليف العلاجات والأدوية وتحسين خدمات التامين الوطني للمعاقين وذوي الحاجات الخاصّة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]