عشية الانتخابات الإسرائيلية يحتد ويحتدم الصراع، لا لينحصر فقط بين الحزبين الكبيرين المتنافسين على عرش إسرائيل بين قوسين وانما تشهد هذه الانتخابات صراعا اعمق، يشمل تباينا في الآراء حول أهمية او عدم أهمية تمثيل العرب الفلسطينيين في الكنيست الإسرائيلي، تمثلت هذه البلبلة في حملات مقاطعة واسعة النطاق شنتها جهات مختلفة وجماهير منفردة منذ ان تم الإعلان عن موعد الانتخابات وازدادت واشتدت وتيرتها بعد ان قرر النواب العرب التراجع عن فكرة الوحدة وخوض الانتخابات بكتلتين منفصلتين ما ساهم بترك غصة وزاد الاستياء والإحباط لدى العديدين، ولكن من جانب اخر مقابل هذه الحملات تبرز معالم أخرى واضحة تكشف عن أهمية المشاركة بالانتخابات الإسرائيلية لما فيها من مصلحة الجماهير العربية في الداخل المحتل.

التصويت هو جزء من مسيرتنا النضالية ضد السياسات الحكوميّة

النائب السابق مسعود غنايم قال ل "بكرا" بدوره: التصويت هو جزء من مسيرتنا النضالية ضد السياسات الحكوميّة وقراراتها المجحفة بحقنا، وفي انتخابات ما بعد قانون القومية العنصري وفي ظل رئيس حكومة يتحالف مع جماعات كاهانا العنصرية ويعدهم بوزارات في الحكومة القادمة يصبح للصوت معنى وفاعليّة أكبر لأننا من خلاله نستطيع منع هؤلاء من الوصول للكنيست ومن تشكيل حكومة.
ونوه قائلا: في السياسة والانتخابات لا يوجد فراغ ومقاعد الكنيست إن لم نشغلها سيشغلها غيرنا ممن لا ينوون الخير لنا فإن لم نكُن نحن هناك سيكونون هم، ولذلك لا تتركوا الساحة فالصوت سلاح نضالي فعال لا تتركوه ولا تتنازلوا عنه وهلمّوا لصناديق الاقتراع بكثافة. نعم لممارسة حقنا بالتصويت بكثافة نعم للتصويت للقوائم العربية لا للتصويت للأحزاب الصهيونية


رنا زهر: 97% من مشاريع لقوانين التي قدمها النواب العرب خلال الكنيست الأخيرة تناولت الحياة اليومية للمواطنين العرب
عضو بلدية الناصرة سابقا والقيادية د. رنا زهر قالت: لا يخفى على احد الظروف الصعبة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها شعبنا في ظل واحدة من اكثر الحكومات اليمينية شراسة، ونعم نملك الحق للشعور بالإحباط احيانا والتعب من واقعنا المركب ولكننا لا نملك ترف الاستسلام وعدم التصويت. تصويتنا اليوم بالذات هو ليس ممارسة لحق ديمقراطي او لمواطنة فحسب، فنحن لا نعيش في السويد؛ انما محاولة منا وبكل قوتنا لحماية انفسنا وأولادنا من الآت، والآت اعظم، وهي ممارسة لمواطنتنا من اجل وطنتينا والهوية والرواية.

وتابعت زهر: نحن كأهل، كآباء وامهات نعمل كل ما بوسعنا لحماية اولادنا من الخطر؛ خطر الشوارع، خطر العنف، خطر الانزلاق للمخدرات، خطر ضياع الهوية، فكيف لاب او ام ان لا يحاولوا ان يمنعوا خطر الفاشية الكاهانية القادمة باتجاهنا؟ التصويت هو سد بوجههم وهو أضعف الايمان لنا كمواطنين، ومن اجل مستقبلنا ومستقبل اولادنا. فقط حاولوا ان تتخيلوا سموت ريتش او بن جفير وزيرا للمعارف بحسب ما وعدهم نتانياهو؟؟ او وزيرا للداخلية؟؟ الا يجعلكم هذا تنتفضوا غضب تخرجوا من بيوتكم لتصوتوا؟

وتساءلت: هل نستطيع منع هذا الخطر؟ نعم نستطيع احيانا ايقاف الخطر او الحد منه. هناك حالات نستطيع الضغط باتجاهها وتجميدها مثل قانون منع الاذان. وهناك حالات ممكن تجميدها جزئيا عن طريق اللجوء للقضاء او المرافعة دولية من قبل النواب العرب وكسب الوقت فيها ريثما تتطور امور من على ارض الواقع لقد تكون لصالحنا.
ونستطيع بحيز الديمقراطية الضيق هذا ان ننجز بعض الانجازات لشعبنا: أعضاء الكنيست العرب من القائمة المُشتركة برئاسة أيمن عودة، قادوا مسيرة المفاوضات مع وزارة المالية والتي انتهت إلى زيادة حجم الميزانيات المُخصصة للبلدات العربية بقرار خطة 922 للتطوير الاقتصادي في المجتمع العربي.

وأضافت: النائبة عايدة توما سليمان، قادت نضالات مهمة في إطار منصبها كرئيسة لجنة النهوض بمكانة المرأة. فقد نجحت في تحصيل 23 مليون شاقل لبناء الحضانات النهارية، مليوني شاقل لصالح خدمات الطوارئ للنساء اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية. مرر النائب أحمد طيبي تعديلا لقانون "الإجراء والتنفيذ" يهدف إلى إزالة الحجوزات عن الراتب في الحساب الجاري ويُمكّن الاحتفاظ برخصة القيادة للمديونين الذين التزموا بدفع 3 أقساط من دينهم.

وتابعت: في حقيقة الأمر، 97% من مشاريع لقوانين التي قدمها النواب العرب خلال الكنيست الأخيرة تناولت الحياة اليومية للمواطنين العرب والمجتمع بشكل عام، وهدفت إلى دفع مصالح المجتمع العربي وتصحيح التمييز المُمارس.

نقاش عبثية وجودنا في الكنيست هي دعاية يمينية. لا تقعوا بفخها. نقاش عدم اعطاء الشرعية للوجود الصهيوني، وان كان شرعيا، تناقض نفسها بنفسها في كل مرة يختم جواز سفرنا الاسرائيلي، في كل مرة نحصل على راتبنا مع قسيمة الراتب من وزارة المعارف، في كل مرة ندفع الضرائب. نحن لا نعيش بالسويد. ولأننا لا نعيش هناك. بل متمسكين بوطنيتنا وهويتنا نحن لا نملك ترف اليأس. اخرجوا لتصوتوا. احموا اولادكم وبناتكم ومستقبلهم قدر الامكان. هذا حق وواجب اخلاقي تجاه أنفسنا.


مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية ليست في مصلحة الجماهير العربية

محمد عوايسي نائب رئيس بلدية الناصرة عقب قائلا: بالطبع مقاطعة الانتخابات الإسرائيلية ليست في مصلحة الجماهير العربية، نحن نحارب على ان يكون لنا في كل مكان وزمان منبر ونحن لن نتنازل عن هذا المنبر، ونأمل من أعضاء الكنيست ان يعطونا الدعم حتى نغير هذه الآراء، انا أؤيد التصويت وفقا لقناعات كل مواطن بما يراه مناسبا وفي مصلحة الجماهير والمجتمع العربي في البلاد.
وتابع: حملة المقاطعة هي فردية ولكنها ظهرت وكأنها عمل عام وشامل، المعظم يرفض المشاركة في الانتخابات وفقا لقناعاته وحسب ما يراه من ممارسات لأعضاء الكنيست المحترمين إذا انهم وفقا للمقاطعين فأن النواب العرب لا يتعاونون معهم او يستجيبون لهم ما أدى الى شمولية لدى النفسيات المقاطعة.

القومية لم يكن ليمر في حال كان بالكنيست 15 عضو كنيست عربي بدل 13

دخيل حامد قيادي في حزب الجبهة الديمقراطية قال ل "بكرا": بدون ادنى شك فإنني أعيش بين شعبي ومجتمعي واسمع واناقش والنقاش امر مشروع وشرعي وبالطبع فإنني كنت اود ان تستمر تجربة القائمة المشتركة ولكن في النهاية تم الذهاب الى قائمتين للانتخابات وانا هنا اميز بين المقاطعة على أساس أيديولوجي وبين المقاطعة بسبب غضب وشعور بالمرارة بسبب انشقاق المشتركة، اعتقد ان المقاطعين الايديولوجيين عددهم ليس كبيرا مع احترامي الكبير الذي اكنه لهم ولكن الدعوة للمقاطعة التي تحصل اليوم هي بسبب عدم رضى وشعور بخيبة امل ومرارة، وبنفس الوقت انا اناشد الجميع ان يأخذوا دورهم ويتوجهوا لصناديق الانتخاب ليس من باب التخويف بسبب اليمين وانما لأسباب أخرى، فمثلا قانون القومية الذي سن في الكنيست الإسرائيلي الى جانب سلسلة من القوانين العنصرية لم يكن ليمر في حال كان بالكنيست 15 عضو كنيست عربي بدل 13.
وتابع: انا على دراية والكثير من الشعب يعرفون ما قام به أعضاء الكنيست، معظم تعديلات القوانين التي قدمت للكنيست كانت من أعضاء القائمة المشتركة وعلى رأسهم دوف حنين ويوسف جبارين، نحن على مفترق طرق خطير، وكل صوت نحن بحاجة له وسيخدم مصلحة شعبنا ومن هنا اناشد الجميع ان يستغلوا هذا الحق الديمقراطي وان يصوتوا للأحزاب العربية، حتى لا نسمح للأحزاب الصهيونية ان تفعل ما يحلوا لها في الشارع العربي.

انتخابات مفصلية!!

دكتور شكري عواودة قال بدوره ل "بكرا": اريد ان أؤكد ان هذه الانتخابات هي انتخابات مفصلية يقودها اليمين المتطرف برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي صب جام غضبه وسياسته وبرنامجه الانتخابي على العداء للعرب من منطلق قومي فاشي ابرتهايد، وكما يعلم الجميع عندما قام ليبرمان برفع نسبة الحسم كان الهدف هو طرد العرب في حين ان خروجنا اليوم الى الصناديق بنسب عالية كافية بأن تطرد من أراد طردنا، ومن هذا المنطلق هناك مخططات لاقتلاعنا لا تتمثل فقط بقوانين فاشية مثل القومية وكيمينتس وانما قد نصل قريبا الى قوانين فيها عنف جسدي اكثر ضد المواطنين العرب، وعليه فان وجود النواب العرب في البرلمان الإسرائيلي هو شوكة في حلقهم وفضح سياساتهم، وبالتالي إمكانية خلق معادلة لدحر اليمين من ناحية واسقاط هذه القوانين الفاشية، هذا لا يعني ان البديل افضل، ولكن البديل ممكن ان نناضل ضده بطرق ديمقراطية اكثر.
وتابع: هناك نوعين من المقاطعين، المقاطعين على أساس سياسي متمثلين بالحركة السياسية الإسلامية وأبناء البلد ونحن ندعوهم الى مراجعة حساباتهم ودعم الوجود العربي في البرلمان، بالمقابل فانا أوجه كلام خاص للمقاطعين الموضة الذين ينتقدون النواب العرب بحجة انهم لم يقوموا بأي شيء لصالح الجماهير العربية، أقول لهم بكل مسؤولية ان قراركم اليوم كافي لإدخال عضوين او ثلاثة أعضاء الى البرلمان واسقاط الأحزاب اليمينة الفاشية منها مثل حزب ليبرمان واليمين الجديد، افهم العتب وافهم ان هناك من غضب بسبب انشقاق المشتركة وانا واحد منهم لأني اردت ان تكون للمشتركة استمرارية ومن هنا أتوجه للجميع واطلب إعادة تشكيل المشتركة بعد الانتخابات.
ونوه قائلا: الان لدينا قائمتين في الوسط العربي، لذلك فان الصوت العربي كافي لإدخال ثورة كمية ونوعية في البرلمان القادم الذي لن يطول عمره اكثر من سنة ونص لان المؤشرات تشير الى ان كتلة اليمين بزعامة نتنياهو ستشكل الحكومة القادمة الى انه سيصيبه ما أصاب رئيس بلدية نتسيرت عيليت السابق غابسو حيث سيتم سجنه وهذا ما اتمناه لهذا الرئيس المعادي للعرب حتى ننطلق بإطلاقة وحدوية لصالح مواطنينا واطلب من البرلمانيين العرب بتغيير أولويات سلم تعاملهم والتواصل اكثر مع الجماهير وهذا دور الأحزاب الفاعلة، وأؤكد ان إمكانية بناء المشتركة القادمة يجب ان يشمل قوى مستقلة وقوى أخرى يتم دمجها حتى يكون التمثيل شامل وان تغطي اكثر من 80% من المواطنين العرب في البلاد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]