العاب الببجي والفورتنايت .. ألعاب وبرامج إلكترونية سرقت عقول الشباب والأطفال، وتركيزهم، حتى أنها استولت على حياتهم الشخصية وبعض أموالهم. ألعاب ترفيهية بإمكانها عزلك لساعات وساعات عن واقعك الى عالم خيالي، فأي تأثيرات لهذه الألعاب؟ وهل من الممكن ان تكون لها علاقة بتزايد اعمال العنف؟

لتفسير هذه التساؤلات، تحدث مراسلنا، مع محمد مناصرة من قرية اكسال وهو أخصائي في علم النفس التربوي وحاصل على اللقب الثاني في علم النفس، ليفسر لنا عن مخاطر هذه الألعاب وتأثيرها وأيضا الوقاية منها بشكل سليم بعدما قام بالتحري والتعمق بالأمر.

كأخصائي نفسي ما هي التوجهات التي تتلقاها من الأهالي حول هذه الألعاب ؟

مناصرة: في الآونة الأخيرة استقبلت توجهات بشكل مكثف حول لعبة البوبجي والفورتنايت وغيرها من ألعاب العنف والتي تلعب عن طريق مجموعات ويكون التواصل فيها كلامي وبعالم افتراضي ، بعضهم استشارني في منع الابن من ممارستها لفقدانه السيطرة عليه وهذا يؤثر سلباً على دراسته والبعض الآخر يرى في ذلك إيجابيات بحجة تعلم اللغة الانجليزية وبناء علاقات اجتماعية ، وبدون أدنى شك لكل شيء ايجابياته وسلبياته لكن السلبيات هذه المرة تطغى بشكل كبير على الايجابيات .

أين تكمن خطورة لعبة الببجي ؟

- إذا تكلمنا على جيل الخمس سنوات حتى 10 فهناك خطورتان ، أولهما هو انتشارها في المدرسة عن طريق ثلة صغيرة من الأولاد في المدرسة والذين ينطقون بمصطلحات خاصة بهذه اللعبة أو القيام بحركات معينة تخص هذه اللعبة ، فالقسم الآخر الذي يجهل ما تعنيه هذه الثلة، فيثير الأمر فضولهم ويزيد حب استطلاعهم على معرفة على أي مصطلحات يتم التداول بالمدرسة ، أو أي حركات . فيقوم الطفل بتحميل اللعبة وهنا يدخل عالم الببجي بعنفه وكلامه ومصطلحاته حتى يصل مرحلة الادمان ..

وتابع: أما القسم الثاني وهو الأكثر خطورة، على الذين يعانون من بناء علاقات اجتماعية على أرض الواقع والأطفال الذين يسمون بالـ " منزويين "، عبر هذه الألعاب، يقوم هؤلاء الأطفال ببناء علاقات اجتماعية مبنية على شخصيات افتراضية أو ما وراء المايكروفون وهذا ما يساعدهم على بناء علاقات خيالية لا تمت بالواقع بأي صلة ، وهنا يجدون الصعوبة في التفرقة ما بين العالم الافتراضي وبين العالم الاجتماعي الذي نعيشه يوميًا على ارض الواقع وهذا ما يسبب لهم ضررًا نفسيًا في بناء شخصية اجتماعية بإمكانها البلوغ في الكبر والوصول الى مراكز متقدمة في الحياة.

وأضاف: ما ذكرناه اعلاه، يضاف إلى الأمر الاخطر، وهو الادمان لمدة أكثر من 5 ساعات هو بحد ذاته خطر وقطع للخطوط الحمراء . قسم من الاهالي يمارسون هذه الألعاب وهنا تكمن الخطورة أيضا بحكم أنهم قدوة للأطفال وباعتقاد الأطفال أن مجرد فرحة الوالد وممارسته هذه اللعبة فهذا لا يعني أنها شيء خاطئ ، لذلك يحاول تقليده بشتى الأحوال ، فالأب او الام الذين قاموا ببناء شخصيتهم قبل سنوات عدة لا يتأثرون ويعرفون كيف يميزون ما بين الواقع والخيال أما الجيل الصاعد الذي يقتديهم هو المتضرر الأول .

هل من الممكن أن تساهم هذه الألعاب بزيادة العنف بالمجتمع؟

- من الطبيعي نعم ، فمن خلال ممارسة اللعبة بعنفها وكلامها الذي يمكن أن يكون بذيء ، يصعب على أي شخص أو شاب ناشيء على حل مشاكله بشكل سلمي وعقلاني وأولى الحلول بنظره ستكون عن طريق التهديد أو الضرب المباشر . وهنا يجب وضع الحدود .

ـكيف تنصح الأهالي للحد من هذه الظاهرة ؟

- قسم الاهالي الذي لا زال يتمتع بالسيطرة على أولادهم، أنصحهم بأن يقوموا بعزل الطفل أو الفتى بشكل تدريجي حتى لا تكون من ضمن أولوياته الحياتية ، أن يقوم بتقليل ساعات اللعب على البليستشين أو الهاتف المحمول حتى يتسنى له العودة الى الحياة وأرض الواقع .

وتابع: أما الذين فقدوا السيطرة على ابناءهم – وهم كثر – أنصحهم أن يأخذوا الموضوع على محمل الجد والتوجه بشكل فوري الى اخصائيين اجتماعيين أو نفسيين وبناء خطة عمل معينة معهم للوقاية من هذه اللعبة المدمنة .

بالحديث عن العنف بالمناسبة ، هل تعتقد أن الأحداث السياسية في سوريا، العراق والمنطقة، لها تأثير على العنف المنتشر في البلاد ؟


لمن يتابع الأحداث السياسية بكثرة على التلفاز أو من يتداولها في حديثه من الممكن أن يؤثر لو بشكل ضئيل على أبناء البيت الواحد والذين يمكن أن يقتدوا بالأحداث السياسية من قتل واطلاق نار وتطبيقها على أرض الواقع . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]