من المعروف ان مجال ال "ستارت اب" هو مجالا معقدا وصعبا للغاية يحتاج خوضه الى قدرات غير طبيعية على المستوى الذهني وأيضا النفسي إضافة الى مؤهلات وقدرات دقيقة وفريدة تعتمد بالأساس على الابتكار والابداع المدمج برؤية مستقبلية بعيدة المدى مع عقلية مفتوحة ومتقبلة لكل فكرة تغيير جديدة الى جانب الإرادة والعمل المتواصل وعدم اليأس، هو مجال برز في السنوات الأخيرة في المجتمع العربي بشكل طفيف واحتكره الرجال، ونادرا ما نسمع عن امرأة تعمل على تأسيس شركة ناشئة وتديرها.. الا ان سونة زعبي ابنة سولم متزوجة وام لثلاثة أطفال وتسكن في القدس اختارت ان تتحدى العقبات الاجتماعية والمجتمعية والمهنية وان تترك وظيفتها التي عملت بها لأكثر من عشرة أعوام لتحقق ذاتها من جديد وتخدم شعبها وان تخوض مجال الشركات الناشئة وتؤسس شركة تحمل اسم "توازن" وهو اول تطبيق للتأمل واليقظة الذهنية باللغة العربية حيث رشح "توازن" ضمن النهائيات في مسابقة MIT لأفضل ستارت اب عربي لعام 2020، من بين أكثر من أربعة الاف شركة ناشئة اشتركوا في المنافسة ليتم اختيار اربعين شركة مقسمة لثلاثة مجالات، الفكرة، الستارت اب والعمل الاجتماعي، كما ستتنافس مع عشرة شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا في المسابقة العالمية التي ستقام في الأول حتى الثالث من اذار/ مارس المقبل.

لم يكن لدي علاقة في عملي مع الانسان بطريقة مباشرة لذلك لم أكن سعيدة

سونة زعبي- عثمان مؤسسة ومديرة "توازن" قالت في بداية حديثها مع "بكرا": لم يكن بالهين ان اتخذ هذا القرار بترك مكان عملي الآمن وان اقرر ان ابني شركة ناشئة من الصفر وخصوصا كوني امرأة، في الحقيقة انا درست هندسة الكيمياء ولكن بعد 13 عاما في المجال أصبحت لدي الرغبة بأن ابحث على امر استمتع بالقيام به وان انتج امر ما يساعد المجتمع يكون جديد وغير متداول، وفي اللحظة الأولى التي اخبرت من حولي بانني قررت ترك الهندسة بمعاش عالي جدا وبيئة مريحة والانتقال الى عالم الشركات الناشئة الذي يعتبر عالما خطرا بعض الشيء على مستويات عديدة وخصوصا المادي دون أي ضمانات، تفاجئوا جميعهم. وقد ساعدني في قراري هذا ان مكان عملي كان بعيدا جدا، ودرست جيدا القرار الذي كنت انوي ان اتخذه والسبب الذي لا يجعلني سعيدة في عملي لأجد ان السبب الرئيسي بذلك هو انه لم يكن لدي علاقة في عملي مع الانسان بطريقة مباشرة، ان ادعم أي شخص واقف بجانبه، وانا انصح كل انسان يستيقظ صباحا وان يفحص اذا كان مسرورا ومرتاحا في عمله وكيف ممكن ان يغير ليطور نفسه ويحسن جودة حياته.

اثبتت عدد كبير من الأبحاث التغييرات الفيسيولوجية التي تحدث لنا بعد التأمل

وتابعت: معظمنا اليوم في المجتمع العربي ندخل الجامعات بشكل عشوائي دون أي توجيه مهني، على الفرد ان يتعلم ما يحب حتى يبدع فيه، بدون أي شك كان لدي شغف للكيمياء وحتى اليوم، ويجب على الانسان ان يراجع حساباته دائما، وان يربط بين الجيد بالنسبة له والامر الذي يبدع فيه يجب ان يكون هناك توازن في حياة الفرد حتى يبدع وينتج بطريقة أفضل.

وعن الصعوبات التي واجهتها قالت: في البداية الأمور لم تكن واضحة، أحيانا نسلك دربا خاطئا مليئا بالعثرات ولكن علينا ان نضع الهدف امامنا وان نصل اليه بوعي ونضوج ان نملك القوة والإرادة والصلابة حتى نصل الى الهدف، حتى نقوم بالتغيير المناسب في حياتنا نحن بحاجة الى على الأقل ثلاثة لقاءات لنقوم بهذا التغيير والهدوء، مجتمعنا اليوم يعاني من ضغوطات غير طبيعية وخصوصا المرأة لذلك بدأت ابحث عن الأدوات التي ممكن ان اعطيها للمجتمع تساعد وتساهم بتطويره بسلاسة وسهولة وقد رأيت ان ما ساعد ملايين حول العالم هو التأمل الذهني وقد اثبتت عدد كبير من الأبحاث هذا الامر، التغييرات الفيسيولوجية التي تحدث لنا بعد التأمل لمدة عشرة دقائق وهو امر غير موجود لدى العرب، هناك عدة تطبيقات للتأمل في العالم بكل اللغات وللأسف لا يوجد أي تطبيق باللغة العربية علما اننا اكثر شعب بحاجة الى هذا النوع من التطبيقات.

أشجع المرأة ان تعرف قيمتها وامكانياتها وان لا تتأثر بالعوامل الخارجية

وعن التطبيق تحدثت زعبي: من خلال تطبيق توزان يستطيع الانسان ان يحصل على خمسة الى عشرة دقائق تأمل ذهني يوميا، الكبار والصغار أيضا، حيث تم تحديد وتقسيم التأملات بحسب الفئات العمرية وأيضا أوقات التأملات، حيث لدينا تأملات صباحية ومسائية ومتنوعة، تطبيقات سريعة وسهلة وفيها ابداع.

وختاما وجهت نصيحة الى النساء خاصة وقالت: أي تغيير ممكن ان يحصل يجب ان يلقى دعم من البيئة المحيطة، اهلي وزوجي دعموني في قراري وطريقي. علما انني بعد ان انتقلت الى الستارت اب تحسنت حياتي من ناحية ساعات عملي واقسم وقتي بالطريقة التي تناسبني انا شخصيا أشجع المرأة ان تعرف قيمتها وامكانياتها وان لا تتأثر بالعوامل الخارجية التي ممكن ان تحبطها وان لا تتأثر بها.

www.tawazonapp.com
https://tawazon.page.link/Install

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]