في ظل الخلافات والأسئلة الكثيرة المطروحة حول موضوع عودة تلاميذ الصفوف الأولى – الثالثة ورياض الأطفال التي من المفترض أن تتم يوم الأحد القريب – قال مدير عام وزارة الصحة موشي بار سيمانطوف اليوم الخميس، خلال مقابلة افتراضية مع طاقم الوزراء ومديري الوزارات ورئيس الحكومة، إنه لا يوصي بفتح رياض الأطفال وإنه يجدر البدء فقط بالصفوف الأولى حتى الثالثة. يذكر أن الوزراء لم يوافقوه الرأي، حيث قال وزير التربية والتعليم رافي بيرتس إنه يدعم فكرة فتح المؤسسات التربوية وفقا للخطة الموضوعة اعتبارا من الأسبوع القادم، مؤكداً أن وزارته مستعدة لهذا السيناريو.

الجاهزية هي مفتاح الأبواب المغلقة

كذلك، لم تصادق وزارة الصحة بعد على الخطة التي تقضي بإمكانية عودة الأطفال في سن الطفولة المبكرة إلى الأطر التربوية، حيث ما تزال هنالك نقاشات حول شروط فتح الحضانات النهارية والحضانات المنزلية – كم طفلاً في كل مجموعة، كمية المربيات، طريقة التناوب، التقسيم على بنايات مختلفة وغيرها من المعايير.

في الأيام القليلة الماضية، توجه إلى وزارة الرفاه عدد من مديري المؤسسات التي تشغل الحضانات والحضانات المنزلية، قائلين إن وزارة الصحة لم تنشر خطة – ولذلك فإنهم غير قادرين على الاستعداد ويحتاجون لعدّة أيام إضافية. وقال وزير الرفاه أوفير أكونيس خلال جلسة الوزراء إنه يفضل فتح الحضانات يوم الأحد، لكن نظرا لأنهم يحتاجون بضعة أيام إضافية للاستعداد، فلا مشكلة لديه بتأجيل الأمر حتى منتصف الأسبوع.

وقد اتفق خلال جلسة النقاش على أن يتحدث مديرو جميع الوزارات وأن يحاولوا التوصل إلى اتفاق بشأن الخطة.

يذكر أن بعض المشاركين في جلسة النقاش ساد لديهم الانطباع أن نتنياهو يوفر الدعم الكامل لموقف بار سيمانطوف من حيث معارضة فتح الروضات والحضانات وتأجيل الموضوع عدة أيام إضافية.

في ظل كل ذلك، قال مصدر رفيع في الجهاز الصحي إن وزارة الصحة تأمل بأن يتم تأجيل القرار بإعادة جهاز التربية والتعليم. "وزارة الصحة تستميت من أجل تأجيل العودة إلى المدارس، لأنها قلقة من الأمر. لقد اتخذوا عدّة خطوات لأجل إعادة المرافق الاقتصادية إلى الروتين، أما الحديث عن شمل المدارس ضمن هذه الخطوات الآن فإن فيه شيء من المبالغة".

العودة تدريجية، والخطوات القادمة غير واضحة

وأكّد مسؤول في وزارة الصحة إنه يخشى ألاّ تتم العودة إلى الأطر التربوية بالقدر الكافي من الحذر: "أنا لا أدير الجهاز التعليمي بحيث لا أعلم إن كان الامر سيتم فعلا بالقدر الكافي من الحذر. لكن نحن نعلم أن الأطفال ينقلون العدوى ويبدو أنهم أقل نقلا للعدوى من البالغين. أنا شخصيا لدي قلق، وكنت أفضل أن نأخذ شهرين إضافيين لنتمكن من رؤية الوضع وإن كنا قد تصرفنا بصورة صحيحة أم بمبالغة في التشدد. من المؤكد أن عليها العودة في مرحلة ما، ويجب القيام بذلك بحذر شديد وتدريجيا، هذا موقفنا جميعا".

وقال مسؤول آخر: "صحيح أن العالم كله في حالة من الضبابية بشأن وضعية الأطفال مع الكورونا. نحن نعلم أن الأطفال على ما يبدو أقل إصابة بالعدوى ونقلا لها. لاحقا سنتلقى نتائج دراسة أجراها معهد جرتنر، لكن في ألمانيا وفي الـ CDC أيضا يقولون إن الأطفال يصابون بالمرض بصورة أبسط وبشكل مخنتلف. هنالك متلازمة ما بعد الكورونا التي من الممكن أن يصاب بها الأطفال، وتؤدي بهم إلى حالة خطيرة، لكنها نادرة، حيث كانت لدينا حالتان منها فقط في البلاد".

أما بالنسبة لصفوف الرابع وما فوق، فقد قال: "سيكون علينا التفكير بالأمر. هنالك أفضلية للصفوف الأصغر سنا من أجل إتاحة المجال للأهل للخروج للعمل. من جهتنا، يجب العمل بصورة تدريجية. في الخطوة التالية من الممكن أن يتم فتح روضات الأطفال أو صفوف الرابع – السادس. من الممكن أن نرى بعد أسبوعين أن الكورونا اختفت من إسرائيل، وليس هنالك مرضى جدد وكل شيء على ما يرام".

أما بالنسبة للحضانات المنزلية فإن الأمر يتعلق إلى حد كبير بمدى الجاهزية، والتي تعتبر غير موجودة في هذه اللحظة. برأينا، من الأفضل القيام بذلك بصورة تدريجية، حيث نرى أن المجموعة الأكثر أمنا أن نبدأ معها هي صفوف الأول حتى الثالث.

السلطات المحلية: وزارة الصحة تحاول ترسيخ حالة الشلل

وقد سمعت أصوات في السلطات المحلية تقول إن وزارة الصحة تحاول عرقلة العودة إلى الدراسة. "لم ننتظر وقمنا بكل الاستعدادات اللازمة خلال الأسابيع الماضية من حيث التنظيف، ترتيب الصفوف والروضات، تنشيط طواقم التربية وإعادة المساعدات إلى العمل. لكن مع ذلك، قبل أن يكون علينا فتح المؤسسات التربوية عمليا بوقت قصير، بدأنا نسمع مناورات متنوعة، بلبلة في تعليمات النظافة اللازمة وتأخيرات غير مفسّرة من طرف وزارة الصحة، التي تحاول على ما يبدو ترسيخ حالة الشلل ومنع العودة إلى الروتين. لن نساهم في هذا ولن ندعمه. سنقوم بكل ما يجب من أجل إعادة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، والمرافق الاقتصادية إلى العمل".  

وقد اتفق رؤساء السلطات المحلية في نهاية جلسة خاصة عقدوها على الحاجة الفعلية لإخراج الأهل إلى العمل، وإعادة التلاميذ إلى روتين الدراسة الفعالة في الأطر التربوية، وقالوا إنهم على تنسيق تام مع وزارة التربية والتعليم وعلى أتم الاستعداد لتشغيل المؤسسات التربوية اعتبارا من يوم الأحد، ومعالجة كافة الأمور المستعجلة فورا".

يأتي هذا في ظل قرار رؤساء السلطات المحلية العربية – من خلال اللجنة القطرية للرؤساء – بعد استئناف الدراسة في المدارس الأسبوع القادم. يذكر أن الجلسة الأخيرة التي جرت وشاركت فيها جميع الجهات التمثيلية العربية المعنية، تقرر إجراء اجتماع إضافي لاتخاذ قرار نهائي حول الموضوع. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]