منذ ان بدأت ازمة كورونا احتلت الطواقم الطبية في جميع انحاء البلاد وخصوصا العربية الجبهات الامامية في الدفاع عن المواطنين ومواجهة الفايروس، حيث وضع الممرضون والممرضات أنفسهم في مواقع خطيرة جدا في خط الدفاع الأول غير مكترثين بخطورة الآفة ما يهمهم هو انقاذ حياة المرضى ونشر التوعية ما أدى الى إصابة عدد كبير منهم بالفايروس وحتى وفاته على مستوى العالم أيضا.

برزت في الفترة الأخيرة منظمات كثيرة تهدف إلى تعزيز المبادرات والمجتمعات المدنية بهدف قيادة التغيير الاجتماعي الحقيقي من خلال التعاون عبر المجتمع والقطاع منها الطواقم الطبية. من بين هذه المنظمات كانت منظمة تحمل اسم "نقول شكر لأبطال الطب"، حيث حاولت تسليط الضوء على الطواقم الطبية في مستشفيات البلاد التي توصل الليل بالنهار للقضاء على الفايروس "خلال أزمة كورونا، عندما نكون جميعًا في منازلنا هناك أولئك الذين يقاتلون في الجبهة الاخرى لإنقاذ حياتنا. الأطباء والأطباء الممرضين والممرضات والمساعدين الطبيين وجميع الفرق الطبية هم الأبطال الحقيقيون". هذا ما قاله اساف المسؤول عن هذه المبادرة وتابع " الطواقم الطبية تعمل ليلا ونهارا في ظروف سيئة طبيا واجتماعيا ولا تتلقى دائمًا الأدوات والبنية التحتية الكاملة، او حتى الامتنان والمديح الذي يستحقونه. هدفنا هو تغيير ذلك وتسليط الضوء على البطلات والأبطال الذين يأتون من جميع القطاعات وجميع أنحاء البلاد."

ضغط نفسي كبير، لا أرى عائلتي

دكتور محمد حيدر مختص في أمراض القلب والاوعية الدموية في مستشفى روتشيلد في بني تسيون ويعمل على علاج مصابين بفايروس كورونا قال ل "بكرا": نحن نستقبل المرضى في المستشفى من خلال طريقتين أساسيتين النوع الأول من المرضى هم الذين تم تشخيصهم على انهم مصابون بفايروس كورونا ولا يستطيعون التواجد في بيوتهم او الفندق ويحتاجون الى علاج مثل الأشخاص الذين يعانون من ضيق في النفس او نسبة الاوكسجين لديهم قليلة في الدم، يصلون الينا من خلال نجمة داوود الحمراء ونقوم بإدخالهم الى قسم كورونا في المستشفى، اما الجزء الثاني من المرضى هم من بدأ يظهر لديهم عوارض كورونا فايروس ولكن لم يتم التأكد من ذلك مثل الأشخاص الذين كانوا بتواصل مع مريض كورونا مشخص او من عاد حديثا من خارج البلاد، هذا النوع من المرضى يتحدثون مع نجمة داوود الحمراء لتقوم بفحصهم وان كانوا بحاجة الى علاج يحضرونهم الى المستشفى، لدينا في روتشيلد قسم طوارئ بيولوجي خاص يستقبل هذا النوع من المرضى الذي يعتقد بانهم مصابون بفايروس كورونا، حيث يعمل في هذا القسم طاقم خاص تم نقلهم من القسم الرئيسي لفحص المرضى في القسم البيولوجي وبالتالي بعد الفحص الأول الذي يأخذ ساعات وبعد أربعة او خمسة ساعات يحصل المريض على جواب، ولكن المريض الذي تكون نتيجة فحصه الأول إيجابية فإننا نقوم بإدخاله الى قسم اخر لإجراء فحص ثاني وفي حال تشخيصهم بانهم مصابون رسميا بفايروس كورونا فإننا نقسم المرضى الى ثلاثة حالات حالة طفيفة ومتوسطة وحرجة أي الحالات الصعبة التي تحتاج الى جهاز تنفس، ولدينا في المستشفى قسمي كورونا، القسم الأول هو للأشخاص الذين حالتهم طفيفة حيث يتم فحصهم من خلال كاميرا مراقبة ومتابعتهم دون دخول الطبيب اليهم، والأشخاص الذين يعانون من إصابة متوسطة الى حرجة يكون في قسم اخر ويتم متابعتهم 24 ساعة ومراقبتهم من خلال الكاميرات وأيضا يتلقون مرافقة من أطباء وممرضين، نحن نتحدث عن مرضى او يحتاجون الى تنفس اصطناعي ولذلك فان الطاقم الطبي الذي يعمل الى جانب هؤلاء المرضى يكون معرض للخطر من انتقال العدوى له، كما ان الطاقم الطبي يحرص على تحضير نفسه جيدا قبل الدحول الى المريض بمرافقة ممرضين من قسم العدوى يقومون بتجهيز الطبيب او الممرض قبل الدخول الى قسم كورونا.

وحول الضغط الذي يتعرضون اليه يوميا قال: بطبيعة الأحوال تغيير البرنامج اليومي لنا حيث كنا نعمل ثمانية ساعات في اليوم وكان هناك إمكانية ان نتواجد مع عائلاتنا بينما اليوم نعمل لمدة 12 ساعة إضافة الى الحجر الصحي التي نقوم به كأطباء في كل مرة نعود بها الى البيت حيث لا أرى عائلتي امي ابي وزوجتي أيضا واتواجد في غرفتي طيلة الوقت وزوجتي في غرفة أخرى، وبالتالي هذا يشكل ضغط نفسي كبير جدا ان لا ترى عائلتك، وأيضا وجودك طيلة الوقت بجانب اشخاص يعانون بسبب كورونا وان تصاب بالعدوى أيضا او ان تنقل المرض لعائلتك واشخاص اخرين، هذه التخوفات تصيب كل الطاقم الطبي.

نحن نبقى في العمل لساعات طويلة جدا

الممرض محمد طه يعمل في مستشفى بني تسيون بدوره أكد ان هناك ضغط نفسي وصعوبات وخطورة على الطواقم الطبية ونوه: لكنني اتعامل أكثر مع العائلات والمرضى على ارشادهم ومرافقتهم ونجبرهم على التقييد بتعليمات وزارة الصحة حتى لا يتم نقل العدوى الى الأشخاص او الأماكن. بطبيعة الأحوال فايروس كورونا خطير ويضرب الجهاز التنفسي ويفكك خلايا الرئتين ويشكل خطورة لكبار السن من يملكون جهاز مناعة ضعيف وبالتالي فان الوضع خطير جدا على الطاقم الطبي وعلى كل المجتمع ونحن ننصح الناس ان تبقى في بيوتها وتواظب على غسل ايديها واستعمال الأدوات الواقية وان يمتنعوا عن الاجتماعات والاحتفالات العائلية خصوصا وأننا مقبلون على فترة أعياد وان لا يتصافحون.
وتابع عن الصعوبات والضغط الذي يواجه الطواقم الطبية: قسم الطوارئ قسم الى قسمين القسم العادي نستقبل فيه المريض الذي يأتي مع الام معينة ونقوم بمعالجته وما يشكل خطورة بالأمر ان هناك اشخاص لا يكشفون عن الاعراض التي تصيبهم بشكل فعلي ما يشكل خطورة علينا كأطباء وعلى المرضى والبيئة المحيطة وهناك قسم الطوارئ البيولوجي حيث يستقبل المرضى الذين يتوجهون الينا مع اعراض كورونا وفي هذا القسم الطاقم الطبي يرتدي الأقنعة والكمامات ومحمي بلباس طبي ضد انتقال العدوى، وبدون شك نحن كطاقم طبي في المستشفى عندما نستقبل المريض نحمي أنفسنا بشكل جيد.

وحدث "بكرا" بامتعاض: نحن نبقى في العمل لساعات طويلة جدا وقبل ان اتوجه للبيت أنظف نفسي بالمعقم، كفريق طبي لا نقترب من بعضنا البعض ولا نأكل سويا ونبقى في العمل لمدة 12 ساعة بالكمامات حفاظ على سلامتنا وسلامة المرضى. لا أزور عائلتي بتاتا، حتى ان زوجتي تواجه ضغطا معينا بسبب الوضع الراهن كوني بتواصل مباشر مع مرضى كورونا، فإنها هي أيضا في دائرة الخطر، الوضع ليس سهلا وعلى الجميع التزام بيوتهم والتقيد بالتعليمات.

خوف وتوتر وضغوطات بين الوافدين الى الصيدلية نتحمله

ريم ابو بكر دراوشه، صيدلانيه مسؤولة بدورها حدثت "بكرا" عن الصعوبات التي يواجهونها الصيادلة في هذه المرحلة وقالت: نحن نمر في فترة عصيبة وهناك تغيير كبير في نمط عملنا كصيادلة اذ لم نعد كما كان سابقا. هناك اقبال كبير من المرضى والمواطنين الى الصيدليات للتزود بالأدوية ومعدات التعقيم والوقاية، وهذا يحتم علينا اتخاذ كافة الإجراءات لتنفيذ تعليمات وزارة الصحة للحد من انتشار فايروس كورونا، وأهمها استقبال عدد محدود من الزبائن في الصيدلية والحفاظ على مسافة كافيه بينهم.

وتابعت: بالإضافة الى اننا نشعر أن هناك خوف وتوتر وضغوطات بين الوافدين الى الصيدلية خوفاً من انتقال العدوى، وايضاً هناك تخوفات وتوترات بين زملائي وزميلاتي العاملين لنفس السبب. نحن نعمل في ظروف صعبة جداً وفي ظل النقص في مواد الوقاية والتعقيم احياناً نظراً للإقبال الشديد للتزود بهذه المواد وبكميات أكبر من المتعاد الشيء الذي يزيد من التوتر عند الوافدين الى الصيدلية ويحتم علينا بالإضافة الى عملنا كصيادلة التعامل بأساليب جديده مع المراجعين تعتمد على ارشاد وتوجيه وتوعيه وتهدئة خواطر.

ونوهت: نحن موجودين في الخط الأمامي لمواجهة هذا الوباء وبالرغم من تخوفاتنا بالإصابة ونقله الى اطفالنا وعائلاتنا الا اننا نضع جانباً كل تخوفاتنا ونحاول تقديم أفضل خدمة لزبائننا، نصيحتي للجميع البقاء في بيوتهم وعدم الخروج والوصول الى الصيدليات الا للضرورة القصوى والانصياع لتعليمات وزارة الصحة. ولا ننسى ان هناك خدمه لتوصيل أدويه والطلبات للبيوت وننصح استغلالها خاصتاً في هذه الفترة العصيبة، نحن هنا دائماً لخدمتكم. درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج ...

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]