أصدر إعلام- المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث، مؤخرًا، تقريرا كميًا يرصد خطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي ضد كافة شرائح المجتمع الفلسطيني، ضمن مشروع "الرصد". تضمّن البحث رصدًا للصحافة المكتوبة، والمرئية، والمسموعة، بالإضافة إلى تعقب صفحات سياسيّين وإعلاميّين إسرائيليين على مواقع التواصل الإجتماعي (فيسبوك وتويتر).

يتطرّق التقرير الكمي لشهر تمّوز من العام الجاري، حيث تم رصد 90 حالة تحريض وعنصرية ضد المجتمع الفلسطيني، وذلك بالرغم من الانشغال المستمر في جائحة كورونا والمظاهرات التي تعم شوارع إسرائيل.

يتبين من النتائج ان المنصة الأكثر تحريضًا على الفلسطينيين هي شبكة "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي بنسبة 33% (28 منشورا من مجمل الحالات) تليها شبكة "تويتر" بنسبة 19% (17 حالة من مجمل الحالات)، صحيفة "يسرائيل هيوم" بنسبة 12%، وأخيرا، صحيفة "مكور ريشون" بنسبة 7%.

تتغيّر الجهات المستهدفة في الإعلام الإسرائيلي وفقا للتطورات الأمنية والسياسية على الساحة الإسرائيليّة فقد تميّز شهر تمّوز الأخير بتزايد خطاب فرض النفوذ الإسرائيلي على المستوطنات في الضفة الغربية ومنطقة الأغوار، كتطبيقا لمشروع الضم المعروف بـ "صفقة القرن". كما وعج الإعلام الإسرائيلي تحريضا أرعنا على القائمة المشتركة عقب اشتراك رئيسها، عضو البرلمان أيمن عودة، في مؤتمر المصالحة لحركة فتح وحماس لمواجهة مخطط الضم. تطرّقت الأخبار، أيضا، للفيديو العنصريّ الذي يوثق تعامل نجم الأطفال الإسرائيلي، والمعروف باسم "روي بوي"، مع الأطفال البدو في النقب.

يتبيّن من النتائج أن السلطة الفلسطينية هي الأكثر استهدافًا وتحريضًا في الإعلام الإسرائيلي، لشهر تمّوز، بنسبة 31% من مجمل الحالات (28 حالة)، تليها كلّ من القائمة المشتركة وخطاب فرض النفوذ بنسبة 26%، المجتمع الفلسطيني كشريحة واحدة بنسبة 23%، وأخيرا، الداخل الفلسطيني بنسبة 18% من مجمل الحالات.

تطرّق البحث، أيضا، إلى نوعية التحريض المتّبعة في المقالات والتقارير الاخبارية متنوعة؛ بعضها يشرعن العقوبات الجماعية واستعمال القوّة ضد الفلسطينيين، بعضها الآخر يقوم بشيطنة الفلسطينيين واستعمال اسلوب التعميم، وهنالك مقالات تقوم بنزع الشرعيّة عن الفلسطينيين وقياداتهم، وبعض المقالات تبرز فيها الفوقيّة العرقيّة اليهوديّة، استخدام خطاب العنصرية وتصوير إسرائيل بدور الضحيّة.

اظهرت نتائج البحث ايضًا، انّ اسلوب التحريض الأكثر اتبّاعا في الإعلام الإسرائيلي لهذا الشهر هو نزع الشرعية عن الفلسطيني خصوصا في سياق ضم مناطق ج في الضفة الغربية بنسبة 78% (70 من مجمل المقالات)، يليه خطاب العنصرية بنسبة 60% (54). أما الفوقية العرقية فقد استخدمت بنسبة 54% (49)، الشيطنة والتعميم بنسبة 42% (38)، وأخيرا، تصوير إسرائيل بدور الضحية بنسبة 34% (31).

جدير بالذكر، ان غالبية المقالات تحتوي على أكثر من نوع تحريضِ واحدِ في نفس المقال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]