مع اقتراب انتخابات الكنيست القادمة في نيسان/ إبريل القادم فأن عيون الجماهير العربية تترقب بحذر شديد التركيبة الجديدة للقائمة المشتركة والتي من المفترض انها ستمثلها في التشكيلة الجديدة للحكومة والتي من المتوقع أيضا ان يغلب عليها الطابع اليمني، خصوصا في ظل انشقاق المعسكر الصهيوني وإعلان عدد من نواب المشتركة عدم خوضهم المعركة الانتخابية القادمة منهم حنين زعبي وجمال والقة، فضلا عن الاحاديث التي تدور في الشارع عن صراع المقاعد الذي تجريه القائمة المشتركة للمرة الثالثة بعد الانتخابات الأولى وأزمة التناوب والذي اصبح جزءا من خارطتها السياسية، خاصة في ظل إمكانية انسحاب العربية للتغيير من القائمة غي حال لم تحصل على مقاعد متقدمة او رئاسة القائمة.

د. منصور عباس: قوة المشتركة تتعلق بها نفسها وانسجامها وسرعة خروجها للجمهور بخطاب واحد

د. منصور عباس رئيس القائمة الموحدة ونائب رئيس الحركة الإسلامية الشق الجنوبي رأى ان قوة المشتركة تتعلق بها نفسها وانسجامها وسرعة خروجها للجمهور بخطاب واحد وانطلاق حملتها الانتخابية، وتابع قائلا ل "بكرا": اما ما يحدث في الأحزاب الصهيونية فممكن ان يؤثر سلبا وايجابا على نسبة التصويت وفرص نجاح هذه الأحزاب "مشيرا في حديثه الى الانشقاق الذي حصل في المعسكر الصهيوني".

واضاف عباس عن موضوع النواب الذي أعلنوا عدم نيتهم بالترشح للانتخابات القادمة ضمن القائمة المشتركة قائلا: نحن نقدر كل الاخوة النواب الذين خدموا قضايا شعبهم ومجتمعهم في الكنيست ونعتقد ان تداول المواقع النيابية يدخل دماء جديدة وافكار ومبادرات جديدة. في الحركة الاسلامية هنالك نظام قانوني نحن ملتزمون فيه وبناء عليه أنهى النائب مسعود غنايم دوره في البرلمان وقبله النائب الشيخ ابراهيم صرصور وقبلهم النائب عبد المالك دهامشة، عمليا انا الرئيس الرابع للقائمة العربية الموحدة منذ العام 1996.

اما بالنسبة لسؤاله حول موقع العربية للتغيير بما يتعلق بتركيبة المشتركة وهل بالفعل ستلتزم بحديث الانسحاب الذي تحدثت عنه سابقا في حال لم تحصل على رئاسة القائمة قال: هذا سؤال يوجه للعربية للتغيير ونحن لا نتدخل في قرارات وتوجهات اَي جهة او شخص.

باسل دراوشة: قضية منصب رئيس القائمة المشتركة بالإمكان تجاوزها واعطاء الحركة العربية للتغيير عدد مقاعد يتناسب مع شعبيتها ورصيدها

الناشط السياسي المحامي باسل دراوشة قال بدوره: في ضل الانشقاقات وتشكيل أحزاب يمينيه ومركز جديدة هنالك ضرورة بالحفاظ على القائمة المشتركة وتعزيزها بمرشحين أكفاء بإمكانهم محاولة احداث نقلة نوعية في أداء النواب العرب والتأثير على الأحداث ومع فتح المجال لضم قوائم وأحزاب وشخصيات جديدة وهذا بهدف إعطاء فرصه للمشاركة بزيادة قوتها وتأثيرها ومنع تخلخل اليمين والأحزاب الجديدة. من الحصول على أصوات من الوسط العربي.

ونوه: إذا لم تحافظ على القائمة المشتركة فإن الأحزاب الأخرى ستستغل الوضع وتدخل للوسط العربي لتكسب الاصوات.

وأضاف قائلا: اعلان نواب عدم ترشحهم هو خطوة إيجابية مرحب بها تهدف لفتح المجال لضم قيادات جديدة لتترشح للكنيست الأمر الذي بإمكانه خلق قيادات جديدة متحمسة وواعية يكون بمقدورها تمثيل الوسط العربي بشكل واعي ومدرك حجم المسؤوليات والتحديات ويكون بإمكانها النهوض بالمجتمع العربي.

وقال معقبا حول إمكانية انسحاب العربية للتغيير من المشتركة: اعتقد ان الدكتور أحمد الطيبي لن يجازف في مخاطرة كهذه حتى لو كانت امكانية النجاح عالية وذلك لأن نسبة الحسم قد تهدد حرق عشرات إلاف الاصوات العربية وهو على قدر كاف من المسؤولية لمنع هدر الاصوات العربية. باعتقادي أن قضية منصب رئيس القائمة المشتركة بالإمكان تجاوزها واعطاء الحركة العربية للتغيير عدد مقاعد يتناسب مع شعبيتها ورصيدها وإنجازاتها وعلى مركبات القائمة المشتركة ولجنة الوفاق اخذ الموضوع بمسؤولية ومحاولة منع خروج اي مركب من مركبات القائمة المشتركة حتى لو كان الأمر بتنازل مركب من مركبات القائمة عن جزء من تمثيله لصالح العربية للتغيير.

وأشار: أدرك رغبة الدكتور أحمد وقيادة وجماهير العربية للتغيير بخوض الانتخابات بقائمة منفصلة مع تحالفات جديدة لكن المسؤولية تتطلب الحفاظ على المشتركة وتوسيعها لضم اطر وقوائم جديدة ومحاولة الحصول على أكبر عدد المقاعد للقائمة المشتركة ورفع نسبة التصويت في الوسط العربي وإعادة الثقة بالقائمة المشتركة والتعاون من أجل خدمة المجتمع العربي.

الجلسات الرباعية بين الأحزاب حول القائمة الانتخابية قد بدأت، وآمل أن تأتي بنتائج إيجابية

النائبة نيفين أبو رحمون قالت: هناك انشقاقات في عدة تحالفات انتخابية وحزبية إسرائيلية، وليس فقط في المعسكر الصهيوني، بل في البيت اليهودي، وهناك أحزاب سياسية جديدة بقيادة جنرالات عسكريين مثل جانتس ويعملون، ومساعٍ لدمجهم بتحالفات وأحزاب قائمة. التصنيف إلى يمين ومركز ويسار هو ليس دقيقًا، على مستوى البرامج والمواقف السياسية أو على مستوى الرؤية الاقتصادية. إذ أنه لا توجد برامج واضحة للقوى الجديدة، كذلك، حزب مثل "يش عتيد" يصنفونه حزب مركز لكنه فعليا لا يقل يمينية عن الليكود. ما زالت التحركات الانتخابية في بدايتها، وقد نشهد تكتلات جديدة وتحوّل في اتجاهات الناخبين.

وتابعت: إعلان النواب عدم ترشحهم هي خطوة تعكس وجود جدية ودستورية العمل الحزبي لهذه الأحزاب التي تشكّل القائمة المشتركة، والتي تحدد وتضبط عدد السنوات أو الدورات للنائب. هذه ضوابط تضمن تجدد الطاقات القيادية في الحياة الحزبية والسياسية، واتوقع ان تكون له تأثيرات إيجابية على الأحزاب نفسها وعلى القائمة المشتركة. شعبنا يريد الحفاظ على المشتركة كإطار لتوحيد القوى السياسية وزيادة التأثير، وهو يريد أن يتم تطوير هذه التجربة وتصويبها. الأغلبية الساحقة ستدعم المشتركة مجددًا.

ونوهت: الجلسات الرباعية بين الأحزاب حول القائمة الانتخابية قد بدأت، وآمل أن تأتي بنتائج إيجابية. كما انه في هذه الدورة وصلنا لذروة في التمثيل السياسي النسائي، كنا 3 من 13، في المشتركة، وفي التجمع كنا 2 من 4 اي نصف الكتلة. هناك اتجاه بتعزيز التمثيل النسائي، وقد تحوي لمركّب طبيعي ومفهوم ضمنًا في العمل السياسي والبرلماني، وهذا أمر في غاية الأهمية.

غسان عبد الله: لن نقبل هذا السيناريو ولا بأي حال، سنخوض الانتخابات لوحدنا وهذا هو قرار الشعب وإرادة جماهيرنا العربية

وعقب غسان عبد الله عضو المكتب السياسي للحركة العربية للتغيير: في ظل تصاعد الأحزاب اليمينية وانشقاق وتفكك المعسكر الصهيوني، فان ذلك سيعكس الصورة الانتخابية على الشارع العربي بالإيجاب وخاصة على قوة المشتركة، لا بد ان هناك الكثير من مؤيدي المعسكر الصهيوني سيقرأون الخارطة جيدا ويراجعون حساباتهم حتى يصلوا الى قناعة تامة بان اليمين هو المسيطر على الساحة الحزبية وان كل التوقعات والسيناريوهات تؤشر على صعود الأحزاب اليمينية وبالتالي فان سدة الحكم ستكون لصالح الليكود الحزب الأكبر وبالمقابل فان تفكك المعسكر الصهيوني سيساعد على هروب ناخبيه من الوسط العربي الى أحزاب أخرى وخاصة المشتركة ما سيعزز من قوتها.

وتابع قائلا: اما بالنسبة الى عدم ترشح بعض النواب العرب للانتخابات القادمة فإنني اعتقد ان هذا امر صحي وديمقراطي من خلال ادخال دماء جديدة تعود بالفائدة على الأحزاب، وبالرغم من الخلافات وعدم الانسجام الكامل بين مركباتها الا انها تجربة مجدية لصالح جماهيرنا العربية لذلك اطلب من المركبات المحافظة على النموذج الوحدوي الذي جمع كل الاطياف السياسية بالرغم من التباعد الأيديولوجي بينهم، واذا كانت النوايا صادقة يجب تغليب القضية الوطنية على الكراسي، ويجب ان تكون مصلحة جماهيرنا العربية أولا ويجب ان يكون هناك ديناميكية في العمل والقوة الحزبية أولا وهذه المفاهيم يجب ان تترسخ حتى تعيد القائمة المشتركة الثقة للناخب وستحصل على اكبر عدد من المقاعد.

واشار: الحركة العربية اليوم أصبحت تمثل شريحة كبيرة وعريضة وواسعة من جماهيرنا العربية من الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية وهي حجر الزاوية في المعادلة السياسية والرقم الصعب ولها مؤسساتها ووجودها النسائي وانجازاتها البرلمانية وقد أعطت وضحت الكثير في تركيبة المشتركة السابقة من منطلق المسؤولية الوطنية وايمانها بالوحدة ولكن في هذه المرحلة لن نقبل هذا السيناريو ولا بأي حال، ومن لا يقرأ الخارطة الحزبية كما يجب فهو من يريد شق الوحدة للقائمة المشتركة ما سيجعلنا في الحركة للتغيير بقيادة النائب الطيبي ان نعيد حساباتنا ونغير افكارنا ونقولها صراحة سنخوض الانتخابات لوحدنا وهذا هو قرار الشعب وإرادة جماهيرنا العربية.

إيهاب جبارين: في ظل كل هذه الفراغات والشروخ وضع المشتركة لا يدعونا للتفاؤل

الناشط السياسي والاجتماعي ايهاب جبارين أشار قائلا في حديثه لـ "بكرا": انشقاق المعسكر الصهيوني، والاستطلاعات التي تعطي مشتقاته كراسي احادية العدد، ما هو الا تأكيد على الوضع الحرج في المعسكر اليساري في الوضع الراهن. وبنظري اليسار بحاجة لحملة أكبر واقوى من حملة 2015، وما نحن الا بصدد رؤية حكومة يمينية أشمل أكبر وأقوى، في ظل ضعف اليسار. فبالتالي وضع القائمة المشتركة لن يكون بأفضل حال وبالذات بعد حالات الخذلان الكثيرة التي شهدها الشارع من جانب ممثليه من جهة وكذلك مراهنة المشتركة على تعاطف الشارع معها، وعدم مخاطبة المنتخب بخطط عمل تخاطب عقله.

وتابع: الاستطلاعات الأخيرة تعطي المشتركة بتركيبتها الحالية عشرة مقاعد، وهذا نابع من عدة عوامل غير خيبة الأمل. ابدأ بضعف التجمع والذي ترك ممثلوه الساحة وخلق فراغ قيادي تصور الشارع فبعد استقالة زحالقة وزعبي، ها هو الحزب يغازل شخصيات قيادية من خارج الحزب محاولا المحافظة على شرعيته وقوته الانتخابية، لذا يمكننا القول بأن سيرورة هذه الاستقالة غير مسؤولة باتجاه التجمع بنظري، كل استقالة يجب ان تكون مدروسة استراتيجيا، بصراحة اراهن على امكانيات بقاء التجمع خارج إطار المشتركة.

وأشار: من ناحية اخرى استغرب تصريحات النائب دوف حنين بعد استقالته والتي تشكك بالعمل البرلماني، بعد سنوات عديدة قضاها في هذا المنبر، بنظري لا مكان لتحجيم العمل البرلماني بنظرة شمولية، بل نجاعة العمل البرلماني يجب ان يكون بنظرة فردية، حزبية. فالقول الصحيح يجب ان يكون هذا حزب/ نائب ناجع او غير ناجع.

وقال: من ناحية اخرى نرى مراوغات العربية للتغيير محاولة الحصول على رئاسة المشتركة او تمثيل اكبر محتجا بالاستطلاعات، الاستطلاعات بطبيعة الحال ليست الا اداة من عدة ادوات مكتملة لتشخيص وضع قائم، والعربية للتغيير لم تنزل المعترك الانتخابي منفردة منذ فشل 96 ، ولذا اراهن على قيامه بالترشح مرة اخرى منفردا، الا باتحاد اكبر واكثر شمولية من اتحاده مع علي سلام وحده، وحتى هذه اللحظة نحن لا نرى هذا يحصل وبنظري لن يحصل، بالنهاية التشاورات مع لجنة الوفاق ستعمل على قوة المشتركة ووحدتها العربية للتغيير ستحصل على كرسيين في اول عشرة، وهو ما لن تحصل عليه في حال اتحادها مع كوادر اخرى.

واختتم قائلا: لذا في ظل كل هذه الفراغات والشروخ وضع المشتركة لا يدعونا للتفاؤل. ويجب ان نتذكر المشتركة وغيرها هي اطر وجدت لكي تخدم المجتمع لا لكي يخدمها وفي حال فشلت فيتوجب عليها ان تتحمل كامل المسؤولية، المشتركة ليست مركز قضايانا، بل المجتمع وتمحور المشاورات والاجتماعات في الغرف المغلقة وعدم خروجهم للشارع ومخاطبته ومحاولة اشراكه في صنع القرار، ما هي الا دليل على عدم استخلاص العبر من الدرس السابق الذي استمر 4 سنوات تقريبا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]