منذ ان بدأت ازمة وباء الكورونا برز ان المتضرر الأول من هذه الازمة هو المجتمع العربي في إسرائيل حيث خرج العديد من المواطنين العرب الى سوق البطالة دون معيل او ضمانات حكومية وسط ضبابية في المشهد حول متى ستنتهي الازمة، وكيف ستعمل الجهات المختلفة والمختصة على مساعدة المواطنين ودعمهم، ومن بين هذه الجهات تم تسليط الضوء على عمل السلطات المحلية العربية حول قدرتها على احتواء الازمة في جوانب عديدة من التوعية والإرشاد من جانب من خلال مشاريع ابتكارية غير اعتيادية تحتاج ميزانيات حكومية داعمة ومن جانب اخر دعم هذه السلطات للمواطنين العرب وابتكار خطة اقتصادية شاملة تسبب رافعة اقتصادية لكل من تضرر بعد انتهاء الازمة.

فبطبيعة الأحوال فان السلطات المحلية العربية وعموما تعاني من ازمة اقتصادية خانقة حتى ما قبل الكورونا بسبب تعاقب الانتخابات الإسرائيلية لثلاث مرات خلال فترة وجيزة دون تحويل ميزانيات حكومية.

السلطات المحلية العربية يقتصر دورها على إطفاء الحرائق دون مبادرات

د. ياسر عواد المحاضر والخبير الاقتصادي رأى ان المؤسسة الحكومية لم تقم بأي توجه منذ بداية الازمة لتوصيل التعليمات بشكل فعال ومنظم للمجتمع العربي، خصوصا وانه لديه ميزات معينة والقدرة على ان يلائم نفسه للظروف العامة وخاصة لأنه اقلية واخذ خطوات صعبة ومتطرفة لاحتواء ازمة معينة لذلك بما انه المأسسة غائبة الا انه بالرغم من ذلك ومن خلال انكشافنا للعالم ساعدنا ان نكون اكثر حذرين وان نلائم نفسنا بشكل اسرع، اما السلطات المحلية العربية فأنها فقرة جدا ولا تملك الموارد للمبادرات الذاتية الا من خلال المنظومة الاجتماعية الثقافية، أي انها دون ميزانيات تستطيع من خلالها احتواء الازمة ومعظم السكان في المجتمع العربي يعتمدون على وسائل الحكومية المتبقية.

وتابع عن السلطات المحلية العربية مشيرا الى ان دورها يقتصر على إطفاء الحرائق ولا يوجد إمكانيات لمواجهة أزمات عمومية مثل الوباء، لذلك لا يوجد أي سلطة محلية عربية ساعدت السكان على الخروج من أزمتهم من خلال منظومة مهنية اجتماعية اقتصادية، ممكن وجود جمعيات معينة تساعد ولكن دون برنامج عمل، لأنه بالإضافة الى مساعدات الدولة يجب على السلطة المحلية إيجاد برنامج وعمل خاص لمساعدة ارباب العمل والاجيرين من الازمة. على السلطات المحلية ان تدير الازمة بشكل صحيح لان دورهم مهم جدا وهم السلطة. عليهم التخطيط لبرامج اقتصادية تساعد العاطلين عن العمل للخروج من الازمة.

السلطات المحلية العربية إمكانياتها ضعيفة ولا توجد لديها موارد مالية وبشرية لمواجهة الظروف الحالية

الناشطة الاجتماعية والنسوية سماج سلايمة رأت ان الوباء اثبت للمجتمع العربي ما كان يعلمه تماما، وتابعت: اننا في هذه الدولة ضيوف ما دمنا نخدم وننتج وأننا لن نكون متساويين ابدا في دوله العرق الواحد. حتى لو كان معظم الأطباء والممرضين عرب لن يشفع لنا هذا بين شعب يرى بنفسه أحق بالحياة من المواطن العربي. هذه الأزمة دفعت بالقيادات المحلية والجمعيات وكل النشطاء بالنهوض لمساعدة أنفسهم ولا أحد يعول على اجهزة الدولة بعد. لسنا جاهزين صحيًا وتعليما واقتصاديا، ونحن نتعلم التأقلم لوضع جديد. الجانب المشرق اننا نتعاون في عدة مجالات بغض النظر عن الخلفية السياسية والمعتقد الديني ومكان السكن، من خلال لجنة الطوارئ المتابعة والقائمة المشتركة وسائل الاعلام وجمعيات مجتمع مدني ورجال ونساء اعمال، هناك احساس اننا في نفس الزورق وعلينا كلنا التعاون. وهذا جانب إيجابي ويعزز الثقة بمستقبل أفضل للمجتمع العربي بكل اطيافه وألوانه.

اما الناشط الحقوقي باسل دراوشة أشار قائلا: السلطات المحلية العربية والأحزاب العربية إمكانياتها ضعيفة ولا توجد لديها موارد مالية وبشرية لمواجهة الظروف الحالية وبالتالي لا يعقل أن نطلب من منتخبي الجمهور التبرع بمعاشاتهم لحل الأزمة الحالية، يجب التفكير والعمل على توفير موارد مالية من الخارج لتأسيس صندوق مالي لمواجهة الأزمات التي قد تواجه المواطنين العرب في المستقبل مع وضع خطة عمل مدروسة ومهنية لكيفية التعامل مع الازمات في المستقبل، على لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية والقائمة المشتركة والأحزاب العربية والهيئات والمؤسسات والجمعيات الفاعلة في المجتمع العربي التعاون من أجل إنشاء هذا الصندوق ووضع خطة عمل صحيحة.

مجالسنا المحلية فعلا جاهزة لحالات طوارئ في بلدانها

الناشط الاجتماعي والسياسي رضا جابر قال ل "بكرا" في هذا الجانب: لهذه الازمة تأثير كبير على توجه المجتمع الاسرائيلي الاكثر تشديدا على اسرائيل القومية مقابل البعد الليبرالي لها. لحظة الحسم النهائية اقتربت مع تشكيل حكومة جديدة وانهيار المركز في اسرائيل. هذه مرحلة يجب ان نشجع قياداتنا السياسية ان تأخذ دورها في تنظيم مجتمعنا وخصوصا موضوع الصحة ومراكز الفحص، العنف الذي سيأخذ ابعادا كبيرة لأسباب تتعلق بالأزمة الاقتصادية وامور أخرى، وايضا التأثير على ان يأخذ مجتمعنا حقه في اي خطة اقتصادية قادمة. نحن بمرحلة الانتقاد فيها يجب ان يكون حذرا ولكن على اعضاء الكنيست ان يُظهروا بأنهم يعملون وفق خطه متكاملة وليس نشاطا متبعثرا.

الناشطة السياسية والاجتماعية د. رنا زهر قالت بدورها: لمنتخبي جمهورنا من أعضاء كنيست أو بلديات دور توعوي وجماهيري مهم في هذه الفترة بالذات في ظل شح للمعلومات في اللغة العربية، وقلة الفحوصات. وسيكون لهم دور أكبر بعد هذه الأزمة في ظل تفشي البطالة التي ستضرب عائلاتنا العربية بشكل ملحوظ. أرى تحرك ملموس لأعضاء القائمة المشتركة الذين يعملون ضمن ظروف صعبة (عدم وجود حكومة ثابتة أو ميزانيات) ويحاولون التواصل مع الجماهير بكل الطرق الممكنة. أرى تحركات هنا وهناك في مجالسنا المحلية ولكني لست متأكدة بأن مجالسنا المحلية فعلا جاهزة لحالات طوارئ في بلدانها. ومن واجبهم العمل على إقامة صندوق مساعدات للمتضررين ماديا من اصحاب المصالح أو العمال والموظفين والموظفات من أبناء شعبنا، تحت إطار لجنة المتابعة أو اللجنة القطرية للسلطات المحلية أو اي جسم محلي آخر، وان يساهموا ماديا بشكل فعلي فيه. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]