كشفت القناة الإسرائيلية 13 اليوم النقاب عن صور وفيديوهات تظهر جانباً مخفياً آخر من جوانب وباء الكورونا، ولكن هذه المرة من جهة مختلفة، ومثيرة للنقاش – الأخلاقي أساساً. وقد أظهرت الصور والفيديوهات العاملين في مؤسسة "حفرا كاديشا"، المؤسسة الدينية الرسمية المسؤولة عن دفن الموتى اليهود في إسرائيل، وهم يهتمون ويعالجون جثث موتى فايروس الكورونا من يهود خارج البلاد، ممّن تم استقدام جثثهم للدفن في إسرائيل. وقد جاء في التقرير الذي بثته القناة إن هذا العمل يبدو "صفقة مربحة" رغم ما فيها من مخاطر شديدة.

وزير الصحة ضد وزارة الصحة!!

وتظهر في التوثيق الذي تم في ليلة عيد الفصح العبري طائرة قادمة من فرنسا إلى مطار بن غوريون، حيث تم إخراج 16 تابوتا من الطائرة، جميعها لمرضى كورونا لقوا حتفهم. لاحقا، تم نقل الجثث من المطار – بواسطة السيارات التي كانت تنتظرهم – إلى المدافن في مختلف أنحاء البلاد، بينما يتم القيام بإجراءات تطهير وغسل الجثث – التي تعتبر أكثر الإجراءات خطورة واحتمالا لنقل العدوى – هنا في البلاد.

يذكر أن "صناعة" دفن الموتى اليهود الذين يعيشون خارج البلاد هنا في إسرائيل هي فرع تقدر قيمته المالية السنوية بالملايين. وفي إطار نقاش كان قد جرى في بداية تنفشي وباء الكورونا، أبدى ممثلو وزارة الصحة اعتراضهم الشديد على إحضار موتى الكورونا للدفن في إسرائيل، لكن وزير الصحة – ليتسمان – لم يكتف بعدم الاعتراض فحسب، بل إنه قام بدعم هذه الخطوة الخطيرة – بحسب تقرير هيئة البث الإسرائيلية (كان 11)- وسعى لتسهيل تطبيق الموضوع.

100 ألف شيكل، ثمن المدفن

والمثير للاستغراب في الأمر، أنه في حين لا يجد سكان منطقة القدس مكانا لدفن موتاهم في المدينة، يمكن لليهود القاطنين خارج البلاد دفع مبلغ يصل إلى 100 ألف شيكل والحصول على قبر هنا في البلاد. بموازاة ذلك، يشعر العاملون في حفرا كاديشا (وخصوصا عمال المقاولين) إن المؤسسة تقوم بتعريضهم للخطر مقابل مطامعها المادية. "إنه كابوس كبير"، يقول أحد العاملين في المؤسسة، "نحن نخاف من العودة إلى المنزل. نقوم برمي ملابسنا".

والحقيقة أنه في هذه الأيام التي يبدو أن الدولة تحاول فيها الحد من مخاطر الإصابة بعدوى الكورونا ويتم إغلاق الحدود أمام الأحياء، فإن الكثير من علامات الاستفهام تجول في الأجواء حول موضوع هذه التجارة التي تزدهر بصورة كبيرة، على الرغم من اعتراض وزارة الصحة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]