يستعد الفلسطينيون لإحياء الذكرى الثالثة والأربعين ليوم الأرض والتي توافق غدا الثلاثين من مارس عبر تنظيم "مسيرة مليونية" على الحدود الشرقية لقطاع غزة، دعت إليها الفصائل والهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار تحت عنوان "مليونيه العودة ويوم الأرض" من جانب، ومن جانب آخر تتهيأ وتتجهز الجماهير الفلسطينية في الداخل لإحياء الذكرى عبر زيارة اضرحة الشهداء والمسيرات المركزية ليوم الأرض في حين ان الذكرى تتزامن مع سن وتشريع قوانين عنصرية فاشية متطرفة تحرض على الجماهير العربية في الوقت الذي تستمر فيه سياسة الاقصاء والانتهاك للأرض والمسكن التابعة للمواطنين الأصليين وهم العرب فضلا عن هدم البيوت، قانون القومية وقوانين أخرى تمس بالجماهير الفلسطينية لشكل ملتوي او مباشر، فأين نحن من يوم ارض جديد، ولماذا لا تحول هذه الجماهير هذه الذكرى الى انتفاضة جديدة في وجه الانتهاكات ليكون يوم ارض آخر في وجه الانتهاكات الحقوقية والمس المباشر.

يوم الأرض هذا العام يأتي لأول مرة بعد تشريع قانون القومية اليهودية

النائب د. يوسف جبارين قال ل "بكرا" بدوره: قضايا الأرض والمسكن تبقى القضايا الأساسية لجماهير شعبنا في إسرائيل خاصة وان أراضينا لا تزال مستهدفة في ممارسات الحكومات الإسرائيلية وتشريعاتها، يوم الأرض هذا العام يأتي لأول مرة بعد تشريع قانون القومية اليهودية وهو قانون يستهدف الأراضي العربية من خلال البند الذي ينص على ان للاستيطان اليهودي قيمة عليا وان الدولة ستقوي وستعزز الاستيطان اليهودي، هذا التأكيد في قانون القومية اليهودية على قضية الاستيطان اليهودي يأتي على حساب حقوقنا كأصحاب البلاد الأصليين وليعطي الضوء الأخضر للمزيد من مصادرات الأراضي داخل إسرائيل، والمزيد من المشاريع الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67.
وتابع جبارين: السيطرة على أراضينا تأتي أيضا من خلال الممارسة حيث قامت الحكومة الإسرائيلية في وادي عارة ببناء مدينة حريش وتخطط لان تكون لأكثر من مئتي نسمة وهذه المشاريع على حساب أراضي أهلنا في وادي عارة وعلى حساب إمكانيات توسع بلداتنا العربية في المستقبل، ونحن نؤكد ان العبرة الأساسية التي نؤكد عليها يوم الأرض هي ان النضال الجماهيري والشعبي من خلال خروج الناس الى الشارع للتعبير عن احتجاجهم في مواجهة سياسات التمييز والاقصاء، هذا نضال يبقى هو السلاح السياسي الأهم الذي نملكه لحماية حقوقنا واراضينا والحفاظ على مسيرة البقاء والتجذر والتطور في بلاد الآباء والاجداد.

في الداخل حولنا يوم الأرض الى فولكلور للأسف بدل وسيلة نضالية

القيادي في حركة كفاح ايمن حاج يحيى قال ل "بكرا" بدوره: نجح يوم الأرض الى ان يتحول الى يوم وطني في الداخل حيث ان كل الشعوب لديها يوم وطني تحتفي به بأوطانها وشهدائها وانجازاتها الوطنية، وبخصوصية وضعنا المركب في الداخل لا يوجد لدينا يوم وطني وهو يسمى يوم الاستقلال في الكثير من البلاد، تحول يوم الأرض الى يوم وطني كونه شكل ملحمة شعبية قامت بالرد على محاولة المس الفعلي بوجودنا عام 76، هناك أيضا جانب سلبي للموضوع انه تحول الى فلكلور ينقصه الابداع والتطوير كرافعة للعمل النضالي.
وتابع: لا يقتصر يوم الأرض ان يكون يوم ذكرى فقط، يجب ان يكون رؤية نضالية واسعة على مدار عدة سنوات مخطط لها، الجانب السلبي في الموضوع ان هناك قوى سياسية حولته الى يوم فولكلوري يحيونه من خلال مهرجانات وانتهى الموضوع.
وأضاف حاج يحيى قائلا: ما يميز يوم الأرض انه يوم حدث داخل المناطق المحتلة عام 48 واصبح يوم وطني لكل الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، يميز يوم الأرض هذا العام الحدث الكبير في غزة حيث ستكون مسيرة العودة الكبرى التي يشد العالم كله انظاره اليها وهذه ستكون مثال ونموذج كيف يمكن ان يتحول النضال الشعبي لأداة نضالية مجدية لمفاوضة الاحتلال وانتزاع إنجازات منه لفك الحصار عن غزة وهي الفكرة الأساسية ليوم الأرض التي افتقدناها في الداخل في حين طوروها اهل غزة ونحن علينا تبني هذا النضال السياسي وتحويله الى مادة فعالة لانتزاع حقوقنا من دولة الاحتلال.

صرخة مدوّية في وجه هذه السياسات العنصرية نعيشه كل ايام السّنة

وائل يونس النائب السابقة من العربية للتغيير قال: يوم الارض هو تخليد لذكرى الشهداء الاطهار الّذين تصدّوا بأجسادهم لمنع نكبة اخرى بمصادرة اراضي الفلسطينيين في الداخل!! الجماهير الفلسطينية في الداخل تعيش يوميا ذكرى يوم الارض وهي تتصدّى كل يوم لهدم بيوتنا ومحاولة التّضييق علينا من قبل حكومة عنصرية فاشيّة تحاول بشتى الطرق التضييق علينا ونكبتنا مرّة اخرى!
وتابع: نحن كأقلية قومية نحاول جاهدين يوميا لانتزاع حقوقنا في ظل سياسة تعسفية لنيل ابسط الحقوق في الارض والمسكن، في جميع دول العالم تسعى الحكومات لتسهيل جميع العقبات لتمكين مواطنيها من الحصول على الارض والمسكن الّا هذه الحكومة تضع كل العقبات امام مواطنيها العرب لعدم الحصول على ابسط الحقوق!!
واختتم: يوم الارض هو صرخة مدوّية في وجه هذه السياسات العنصرية ويصعب علينا تحديده لأننا نعيشه كل ايام السّنة، إن هويتنا الفلسطينية تغوص في اعماق هذه الارض عميقا مما يجعل من فصل الفلسطيني عن ارضه مستحيلا، ومن هنا ندعو جميع ابناء هذا الوطن بالمشاركة بفعاليات يوم الارض في الجليل والمثلث والنقب.

علينا ان نخلق ميادين نضال جديدة

الناشطة النسائية والمرشحة لانتخابات الكنيست القادمة سندس صالح بدورها عقبت: في هذه المرحلة احياء ذكرى يوم الارض هو ذات أهمية كبرى أكثر من اَي وقت مضى، نحيي هذه المناسبة اجلالا واحتراما لشهدائنا الابرار من جهة ولتجدد العهد والوعد معهم من جهة اخرى.
وتابعت: لان أخطر من نواجه من سياسات هي دفاعا عن الارض والوطن، عن الارض وعن اصحاب الارض، وعلينا الثبات في هذه للمناسبة الوطنية الاساسية وليكن كل يوم ارض نقطة فاصلة ومرحلة أساسية يكون فيها هبة جماهيرية ودعم شعبي من اجل الارض، شهداء الارض واصحاب الارض.
واختتمت: وضعنا كأقلية اصلانية فلسطينية داخل هذه البلاد هو أصعب من قبل، وهذا يحتم علينا الوقوف بقوة امام موجة العنصرية والتحريض ضد المجتمع العربي الفلسطيني وان نخلق ميادين نضال جديدة

اتطلع ان تعيد جماهيرنا العربية اللحمة الوطنية الصادقة

غسان عبد الله قيادي العربية للتغيير أشار قائلا: عشية ذكرى يوم الارض الخالد وعلى اعتاب انتخابات الكنيست ال 21 اتمنى على جماهيرنا العربية وعلى قيادات الاحزاب ان تكون هذه الذكرى فوق كل الاعتبارات الحزبية. لان الارض هي مركز صراعنا ولب قضيتنا ووجودنا ومستقبلنا والواجب الوطني يملي علينا ان نتمسك ونتشبث بأرضنا ولا نفرط بشبر واحد منها والامر لا يقتصر على مصادرة الاراضي فقط بل هناك مخططات ابعد من ذلك وهو ترحيلنا من هذه البلاد وكلنا نشهد التطورات والمستجدات الحاصلة على الساحة البرلمانية وحتى على الساحة الميدانية اليومية من خلال التوجهات العنصرية الممنهجة والتي تسعى الى اقتلاعنا من ارضنا والى نزع شرعية وجودنا، وقانون القومية وكمينتس كلها تشير وتؤكد ذلك.
وتابع: فليكن يوم الانتخابات الوشيكة عل قدر قدسية يوم الارض وان نقدس ارواح الشهداء الذين نزفت دماؤهم لتعمد الارض الفلسطينية في سخنين وكفركنا والناصرة وعرابه والطيبة وفي كل بقعة فداء لفلسطين، ولننبذ ولنبتعد عن الاتهامات والتراشقات الحزبية وعن التجريح والذي يخدم فقط السلطة الحاكمة وتجمع الطاقات ولنشحذ الهمم من اجل كنس الاحزاب الصهيونية التي تحاول الانقضاض على الصوت العربي فلنكن في خندق واحد ولنوجع سهامنا نحو اعداء شعبنا.
ونوه: اتطلع ان تعيد جماهيرنا العربية اللحمة الوطنية الصادقة ولتعزز وحدتها في معركة التمسك بالأرض والهوية والصمود والنضال وخاصة اننا امام تحد كبير وامام هجمة عنصرية شرسة، نحن امام مرحلة مصيريه ومفصليه وربما امام مرحلة تاريخيه. جماهيرنا وقياداتنا على قدر المسؤولية وستتجلى هذه المسؤولية في يوم الارض وايضا يوم الانتخابات.
وتابع: ذكرى يوم الارض اصبحت ذكرى عالميه ولم تقتصر على جماهيرنا هنا بالداخل ونحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني سواء بغزة او الضفة الغربية او في الشتات، وعليه كل في موقعه وكل من موقعه يناضل.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]