لا زالت قضية زيارة النبي المزعوم او الكاهن "تي بي جوشوا" الى الناصرة في الثالث والعشرين والرابع والعشرين من حزيران تأخذ حيزا كبيرا من الجدول اليومي للرأي العام الا انها بدأت تتخذ منحى آخر خصوصا في ظل ضبابية تحوم حول موقف بعض رجال الدين المسيحيين الذين حتى اللحظة لم يسعوا لمنع الزيارة كونها تمس مباشرة بالدين المسيحي واعتباراته ما سبب انقساما واضحا وتراجعا حادا في الموقف لبعض الأشخاص الذين أعلنوا في البداية انهم يرفضون استقبال "تي بي جوشوا" الا انهم عادوا خطوة الى الوراء وتوقفوا عن المقاومة. خطوة رآها كثيرون بان السبب فيها هو استفادة هؤلاء الأشخاص ماليا.

الاتهامات التي وجهت للنبي المزعوم عديدة تتأرجح بين السياسية والدينية رغم ان المزاعم الدينية قد تراجعت قليلا وخف الحراك الديني ضد هذا الحدث، فمن بين الاتهامات ان "تي بي جوشوا" من أنصار إعادة بناء الهيكل في القدس وانه يدعي النبوة وان اتباعه مشعوذين وحياتهم السلوكية عليها علامة سؤال وغير مرحب بهم في الناصرة، بينما يرى اخرون ان هذه الادعاءات مغلوطة وان الناصرة مدينة سياحية في النهاية ولا يجب إعطاء الزيارة هذا الحجم من الانتقاد لان الهدف في النهاية هو رفع اقتصاد الناصرة ودعمه. وكما يقولون فانه حتى زوبعة المعارضة تعتبر دعما للحدث وتساهم في نشره واستقطاب الالاف ممن اثارهم الفضول ليتعرفوا على "النبي المزعوم".

اجتماع قريب لرؤساء الكنائس!

مصدر من مجلس طائفة الروم الأرثوذكسي "رفض ذكر اسمه في التقرير" اكد ل "بكرا" بانه في الأيام القريبة سيكون هناك اجتماع لرؤساء الكنائس لبحث الموضوع وإيجاد آليات لمنع هذه الزيارة، وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه ل "بكرا": حاليا نحن في صدد التحضير لاجتماع لرؤساء الكنائس الثلاثاء المقبل، بالإضافة الى عدد من المشايخ، وذلك بعد ان نتخذ قرارات خلال اجتماع الرؤساء، كان هناك احاديث جانبية خلال فترة العيد مع البلدية ولكن دون جدوى كما ان الامر غامض، والصورة غير واضحة بالنسبة لبلدية الناصرة حيث ان شخصيات رفيعة في البلدية يهمها فقط الجانب الاقتصادي للموضوع ضاربة بعرض الحائط الجوانب السياسية والدينية وتأثير هذه الزيارة على مكانة الناصرة وتداعياتها المستقبلية.

رجال الدين المسيحيين لا يرون خطورة باستقبال "النبي المزعوم" في الناصرة!

شخصية اعتبارية نصراوية رفيعة المستوى كان قد اعلنت مؤخرا معارضتها لهذه الزيارة وهذا الحدث الذي اسموه منظموه بالتاريخي، كشفت ل "بكرا" ان حجم المعارضة لزيارة النبي المزعوم ليست كما تبدو حيث ان هناك رجال دين مسلمون ومسيحيون في الواجهة يظهرون وكأنهم يرفضون هذه الزيارة ولكنهم في الحقيقة يدعمونها من وراء الكواليس ويشدون على ايدي رئيس البلدية.

وأوضح المصدر قائلا: هناك رجال دين مسيحيين معروفين من الناصرة يزورون رئيس البلدية ويدعمون الزيارة ومن ناحية أخرى يظهرون امام الملأ وكأنهم يعارضون الزيارة، علما انهم قد سمعوا بها منذ فترة ولم يظهروا أي موقف قبل ان ينتشر الامر، وحتى ممكن ان يكونوا قد استفادوا من الامر.

وتابع: رجال الدين المسيحيين لم يعربوا عن استنكارهم للأمر، هم قالوا ان هناك اجتهادات وعدد كبير من الكنائس التي تفسر الكتاب المقدس كما ترى هي مناسب وجوشوا يعتبر اجتهاد أيضا. مما لا شك به ان هذه الزيارة ستأتي بعدد اكبر من السياح الى الناصرة حيث الفكرة منذ ان ولدت كان هدفها هو الجانب الربحي واستقطاب اكبر عدد سياح للناصرة ما سيشكل رافعة اقتصادية للمدينة، كما ان كلمة نبي باللغة الإنجليزية ليس بالضرورة ان يكون معناها نبي ممكن ان يكون لها معنى اخر مثل مفسر وذلك بحسب احد رجال الدين المسيحيين الذين جالستهم وحدثتهم حول الامر، كما ان مارثر لوثر كينغ كان مصححا أيضا للتاريخ المسيحي وقاطعته الكنيسة الكاثوليكية حينها، في التاريخ المسيحي هناك اشخاص يفسرون الكتاب المقدس بشكل اخر وهذا احد هؤلاء الأشخاص او رجال الدين، كما ادعى رجل الدين واكد لي ان جوشوا لم يدعي النبوة وانه ليس كافر بل هو اختلاف في الاجتهادات مثل القرآن في تفسير الاحاديث وغيرها وكذلك المسيحية.

واختتم: ممكن ان يكون علي سلام قد أخطأ نسبيا بموافقته على حضور هذه الشخصية الى الناصرة ولكن من ناحية أخرى فان رجال الدين المسيحيين لا يرون خطورة في الامر ولا يرفضون قرار رئيس البلدية باستقباله، من يعارض ليس المتدينين المسيحيين بل ناشطون سياسيون.

شركة الانتاج:"هذا بمسؤلية بلدية الناصرة التي ستربح مليون دولار!

عوفر شطريت رئيس شركة الإنتاج القائمة على هذا الحدث الكبير عقب بدوره ل "بكرا": سمعنا هذه المعارضة من وراء الكواليس ولكننا لا نمثل أي جانب سياسي نحن شركة انتاج ونعطي خدمة للأشخاص الذين يريدون انتاج حدث معين، القرار في النهاية يعود الى بلدية الناصرة هي التي تقرر إقامة الحدث او ابطاله.

وأوضح قائلا: امر واحد انا متأكد منه ان هذا الحدث وهذه الزيارة ستأتي بعدد كبير من السياح الى الناصرة وتدعم الناصرة سياحيا واقتصاديا، هذا الجانب الإيجابي للموضوع، ممكن ان يكون هناك جانب اخر سلبي لا اعلمه سبب هذا الرفض للزيارة لكنه لا يهمني لان واجبي في النهاية ان انتج الحدث بأفضل صورة واعتقد ان جبل القفزة خصوصا بوجود المسرح الحالي فيه هو من الأماكن الأكثر روعة في إسرائيل وقد جاء الوقت لاستغلاله لمصلحة الناصرة، ومن خلال زيارة جوشوا اعتقد ان بلدية الناصرة ستربح مليون دولار وهذا الامر يعتبر دعم اقتصادي حقيقي للناصرة. قمت بإنتاج احداث كثيرة لعدد من المؤسسات الكبيرة في السوق والان بلدية الناصرة وهذا ما يعنيني في الامر.

واختتم: هذا الشخص تواجد أيضا في الدس وبيت لحم والناصرة تعتبر مدينة مقدسة للمسيحيين، انا اتفهم المعارضة، ولكنني لست جزءا من ذلك انا أقوم بمهنتي كرجل انتاج ولا اتدخل في كل ما يحوم حول القصة هذا ليس شأني هذا قرار بلدية الناصرة في النهاية، ونحن في دولة ديمقراطية ومن حق الناس ان تعترض وان تتظاهر طالما ان كل شخص يحافظ على النظام ويقول رأيه بصورة صحيحة.

علي سلام يرد على المعارضين: اخجلوا من انفسكم

وكان علي سلام رئيس بلدية الناصرة قد صرح في مقابلة لإحدى وسائل الاعلام انه مستمر في الحدث واستقبال "تي بي جوشوا" او من يسميه البعض بالنبي المزعوم.

وأوضح قائلا: من سيأتي الى الناصرة هم مسيحيون من كل العالم واختاروا جبل القفزة ليصلوا فيه وانا اتفاوض معهم منذ أشهر، اطلب من الأشخاص الذين ينتقدون الحدث ان يخجلوا من أنفسهم ، وانا أؤكد انه في الواحد والعشرين من الشهر الحالي سيكون في الناصرة بين 40 وحتى 50 الف انسان ما سيشكل رافعة اقتصادية للناصرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]