في محاربة الجريمة والعنف المستفحلة في المجتمع العربي، الكافل والتكاتف هو السبيل الأول، تعاون بين الجهات والأطراف والمسؤولين وتوزيع المسؤولية والحمل على الجميع كل بمقدار وكل من جانبه ومن خلال وظيفته عليه ان يعمل ليصلح الأمور ويمنع الظاهرة ويحاربها، قيادات جماهيرية شعبية وسياسية، ناشطون وافراد مؤسسات ورجال دين.

قبل القاء اللوم على الشرطة لا بد ان نلقي باللوم على أنفسنا كآباء وامهات اين نحن من تربية وتوجيه أبنائنا

الشيخ ضياء ابو احمد امام مسجد السلام في الناصرة قال ل "بكرا": مما لا شك فيه اصبح الخوف يملا قلوبنا مما يحصل في مجتمعنا من جرائم قتل وعنف واطلاق نار واصبح الحديث عند الصغار قبل الكبار من الضحية التالية واصبح الواحد منا يمشي في الشارع وهو يتلفت لئلا تصيبه رصاصة بالخطأ من هنا او هناك وهذا الامر الخطير زاد عن حده وهو بالتالي تعدي على نواهي الله فالله سبحانه وتعالى نهى عن قتل النفس بغير حق قال تعالى ( ولا تقتلوا لنفس التي حرم الله الا بالحق ) وحتى القتل بالحق عن طريق القانون والقاضي وان لا نأخذ القانون بأيدينا والنبي صلى الله عليه وسلم نهى في احاديثه عن القتل لانه من اخطر ما يكون على المجتمع والاسر قال صلى الله عليه وسلم ( ومن حمل علينا السلاح ليس منا ) لذلك لا بد ان يتنبه المجرمون ومن تسول لهم انفسهم بقتل الاخرين ان الله تعالى لهم بالمرصاد وان نجوا من عقاب الدنيا ينتظرهم عقاب الاخرة.

وتابع قائلا: ثم هي نصائح أقدمها لأهلي الكرام، اولا قبل القاء اللوم على الشرطة لا بد ان نلقي باللوم على أنفسنا كآباء وامهات اين نحن من تربية وتوجيه أبنائنا، ثانيا لا بد للشرطة ان تأخذ الامر على محمل الجد وانها مسئولة للحفاظ على الامن والامان ان تضرب بيد من حديد أولئك المجرمين الذين استهانوا بأرواح العباد واخذوا القانون بأيديهم

وتابع: ثالثا اقول للذين يريدون حقا من اخرين بدل إطلاق النار على المحلات التجارية والبيوت او السيارات اجعلوا طرفا ثالثا يتوسط بينكم ولا تأخذوا القانون بأيديكم

يجب ان نكون بشرا وليس شياطين تسير المجتمع

الاب سهيل خوري بدوره عقب قائلا: لا يكاد يوم يمر دون ان نسمع الى حادث أليم وجريمة نكراء تغزوا مدننا وقرانا العربية ومجتمعنا العربي بالذات وهذا الامر يقض مضاجعنا ويجعلنا في قلق مستمر على مستقبل مجتمعنا واولادنا. وبات الامر اعتياديًا على الاستنكار وابداء الرأي بمرارة ووقفة الاعتصام والمظاهرة التي تندد وتستنكر والمسيرات وإضاءة الشموع مكان وقوع الجريمة وكأننا عملنا واجبنا وارتاح ضميرنا تجاه مجتمعنا هل هذا يكفي؟ السؤال الذي نطرحه اليس القاتل والمغدور هم من ابنائنا؟ وهل الجاني يولد من عدم وبدون اهل؟
واردف: السؤال والجواب هو التربية ثم التربية ثم التربية على الاخلاق الحميدة والتعامل بأخلاق عالية وعدم ردود الفعل التي تؤدي الى الجريمة واحترام الاخر ونبذ العنف ولا التورط فيه ولا الانخراط في العصابات والزمرات التي تعمل في مجال الجريمة مقابل حفنة من المال تقضي على انسان. الى اين بلغنا وبلغ شعبنا الاهل الذين يولِدونَ البنين لكي يصيروا انسانًا بكل معنى الكلمة هذا من المفروض وليس شياطين تسير في المجتمع.

ونوه: على الاهل ان يتنبهوا غاية التنبه الى ابنائهم وسلوكياتهم وان يتداركوا كل عمل سوء فيهم واذا لم يتمكنوا من ذلك أن يتوجهون الى المسؤولين والنشيطين الاجتماعيين لكي يتساعدوا على استئصال هذا الفكر من جذوره في عقول وافكار ابنائهم ولا يدعوهم ينمون معه لأنه سيؤدي ذلك الى خراب بيوتهم ويعيشون في حياة الجحيم والمراوغة والندم حيث لا ينفع الندم هذا بالإضافة الى تقاعس افراد الشرطة في الكشف عن الجريمة والاسلحة المهربة وعدم اقرار القوانين التي تردع فعلًا وتكون عبرة لمن اعتبر.

وأشار قائلا: على مجتمعنا والمسؤولين بيننا ان يهبوا هبة واحدة ويسعون الى ايجاد الحلول وتدارك الأمور، وايضًا علينا نحن رجال الدين ان نكثف من حديثنا ووعظنا عن حالة مجتمعنا وويلاته ونتحدث بلهجة طيبة واكثار من حديث السلام والمحبة والرقي والحضارة والحذر من الحديث الذي يؤجج العقول والقلوب بنار لا تُطفأ. وحث الناس على العودة الى الله بعد ان فرغت بيوتنا من البركة والايمان. ونعلمهم ان الله محبة.

واختتم: وكما يقول يوحنا الإنجيلي في رسالته الاولى عن الله "لأن اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ ثابتٌ فِيهِ." "وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ." أيضًا ألَم يَحِنْ الوقت بعد لكي نقتطع من الميزانيات من بلدياتنا ومجالسنا المحلية ونصرف من الاموال لكي نبني ونرمم مجتمعنا الذي ينهدم امام اعيننا يومًا بعد يوم الى متى ننتظر الى متى؟ مَنْ له أذنان للسماع فليسمع !!!!!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]