نشرت صحيفة "ذا ماركر" في عددها الصادر الجمعة (5\4)، استعراضاً لأنماط التصويت لدى مختلف فئات المجتمع والمواطنين في إسرائيل، بمن في ذلك المواطنون العرب.

وفيما يلي ترجمة الفقرة الخاصة بالمجتمع العربي، نظراً لأهميتها ولكونها "مادة للتمعن والتفكير، وللعلم بالشيء".

إلى أين يتحرك العرب، وما هي وجهتهم؟

"من الصعب (جداً) التنبؤ فيما يخص المزاج العام (الانتخابي) للناخبين العرب: فمحاولات اجراء استطلاعات في أوساط المواطنين البدو-على سبيل المثال-كان مصيرها الفشل، وأضيفت إلى هذه الصعوبة في الوقت الراهن-صعوبة في تقييم وتقدير نسبة التصويت لديهم.
"في انتخابات العام 2015 كانت نسبة التصويت في المجتمع العربي عالية نسبياً-63%، بزيادة نسبتها 9% مقارنة بانتخابات العام 2013. وتشير التوقعات عشية الانتخابات الوشيكة إلى احتمال هبوط نسبة تصويت العرب إلى 55%، أي أقل بكثير من النسبة المعتادة في المجتمع اليهودي. ولعل الرغبة الشديدة لدى أحزاب من شاكلة "كاحول لافان" برئاسة بيني غانتس، وحزب العمل-في أن تصبغ نفسها بألوان "يمين الوسط"، إنما تمسّ إلى حد كبير برغبة 20% من مواطني إسرائيل في ممارسة حقهم بالاقتراع. كذلك، فان قانون القومية الذين أقر مؤخراً قد مسّ وأضر بشعور انتمائهم للدولة، وبمحفزاتهم وتطلعاتهم للتأثير، وكذلك الامر بالنسبة لحملة الليكود التي تحذر اليهود من أن غانتس سيتحالف مع العرب-ويقابل ذلك نفي غانتس ولبيد لاحتمال التحالف، وتصريحاتهما بأن لا أمل في أن يشكلا ائتلافاً مع الأحزاب العربية.
نتنياهو سيبقى مع أحزاب اليمين التي لا يكن لها عملياً أية مودة
"وبالإضافة إلى ذلك، فان تفكيك "القائمة المشتركة" قد أدى إلى تفاقم التشتت والانفصالية والانعزالية في المجتمع العربي، الامر الذي يثير المخاوف من فقدان الأصوات في غير صالح الأحزاب العربية، وها هي قائمة "الموحدة والتجمع" تراوح وتتأرجح عند حدود نسبة الحسم.
"ومع ذلك، فليس من المستبعد حدوث مفاجأة. ذلك أن جميع الجهات والعناصر ذات التأثير السلبي على نسبة التصويت في المجتمع العربي، ربما تؤدي في نهاية الامر إلى معارضة وثورة ضدها، تدفع بالكثيرين إلى التصويت نكايةً بها.

"ويقول خبير في شؤون المجتمع العربي، أنه إذا ما قرر المواطنون العرب، رغم كل شيء، المشاركة في التصويت، حتى ولو بنسبة شبيهة بالانتخابات السابقة (2015)، فسيكون لهذا تأثير على نتائج الانتخابات، بمعنى أنه اذا كانت نسبة تصويتهم عالية، فستكون الأرقام المطلقة المنبثقة عن نسبة الحسم البالغة 3.25%-أعلى، وستبقى أحزاب صغيرة مثل "كولانو-كلنا" (برئاسة موشيه كحلون) أو "إسرائيل بيتنا" (ليبرمان)-خارج السياق وخارج الصورة. وفي مثل هذه الحالة سيجد نتنياهو نفسه مع أحزاب يمينية لا يكن لها أية مودة أو عطف!
"ويجدر بنا أن نتذكر، أن نتنياهو هو الذي عزل موشيه فيغلن من صفوف حزب الليكود، ولذا فمن الصعب تصور إمكانية قيامه بمنح هذا الفيغلن منصباً في الحكومة، لا سيما وأنه إذا كان لهذا الرجل (فيغلن) عدد كبير من المقاعد في الكنيست فسيصبح بمقدوره أن يطلب أموراً لا يستطيع الاخرون الحصول عليها، مثل منصب وزير التربية والتعليم، أو المالية. لذا، فان المشاركة الواسعة للمواطنين العرب في الانتخابات هامة جداً ومن شأنها أن تحدث تغييراً في مجمل المنظومة".
ترجمة: غسان بصول

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]