نسبة التصويت المتدنية التي ظهرت خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة أدت لعدم دخول المرشحة السابقة سندس صالح من دخول الكنيست نائبة عن تحالف العربية للتغيير والجبهة، ولكنها لم تفقدها ثقتها بانها قادرة على خوض المعترك الانتخابي من جديد بهدف خدمة المجتمع العربي من خلال العمل البرلماني، هذه الخسارة لم تقودها الى التراجع او الاستسلام بل رأت بهذه التجربة عالما مليئا بالتحديات يتمثل بالمجتمع العربي تحاول قبل كل شيء سبر اغواره بعد ان تنبهت الى أهمية خلق طرق واليات جديدة وحديثة في العمل السياسي لتكسب ثقة الجماهير اذا ان هذه التجربة جعلتها تعي أهمية التطور الحواري مع الجماهير وتبحث عن بدائل طرق ووسائل أخرى على الأحزاب جميعها ان تتبعها لتنمو وترتقي وتشكل رافعة لقضايا العرب الفلسطينيين في إسرائيل. ومن ثم تكون الكنيست المحطة الأخيرة.

علينا ان نقدم نموذج لعمل سياسي اخر يتلاءم مع متطلبات الجماهير

بدأت صالح حديثها لـ "بكرا" عن نسبة التصويت قائلة: صحيح ان نسبة التصويت كانت متدنية جدا في المجتمع العربي حيث لم تتخط ال 50% وهذا مؤشر مقلق بحد ذاته ويجب ان يكون مؤشر لجميع الأحزاب والقوى الناشطة في المجتمع العربي لفحص إعادة ترتيب الأمور بمفاهيم العمل السياسي والتواصل مع الناخبين والجمهور، انا كمرشحة زرت عدة بلدان من النقب للجولان ولامست فجوة بين الناس والعمل السياسي وعدم وعي للتحديات الموجودة التي نعيشها في الواقع السياسي المركب داخل إسرائيل، وهذا يتطلب خطة عمل لنعيد للناس ثقتها بالعمل السياسي وهذا يتطلب منا اكثر ان نكون بين الناس وان نشجع الناس على الانخراط في العمل السياسي من اجل التأثير اكثر على الناحية السياسية، لا شك ان نجاح القائمتين هو امر مهم جدا سعينا له جميعا لكن العدد في القائمتين كان عشرة نواب وهو امر مخيب للآمال لدى جميع الأحزاب السياسية التي تنافست في الانتخابات ويتطلب منهم مجهود اكبر وخاصة ان الحكومة اليمينية تثبتت اكثر في هذه الحكومة ونتنياهو يتولى الولاية للمرة الخامسة بشراسة اكثر ونوايا اخبث تجاه المجتمع العربي.

وتابعت: 50% من الأشخاص الذي قاطعوا الانتخابات قاموا بذلك لأنهم لا يرون وجودنا في البرلمان الإسرائيلي رافعة لمجتمعنا وقضايا شعبنا، جزء اخر هو من باب اللامبالاة لم يخرج الى التصويت وكم هائل لديه خيبة امل من أداء الأحزاب، خيبة الامل والغضب مشروعين، النقد ومحاسبة الذات يجب ان يكون على العمل السياسي عامة وليس حصريا على الأحزاب علينا ان نقدم نموذج لعمل سياسي اخر يتلاءم مع متطلبات الجماهير والناس حتى ننضم الى هذه الاليات وندعمها بقوة أكبر.

لا شك ان هناك اشخاص محبطين من عمل الأحزاب العربية

وعن السبب في هذا الكم الهائل من المقاطعين قالت: الإحباط من الواقع السياسي ليس فقط الأحزاب العربية، لا شك ان هناك اشخاص محبطين من عمل الأحزاب العربية، لكن استمرار هدم البيوت والافقار والعنف المتفشي التضييق والتخنيق على المجتمع العربي، أدى الى خيبة اكل لدى بعض الافراد في المجتمع العربي حيث آمنوا بانه لن نغير هذا الواقع وعزفوا عن التصويت والمشاركة في هذه العملية المهمة لوجود تمثيل اخر لقضايانا داخل الكنيست.

وأوضحت: علينا ان ندرس بتعمق السبب الذي جعل الناس تقاطع الانتخابات فيما إذا كان من باب انشقاق المشتركة او أسباب وتوقعات أخرى ومن قم نعدل آليات اعملنا وادائنا السياسي، اعتقد انه حتى في حال استمرار المشتركة سنجد أيضا من ينادي بالمقاطعة بسبب بعض الإخفاقات هنا وهناك.

مؤسف ان تمثيل القضايا النسائية ما زال يصرخ ويعاني في هذه الكنيست وأيضا في الأحزاب العربية

وعن التمثيل النسائي في الكنيست خصوصا وان عدد النساء في الكنيست هذه الدورة قد انخفض قالت صالح: الكنيست الإسرائيلي اليوم تحوي عدد نساء اقل من المرات السابقة ولكننا اليوم نبحث عن الكيف وليس الكم، فمثلا خروج اييليت شاكيد هو امر مرغوب به لأنها لا تمثل القضايا النسوية من باب تقديم مكانة المرأة، انا كإنسانة نسوية واؤمن بنهوض مكانة المرأة من اجل نهوض المجتمع أرى ان خروج اييليت شاكيد إضافة الى النضال، لكن مؤسف ان تمثيل القضايا النسائية ما زال يصرخ ويعاني في هذه الكنيست وأيضا في الأحزاب العربية.

واختتمت: خلال جولتي في البلدات العربية امنت أكثر ان النهوض بقضايا الناس يكون من داخل الناس ومن بينهم لا يمكن ان نضع الأحزاب من جهة والناس من جهة وفي النهاية نطلب من الجمهور ان يصوت لذلك علينا ان نكون بين الناس ونؤمن بقضايا الناس، وان نسعى لتمثيلها وتكثيف النشاطات داخل البلدات العربية وليس فقط داخل البرلمان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]