أحزاب جديدة تنبثق من العدم، وقوانين تشرع ظاهريا وكأنها أمورا سطحية ولكن في باطنها تحمل معاني اقل ما يمكن وصفها بانها تعطي شرعية لكل مس بحق الجماهير العربية في الداخل وسط صمت مطقع من النواب العرب يتخلله تشريعات متفرقة لقوانين لا تعتبر بجدوى التحدي المطلوب ما دفع قيادات وناشطون بأخذ موقف حازم ورافض بما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات الإسرائيلية ومقاطعتها بصورة تامة خصوصا في اعقاب تقسيم الغنائم الذي مارسته المشتركة خلال فترة انتدابها ضاربة بعرض الحائط كل فكرة وتوجه للوحدة كانت قد دعمته الجماهير سابقا -على حد تعبير المقاطعين-. ومع اقتراب الانتخابات احد الأمور التي يكثر الحديث عنها هو المقاطعة، فهل هي في مصلحة الجماهير ام لا؟

طاهر سيف قيادي في حركة أبناء البلد: موقف أبناء البلد الرسمي بما يتعلق بمقاطعة انتخابات الكنيست نابع أولا من وصف دولة إسرائيل كامتداد للاستعمار والانتداب والاحتلال أيضا، ومن هذا المنطلق فان الكنيست الإسرائيلي هو سلطة تشريعية تصدر عنها قوانين من دولة الانتداب لذلك نحن لن نشارك في الانتخابات، طيلة الوقت كان هناك حالة جدلية في أبناء البلد رافقتها منذ انطلاقة الحزب، هناك بعض الأشخاص يدعمون وجودنا في الكنيست وهناك أعضاء اخرين من أبناء البلد لا يدعمون ذلك، في المؤتمر السابق كان القرار بان حركة أبناء البلد لن تخوض انتخابات الكنيست.

المشتركة انتجت القومية، كيمنتس، العنف والجريمة ومزيدا من الضحايا!

عن نتائج المقاطعة عقب قائلا: عند طرح السؤال ونقيضه بالتأكيد سيستفيد الجميع، الذين يقاطعون والذين لا يقاطعون أيضا، وهو حراك طبيعي ومنطقي وشرعي، ولكن علينا التوضيح ان أبناء البلد لا تجرم عمل الكنيست بالمفهوم الوطني، هي ليست جريمة وطنية ولكن اجتهاد سياسي، حيث اننا لا نعتبر ان الكنيست ممكن ان تكون أداة نضالية تخدم شعبنا، لذلك الرؤية النضالية المطروحة، هي الرؤية الأيديولوجية مثل أبناء البلد والحركة الإسلامية الشق الشمالي، حيث اننا لا نمثل اكثر من 20%، أي لا يزال هناك 40% لا يمانعون أيديولوجيا او يدلوا بأصواتهم ولكن الحديث هو احتجاجا على العمل البرلماني، او حتى إمكانية وجود قطاعات غير ممثلة كما يجب، لذلك فان هؤلاء يتقاطعون بالموقف السياسي ونحن نعلم ذلك، لذلك فان المقاطعة ممكن ان تكون رافعة لإحداث نقاش حقيقي وموضوعي تحت عنوان "جدوى الذهاب الى الكنيست" ما الذي سنستفيد منه او نخسره بغض النظر عن مقاطعة أبناء البلد لتعريف ومكانة دولة إسرائيل لأننا نعتبر انفسنا جزء من التحرر الوطني الفلسطيني ونحن جغرافيا شعبا واحدا ولا يمكن تفصيلنا، وبالمقابل أيضا طرحنا الدولة الديمقراطية العلمانية.

وتابع قائلا عن توجهات من قبل أحزاب ومطالبات بعدم المقاطعة قال: هدفنا من المقاطعة ليس مضايقة باقي الأحزاب، بل نحن حافظنا على موقفنا وعلى إرادة 400 ألف ناخب، وأيضا هناك جزء اخر لم يذهب الى التصويت ويجب احترام رغبتهم، نحن لسنا بحالة اشتباك داخلي مع مين يذهب ومع من لا يذهب، السؤال هنا حول ما سنحققه من ذهابنا الى الكنيست.

وعن رأيه في مشروع الوحدة الذي خاضته الأحزاب العربية في الكنيست في الدورة السابقة تحت اطار الكنيست قال: كان لدي موقف وتصريحات عديدة في هذا الصدد، المشتركة قامت من اجل وحدة الضرورة وهو تخطي نسبة الحسم والتصويت، وهو الامر الذي حرك هذه الأمور، تلاقي المصالح من خلال رفع نسبة الحسم، كان هناك أيضا مزاج شعبي تحت عنوان الوحدة، لشعب يعاني من التفرقة، وهو عنوان كبير تلاقى مع مزاج شعبي داعم لهذه الفكرة، والناس دعمت هذه التجربة شريطة وجود إمكانيات لتحقيق الحد الأدنى على الأقل من متطلبات شعبنا في الداخل ولكن النتيجة كانت قانون القومية وكيمينتس وعشرات القوانين العنصرية، كل هذه القوانين تمت من خلال 19 عضو كنيست عربي دخل وخرج، من القائمة العربية المشتركة ومن حيث النتائج الأخرى العنف، الانفلات الشخصي، غياب الامن الشخصي، ارتفاع عدد الضحايا، ضحايا العنف وحوادث السير، شعبنا يخسر الكثير دون أي إجابات وفي الحياة المدنية واليومية كان مطلوب من المشتركة ان يكون على اجندتها برنامج وخطة، في حين كان هناك عمل ارتجالي وذاتي ولم يكن هناك انسجام في العمل كان هناك تنافس شخصي بين أعضاء القائمة وبالتالي العمل المشترك كان في ادنى الدرجات ولذلك لم يكن من المشتركة الا اسمها. كان من المفترض ان يتم تقديم برامج واضحة حول الأمور التي تهم الناس، مثل قضايا الأرض والمسكن وغيرها، عندما نتحدث عن العمل البرلماني في سياقه الطبيعي فهم لم يحققوا نتائج، علما انه كان هناك إنجازات متفرقة ليس للجميع، ولكن الإنتاج لم يكن بحجم التحدي، وهم مقرين بذلك. انعدام الرؤيا والبرامج.

أعضاء الكنيست العرب حولوا احزابهم الى مجرد مؤسسات لتجنيد الأصوات

أليف صباغ المحلل السياسي والناشط قال: انا مقاطع للانتخابات الإسرائيلية منذ عام 1999، المرة الأخيرة التي صوت بها كان عام 96 عندما اتحدت الجبهة مع التجمع في تحالف واحد ولكن بعد ان تفرق التحالف انهيت علاقتي بالكنيست، لأنني تاريخيا تربيت على ان الكنيست منبر مهم جدا، ولكن بعد مراجعة وهو امر ضروري جدا لكل ناشط سياسي وجدت بان الكنيست ليست منصة بل هناك منصات أخرى كثيرة موازية للكنيست ممكن استخدامها واي جمعية ممكن اعتبارها منصة أيضا والصحافة منصة أيضا، لا يوجد تأثير للنائب العربي في الكنيست، ليس فقط بسبب ثقافة وقدرات هذا النائب وانما طبيعة الكنيست معادية لجماهيرنا العربية الفلسطينية ومعادية لحق الفلسطيني، والحد الأعلى الذي يمكن ان ينتجه عضو الكنيست في هذه الكنيست هو المساهمة بتشريع قوانين مدنية، وهذا يمكن ان يفعله ناس حتى من خارج الكنيست، اما محاولة ادعاء ان الكنيست منصة ممكن تحقيق قوانين مدنية فيها هذا كذب وتضليل على الناس.

وتابع: السبب الثاني هو ان كل مركبات المشتركة وأعضاء الكنيست العرب حولوا احزابهم الى مجرد مؤسسات لتجنيد الأصوات وأصبح عضو الكنيست اهم من السكرتير العام للحزب، بدل ان يكون ممثل للحزب أصبح يملك الحزب وهو امر خطير جدا على مستوى المجتمع وليس فقط على مستوى الكنيست او الفرد، وهو امر خطير ان يتحول أعضاء الكنيست الى اهم من الأحزاب وهذا الذي أدى بنا الى بروز شخصيات في الكنيست تتحدى الأحزاب والقائمة المشتركة مثل احمد الطيبي الذي يتحدى الأحزاب والجميع.

العرب أرسلوا 13 عشر عضو للكنيست من اجل تقاسم غنيمة مادية!

وأضاف قائلا: الانتخابات السابقة مقارنة بانتخابات سبقتها فان حركة المقاطعة لم تخرج بنشاطات لتجنيد الناس للمقاطعة لأنه قد أقيمت القائمة المشتركة لتخفيف العنف السياسي في الشارع العربي، وبلعنا الامر من اجل مجتمعنا، وللأسف الشديد بدل ان تستغل المشتركة هذه الوحدة والجو وتعمل لتقوية ومأسسة لجنة المتابعة العليا ولدعم لجنة المتابعة العليا وهيئاتها كما وعدت، بقيت لجنة المتابعة دكان سياسي، والقائمة المشتركة كان همها توزيع المقعد الذي افرغه باسل غطاس، كان الامر عبارة عن تقاسم غنيمة ماديا، مقرف ومحزن ومقزز، بين الأحزاب، كل ذلك من اجل المادة، العرب ارسلوا 13 عشر عضو للكنيست من اجل تقاسم غنيمة مادية فهم لا يستحقون ان يصوتوا لهم مرة أخرى بل يجب محاسبتهم على تقاسم الغنائم الموجود ونحن ننتظر ان نرى النتائج التي حققوها خلال الأربع سنوات الماضية، ونحن نستطيع ان نكشف لهم مدى فشلهم، الخطابات والشعارات العاطفية لن تفيد احد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]