أصدرت سيكوي الجمعية العربية اليهودية لدعم المساواة والشراكة، في البلاد، تلخيصها السنوي لمعطيات "مؤشر التمثيل" حول تمثيل المواطنين العرب في الاعلام العبري، ومما يتبين من تلخيص العام 2018، فقد كان هنالك ارتفاع ملحوظ بتمثيل النساء العربيات في الاعلام العبري، على خلفية النضالات النسوية، إلى جانب الانشغال الإعلامي بالقضايا السياسية المتعلقة بالمجتمع العربي على حساب القضايا الأمنية والجنائية، وذلك على خلفية قانون القومية.

وتنشر هذه المعطيات بالتعاون ما بين سيكوي وموقع العين السابعة المختص برصد الاعلام الإسرائيلي، وشركة يفعات للدراسات الإعلامية، ووفقا لهذه المعطيات، فإن النضالات النسوية في المجتمع العربي التي شهدها العام 2018، أدت على ارتفاع ملحوظ بنسبة النساء العربيات من مجمل المحاوَرين العرب في وسائل الاعلام العبرية المركزية، بحيث وصلت نسبتهن في العام 2018 إلى 20% من مجمل المحاوَرين العرب، علما أن نسبتهن في العام 2016 كانت 13.5% فقط، وأما نسبة المختصين العرب وأعضاء الكنيست من مجمل المحاوَرين العرب فما زالت تراوح مكانها يالمقارنة بالعام المنصرم، بنسبة 20% للنواب و 18% للمختصين.

كما برز في العام 2018 الاهتمام الإعلامي بالقضايا السياسية في المجتمع العربي على حساب القضايا الأمنية والجنائية، اذ أن التوزيعة كانت في العام المنصرم وفقا لما يلي: 40% قضايا مدنية، 31% قضايا سياسية، 29% قضايا أمنية وجنائية وفي هذا اختلاف كبير عما كانت عليه الحال في العام المنصرم، اذ كانت التوزيعة في العام 2017 على النحو التالي: 42% قضايا مدنية، 7% سياسية و51% أمنية وجنائية.

هذا التغيير جاء بالأساس، بسبب التغطية الإعلامية المكثفة لسن قانون القومية وما رافقه وتلاه من تحركات احتجاجية واسعة، إلا أن تحليلا أعمق لهذا الاهتمام يبين بأنه تمحور حول مواقف الضباط ورجال الجيش من أبناء الطائفة الدرزية من سن القانون، فيما بقيت الأصوات المدنية خافتة نسبية.

وفي مقارنة بين البرامج الإخبارية المركزية، فقد برز إيجابا في العام 2018، برنامج "لندن كيرشنباوم" الذي أنهى بثه هذا الأسبوع بعد دمج "قناة 10" و "قناة ريشت"، ومن الجدير بالذكر بأن هذا البرنامج كان قد احتل المرتبة الأولى للعام الثاني على التوالي مع نسبة 9.4% من المحاورين، كما برز برنامج "أستوديو الجمعة" التابع لشركة الأخبار (8.6%) وأخبار الأسبوع" لـ "قناة كان 11" (7.3%) وأما برنامج "سيدر يوم" من تقديم كيرن نويباخ فقد احتل المرتبة الأولى بنسبة النساء والمختصين، بحيث بلغت نسبة النساء العربيات الـ 61% من مجمل المحاوَرين العرب في البرنامج، وأما برنامج "هذا الصباح" مع أريه جولان فقط أظهر في العام 2018 التحسن الأكبر بنسبة المحاورين العرب، فيما بقيت "إذاعة الجيش – جالي تساهل" الأكثر اقصاء للمتحدثين العرب، حيث بلغت نسبة المحاورين العرب فيها الـ 1.6% فقط!

أمجد شبيطة مدير النشاط الجماهيري لسيكوي في المجتمع العربي وعيدان رينفع، المدير المشارك لقسم المجتمع المشترك في الجمعية عقبا على هذه العطيات بالقول: "تلخيص المعطيات للعام 2018، يبين بأن الصحافة بدأت تدرك بشكل تدريجي وبطيء بأن عليها أن تتحدث إلى المواطنين العرب وتهتم بشؤونهم في مجالات أوسع مما كان عليه حتى الآن. رأينا في هذا العام كيف أن الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية في المجتمع العربي، حظيت باهتمام أكبر مما كان عليه، رغم أن المعطيات ما زالت غير كافية البتة، وبخاصة بكل ما يتعلق بالتغطية الإعلامية للاحتجاجات على قانون القومية.

وأضافا "العام 2019، هو عام سنشهد فيه حراكا سياسيا هاما على شرف الانتخابات البرلمانية، إلى جانب التغيرات الكبيرة في الخارطة الإعلامية وعلى الأخص فيما يتعلق بالقنوات التلفزيونية، ونحن هنا معنيون برصد كافة الفرص الممكنة من أجل التغيير ومواصلة رفع نسبة المواطنين العرب، ونرى بأن من واجب المحررين والمراسلين بأن يبذلوا كل الجهود من أجل رفع نسبة العرب لتصل نسبة المواطنين العرب في البرامج الإخبارية المركزية إلى 10% على الأقل في المرحلة المقبلة."
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]