اعقب الإعلان الرسمي عن حل الكنيست الإسرائيلي امس عقب التصويت على اقتراح قانون حل الكنيست والذهاب الى انتخابات جديدة بعد مرور 42 يوما فقط على الانتخابات الأولى بسبب فشل نتنياهو بتشكيل حكومة، اعقب حملة حقيقية وجدية واجماع على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين وقياديين سياسيين يطالبون بإعادة تركيب القائمة المشتركة من خلال بلورة استراتيجية جديدة وحقيقية للعمل دون إضاعة الوقت في المحاصصة الى جانب وضع المصالح الفئوية والشخصية والحزبية جانبا، حيث اعتبر هؤلاء ما حصل في الكنيست امس فرصة جديدة لإصلاح الفشل الذي واجهته الأحزاب في الانتخابات الأخيرة لإعادة ترتيب الأوراق وتغيير الخطاب والتقرب من المجتمع الذي كانت له الكلمة الأولى والأخيرة حينها حيث رفض ان يكون جزءا من التشرذم الذي آلت اليه الأمور آنذاك.

"بكرا" حاور هؤلاء الناشطين السياسيين والاجتماعيين حول نظرتهم للمرحلة القادمة كل من مكانه...

منصور دهامشة: بدأنا العمل على إعادة المشتركة!

سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة منصور دهامشة أكد ل "بكرا" بعد المحادثات والمشاورات حول إعادة تركيب وتشكيل القائمة المشتركة وقال: من الواضح ان الانتخابات سببها كان فشل بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة ما يدل على ان نهاية نتنياهو أصبحت قريبة وهو ينازع النفس الأخير في العمل السياسي وهذا جيد بالمحصلة ان يكون تغيير جذري على الخارطة السياسية في البلاد.

وتابع: هذه أيضا فرصة امام الجمهور العربي ان يقوا ويعززوا من حضورهم وتمثيلهم وان يكون هناك إعادة القائمة المشتركة خصوصا وان الجبهة كانت طيلة الوقت مصممة ومثابرة على العمل من اجل استمرار القائمة المشتركة لذلك يجب ان يكون هناك مسؤولية كافية لدى الجميع ان يتجاوب مع مطلب الجبهة والجماهير عموما حيث ان الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو الوحدة على كل الجبهات.
واختتم: لن أخفي باننا بدأنا بالعمل على إعادة القائمة المشتركة.

نبيلة اسبنيولي: الان كل حزب يعرف حجم التأييد الجماهيري ولا حاجة للنقاش واضاعة الوقت في تشكيل المشتركة!

نبيلة اسبنيولي الناشطة السياسية والاجتماعية من حزب الجبهة الديمقراطية جاء تعقيبها على النحو التالي: اعادة الانتخابات اصبحت حقيقية قائمة ولا مجال للنقاش حول جدوى ذلك، السؤال ما هي الفرصة المتاحة امامنا كعرب في هذا الحدث، اعتقد ان الفرصة للأحزاب العربية بان تعمل على اعادة ثقة الناس بالعمل السياسي الحزبي البرلماني الفرصة في الوصول الى بيوت الناس والاستماع لقضاياهم ووضعها على اجندة العمل البرلماني، الفرصة في تصحيح الاخطاء التي وقعت في الانتخابات الاخيرة كالتأخر في الخروج الى الناس وقضاء غالبية الوقت في النقاش حول كيفية الذهاب الى الانتخابات متجمعين او متفرقين.

وأضافت: اما اليوم وبعد ان عرفت كل قوة سياسية حجم التأييد الجماهيري التي تحظى به فلا حاجة لإجراء استطلاعات رأي او التفاوض المطول على الشكل الذي نقدمه للجمهور، فالجمهور صوت بإراديته بينما 50% امتنعوا عن التصويت ونسبة غير ضئيلة من الذين لم يصوتوا عبروا عن استيائهم من المشهد السياسي والشرذمة.

وتابعت اسبنيولي: فئة اخرى من المهم الالتفات لها وهي الأصوات التي ذهبت للأحزاب الصهيونية والتي يمكن تخفيف وزنها بتسييس النقاش حول الانتخابات وتوضيح مواقف هذه الاحزاب المتعلقة بالمجتمع العربي وحقه بالمواطنة الكاملة وفي المحافظة على هويته وانتمائه الفلسطيني حقه بالعيش في كرامة في هذا الوطن الذي لا نملك سواه حقه بالمساواة وحقه بالعيش في بيئة امنة وحقه بالعدل والعدالة الاجتماعية، كل هذا والمزيد هي تحديات تقف امامنا كمجتمع وكقيادة وفرصتنا التعامل مع جميعها بحكمة لكي نستطيع زيادة مشاركة العرب في الانتخابات القادمة ورفع نسبة تمثيلنا في الكنيست

محمد السيد: لعبة قذرة ووحدة مزعومة!

بدوره الإعلامي وزعيم حزب كرامة ومساواة محمد السيد قال: هي نتاج مواقف سياسية احترمها من حيث المبدأ واتمنى لو كانت ثقافة سائدة عندنا، بمعنى أن العرب بدل التضحية من أجل المبدأ أو الموقف، يضحون بكل شيء في سبيل الكرسي. ما جرى بصراحة لم يكن متوقعاً وكان مفاجئاً، وهذه نادرة ان يتم إعادة انتخابات غداة إجرائها وقبل تمكن المكلف بتشكيل حكومة جديدة. مع ذلك وأمام هذا الموقف أرى أن هناك بالمقابل لعبة قذرة شارك فيها رئيس الوزراء وهي قطع الطريق على امكانية تكليف رئيس الدولة لعضو كنيست آخر بالبدء بالتفاوض لتشكيل حكومة.

ونوه: أما بخصوص الأحزاب العربية فهي كما تعلمين منقسمة على نفسها وهمها الأول هو ترتيب المقاعد والمحاصصة، وقد أدى هذا العداء السياسي الى التضحية بالتمثيل العربي أمام المصالح الشخصية ويبدو أن هناك أيادي خفية كانت تحرك الأمور وهذا أخطر ما تعرضت له جماهيرنا ونستطيع إدراجه ضمن الخيانة التاريخية. من جهة اخرى حاول البعض انجاح مشروع التخريب بالاستعانة بمراكز استطلاع مشبوهة ثبت زيفها بعد الانتخابات، كما ساهم في الترويج لهم اعلاميون وسياسيون في صنع القرار الاسرائيلي، وكان رئيس لجنة المتابعة المنهية ولايته قد خلق نهجاً لم تعتد عليه المتابعة وهو الانسياق للمشاركة في نشاطات حزب دون آخر، وهذا ما فُسِرَ لدى الكثير بأنه دعم بالإرغام نتيجةَ أمور خارجية لا يعرفها الكثير.

وأشار قائلا: اليوم وبعد حل الكنيست والتوجه لانتخابات جديدة ستعود من جديد مسألة الوحدة المزعومة وستبدأ التحركات والاتصالات والمشاورات وسيشغلون الناس من جديد في الخلافات على ترتيب المواقع. بالمقابل ثقي تماماً ان تحركاً تشارك فيه كرامة ومساواة الى جانب العديد من الشخصيات النافذة في مجتمعنا سيكون له شأن كبير في انهاء عهد الوصاية التي تمارسها الاحزاب على جماهيرنا وستصنع فجراً جديداً للناس. نحن بدأنا بالتحرك وسيكون لنا لقاء بعد العيد لوضع آلية جديدة والانطلاق نحو البناء الجديد الذي نريد ان يكون فيه الدور للجميع وليس لعشاق القيادة.

سامر عثامنه: فرصة جديدة لقوة ثالثة!

الناشط السياسي سامر عثامنه كان له رأي اخر حيث قال: كان واضحا للجميع أن الحكومة الجديدة بعد الانتخابات ال 21 للكنيست لن تدوم بحال تشكيلها، لكن لم يكن متوقعا بتاتا أنها لن تتشكل وسيذهب الجمهور مرة اخرى بعد ما يقارب شهر ونصف الى انتخابات. في الانتخابات الأخيرة فاز اليمين وحصل على 64 عضو كنيست من أحزاب متدنية واحزاب يمينية متطرفة من المستوطنين وكان واضح للعيان ان هذه الأحزاب ستقوم بتمرير أجندات يمينية متطرفة تخدم مصالحها وجمهورها وبنفس الوقت معادية للمواطنين العرب. كان متوقع ان تكون الحكومة الجديدة بحال تشكيلها ان تستمر بنهج التشريع العنصري مثل قانون القومية وكامينتس وغيرها.

وأضاف: فشل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بتشكيل حكومته بسبب الخلافات الجوهرية بين الأحزاب المركبة وتوجه الدولة الى انتخابات جديدة تعطي الأمل للجماهير العربية للتأثير أكثر على مجريات الأمور بالكنيست القادمة عن طريق إيصال أكبر عدد ممكن من الأعضاء وبذلك تصعيب المهمة أكثر وأكثر على نتنياهو لتشكيل الحكومة. يتم ذلك عن طريق عرق قائمة مشتركة جديدة تضم شخصيات جديدة وتتقن العمل البرلماني من اجل اقناع الجمهور بالرجوع والاشتراك بالانتخابات. متاحة اليوم فرصة امام الجماهير العربية لتنظيم صفوفها وممثليها وبالتالي سيترجم ذلك الشيء الى قوة ثالثة بالكنيست القادمة ولن يستطيع أحد تجاهل قوتها وتأثيرها.

رضا جابر: بالإمكان الحصول على 16 مقعد يمكن ان يشكلوا فارق سياسي جدي

الناشط السياسي والاجتماعي رضا جابر رأى بان اعادة الانتخابات هي فرصة ذهبية للقيادات العربية بهدف اعادة تنظيم نفسها لتشكل تكتل برلماني ذو وزن في السياسة الاسرائيلية. وتابع: نحن خسرنا 3 مقاعد وخسرنا ايضا 130 ألف صوت للأحزاب الصهيونية. اي كان بالإمكان الحصول على 16 مقعد يمكن ان يشكلوا فارق سياسي جدي. التحديات الان مهمه وموقف الاحزاب يجب ان يرتقي الى مستوى المسؤولية وهي رص الصفوف مع رؤيا واضحة لمستقبلنا كفلسطينيين داخل الدولة وأيضا ما هو مشروعنا للسنوات القادمة.

وأضاف ل "بكرا": مهم الذهاب بقائمة مشتركة مطعمة بخبراء عرب بمجالات مختلفة وتمثيل اوسع لأوساط غير ممثلة حتى الان في الكنيست. فرصة ذهبية لتنظيمنا السياسي وأي محاولة للالتفاف عليها سيخسر الاحزاب ما تبقى من شرعيتها امام جمهورها.

سماح سلايمة: مع بعض التواضع والواقعية قد يفهم الجميع المسؤولية الحقيقية الملقاة على عاتقهم

الناشطة الاجتماعية سماح سلايمة قالت بدورها: اعتقد ان اعادة الانتخابات هي فرصه نادرة امام الساسة العرب، فرصة لا يستحقوها بعد الاداء الأخير في الانتخابات السابقة، حيث لم يفهم اي مواطن السبب الحقيقي الذي أودى بحياة المشتركة وخيبة الأمل امام المواطن العربي ابقت الآلاف في البيوت. وأخرجت مئة ألف مواطن للتصويت لميرتس والاحزاب الصهيونية.

وتابعت: الان وقد انتهت المناكفات والمناطحات بين اليمين الفاشي واليمين المتطرف، وجد النواب العرب أنفسهم في موقع عليهم التصرف بحكمة ومسؤوليه وأعطاهم القدر فرصه للتعديل. مطلبي الأساسي من كل واحد وواحدة من النواب العرب حاليا ان يدخلوا أي جلسة تفاوض مع الوعي والإدراك للحديث "رحم الله امرأً عرف قدر نفسه". مع بعض التواضع والواقعية قد يفهم الجميع المسؤولية الحقيقية الملقاة على عاتقهم.

د. وائل كريم: استطلاعات غير مزيفة ووضع المصالح الشخصية جانبا!

اما د. وائل كريم الناشط الاجتماعي والسياسي فقد رأى بان نتائج الانتخابات الأخيرة كانت كارثية على الوسط العربي وعلى القوى الديمقراطية عموما خصوصا وان اليمين انتصار انتصارا كبيرا الى حد معين لذلك كان من الصعوبة ان يكون هناك مستقبل للقوى الديمقراطية والعرب بشكل خاص على السياسة الإسرائيلية ولذلك هذه اعتبرت فرصة لحل الكنيست على امل ان تتغير الخارطة السياسية في الانتخابات المقبلة والان المسؤولية كبيرة اكبر مما كانت عليه في السابق، التحدي اكبر والحاجة اكبر لتظافر الجهود والتفكير خارج الصندوق من ناحية الإمكانيات واستراتيجيات العمل التي ممكن ان نسلكها لتغيير الواقع السياسي في إسرائيل واقحام العرب بشكل فعلي وفعال في العمل السياسي الإسرائيلي على مستوى المشاركة وليس المنظومة المستمر والامكانية لذلك موجودة، خصوصا مع وجود بعض القوى الديمقراطية التي تريد ان تعمل المستحيل لإسقاط نتنياهو اذا ان انتصار نتنياهو للمرة الثانية سيكون اكبر من السابق وعندها تتحول إسرائيل الى دولة ديكتاتورية.

وتابع: القيادة العربية الان يجب ان تعي حجم المسؤولية وان تضع المصالح الشخصية جانبا بشكل كامل دون الاعيب سياسية مثل الانتخابات الأخيرة ما أدى الى تراجع بثقة الجمهور للأحزاب العربية وهو ما أدى الى النتيجة الكارثية التي كانت، يجب ان يكون استطلاع رأي جدي يقيس نتيجة كل القوى عند الناخب العربي واستطلاعات غير مزيفة، مثلما قام به حزب معين او نائب معين في الانتخابات الأخيرة، يجب ان تهمنا مصلحة شعبنا ومن المهم ان لا نقع في هذا الشرك مرة أخرى كجمهور وقيادة، هناك جزء كبير في المجتمع لا ينتمي للأحزاب القائمة ويجب ان يكون له تمثيل في المشتركة يجب ان تدرج في القائمة المشتركة قوى فعلية تستطيع ان تقوم بخدمة المجتمع ولديها طاقات كبيرة جدا غير محزبة.

احمد محاميد: آلية جديدة لاختيار المرشحين في القائمة المشتركة بعد المكان العاشر

احمد محاميد محلل سياسي عقب من منظوره ل "بكرا" قائلا: الأحزاب العربية الأربعة سوف تتوحد في قائمة واحدة حسب تحليلي، خاصة وأنّ كل حزب أصبح يدرك قوته الانتخابية حسب النتائج الاخيرة التي كانت في شهر نيسان الفائت، وبالتالي فإن هذه القائمة المشتركة من الممكن أولًا ان تزيد من عدد المصوتين وثانيًا ان تنقل أصوات عربية كانت لميرتس وكحول لاڤان في الانتخابات الاخيرة وسوف تنتقل الى المشتركة. لذلك اعتقد ان الأحزاب العربية الأربعة سوف تزداد بمقعدين اثنين عدا العشرة مقاعد على اقل تقدير ومن الممكن حتى ان تصل الى 13 او 14 مقعدا.

وتابع: على القيادات العربية ان تبحث عن آلية جديدة لاختيار المرشحين في القائمة المشتركة بعد المكان العاشر، لأنه وحسب المنطق المكان الحادي عشر وحتى المكان الخامس عشر ليسوا من نصيب اي حزب من الأحزاب الأربعة، ذلك لان الانتخابات الاخيرة دلّت على ذلك بشكل واضح. فقط بهذه الطريقة يمكن اعادة الثقة مع الناخب العربي بعد الاعتذار على عدم خوض الانتخابات ال 21 بقائمة مشتركة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]