لأول مرة منذ بدء تفشي وباء الكورونا، بدأت إسرائيل اليوم (الأحد) بأول تجربة للتخفيف من القيود المفروضة على الجمهور والمرافق الاقتصادية. إلا أنه يجدر التذكير بأن هذه الخطوة تصاحبها الكثير من المخاوف لدى متخذي القرارات والمختصين في ما يتعلق بالخطوات والإجراءات القادمة. فما هي المخاطر إذاً؟

"من شبه المؤكد أن يكون هنالك عدد أكبر من المصابين بالعدوى عندما يكون هنالك المزيد من الاختلاط بين الناس"، يقول البروفيسور إيال ليشيم، أخصائي الأمراض العدوائية في مستشفى شيبا – تل هشومير. "السؤال الأهم هو إن كان الأشخاص الموجودين ضمن دائرة الخطورة الزائدة سيلتزمون بالحجر الصحي والتباعد الاجتماعي، وإن كان الأشخاص الذين سيبدؤون بالعودة إلى العمل سيحاولون الحفاظ على التعليمات قدر الإمكان".

وقد شدد البروفيسور ليشيم على أهمية الالتزام بتعليمات وزارة الصحة. "طالما حافظوا على وضع الكمامات، غسل اليدين والمسافة الآمنة بين شخص وآخر، فسيكون من شبه المؤكد أن ازدياد أعداد المصابين لن يكون كبيرا، وسيكون بإمكاننا السيطرة عليه"، وأضاف: "إذا لم يلتزم الناس بالتعليمات، لم يضعوا الكمامات وخرجوا من المنزل حتى عندما يشعرون بالمرض – فسنشهد موجة ثانية من تفشي الوباء على نطاق واسع".

لكن لماذا يخشى المختصون إلى هذه الدرجة من موجة عدوى ثانية؟

"لأن موجة العدوى الثانية قد تتجسد من خلال قفزات كبيرة بأعداد المرضى، بالتفشي في المناطق التي لا يتم الالتزام فيها بالأنظمة، وطبعا بازدياد أعداد المصابين بصورة خطيرة. علينا أن نذكر أنه بإمكان المريض أن يحمل الفايروس ويعدي الآخرين حتى دون أن يكون على علم بانه أصيب بالعدوى. الخوف الكبير هو من مثل هذه الحالات تحديدا".

بحسب أقوال البروفيسور ليشيم، فإن الآمال بأن يتراجع الوباء خلال أشهر الصيف لا يعتمد على أي ركيزة علمية. "علينا أن نفهم أنه ليس هناك من يتحدث عن النهاية، هنالك حالة جديدة سيكون علينا الاعتياد على التعايش معها. ستكون مواجهة خلال التقدم إلى الأمام. سيتم تخفيف القيود قليلا، وإذا كنّا محظوظين فإننا لن نشهد ارتفاعا كبيرا بأعداد المرضى – عندها سننتقل إلى المرحلة التالية من التخفيف. إذا كان هنالك ارتفاع، فسنضطر للتراجع".

"ما نهاية الوباء إلا أمنية"، يقول ليشيم، لكنه يشير إلى نقطة ضوء. "من تجربة الدول الأخرى، بإمكاننا أن نتعلم أننا قادرون على العودة إلى حياة شبه عادية، عدا عن عودة التلاميذ إلى المدارس. إنهم يضعون الكمامات ويقيسون درجات الحرارة في كل مكان وخلال يوم العمل. إذا أصيب شخص ما بالمرض، فإنه يدخل إلى الحجر الصحي على الفور. هذا روتين، ولكنه يشمل المواجهة أيضا. يمكننا أن نطلق عليه اسم "الوضع الجديد".  

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]