دعت جمعيات نسوية وناشطات نسويات غدا الاثنين الى المشاركة في مظاهرة احتجاجية ضخمة امام مبني المحاكم في نوف هجليل احتجاجا على جرمتي القتل والاغتصاب التي حدثتا مؤخرا وهزتا البلاد ومسلسل القتل والجريمة المستمر منذ سنوات ضد النساء.

نقد ذاتي، مجتمع اعمى

نبيلة اسبنيولي نسوية ومديرة مركز الطفولة قالت بدورها: أصبحنا نصحوا على جريمة وننام على أخرى تعودنا نعد الضحايا وننشر منشور (في احسن الاحوال) ويمر الامر مرور الكرام، همشنا صوت الضحايا وعائلاتهم واصبحنا مجتمع اعمى تنخر به الجريمة اذ لم تقتل فقط امرأة بل قتلت احلامها وابنائها وبناتها، لكل امرأة تقتل هناك حكاية وتاريخ ومستقبل قضي عليه علينا ان نرفع صوتنا ضد الجريمة والمشاركة في مظاهرة غدا الاثنين امام مبنى المحاكم

غيداء ريناوي ناشطة نسوية واجتماعية: ما حدث في إيلات مرعب لدرجة لا يتحملها العقل، لكنها حالة متطرفة لمشكلة واسعة يواجهها المجتمع بشكل عام في الدولة وعلينا أن نكون صريحين مع أنفسنا، مجتمعنا العربي ليس ببعيد عن هذه الموبقات المجتمعية: فالموضوع الأساسي هو عدم المساواة. إنه نتيجة لثقافة لا تشعر فيها المرأة بالأمان في المنزل أو في الشارع أو في المدرسة أو في مكان العمل. نحن نتحدث عن المضايقات التي تتعرض لها النساء، والملاحظات غير اللائقة، والخطاب المهين والتعنيف. تظهر الإحصائيات الاخيرة أن أغلب الفتيات ستواجه مثل هذه الأعراض خلال حياتهن. وهذه قضية أكبر بكثير من حالة واحدة انفرادية، مهما كانت مروعة، ومسؤوليتنا كقياديين وكقياديات هي محاربة هذه الظواهر بكل الأدوات المتوفرة لدينا. فهذا واجبنا الانساني والأخلاقي.

وأضافت: المظاهرة غدا هي بالأساس دعوة للنقد الذاتي، والمحاسبة الجادة، والتصليح المجتمعي في جميع القطاعات: من المنزل إلى المؤسسات التعليمية، والقطاع العام، والإعلام، وعالم العمل والتشغيل. نتحمل جميعًا مسؤولية مشتركة للرجال والنساء، عن حماية واحترام وسلامة الفتيات والفتيان. هذا التصليح يبدأ بنبذ كل من يتهاون في تجريم مثل هذه الحالات، فأضعف الايمان هو عدم التزام الصمت، كل فرد في منزله، في غرفة الدراسة، وفي مكان عمله.

ردة فعل غاضبه على جريمة كان بمقدورنا ان نمنعها

مديرة جمعية نعم النسائية سماح سلايمة قالت معقبة: دعوتنا للتظاهر يوم الاثنين هي ردة فعل غاضبه على جريمة كان بمقدورنا ان نمنعها. مقتل نوره كعبيه مؤلم ليس فقط لأنها المرأة العاشرة التي قضت هذا العام بيد رجل عنيف في بيئتها، بل لأنها كانت تعيش مع مشروع قاتل، مع رجل مارس العنف ضد كل من حوله خاصة النساء، سجن وعوقب وتم إطلاق سراحه ليفترس ضحية اخرى، كان من الممكن ابقاءه بعيدا عّن البشر، هناك خلف القضبان هو المكان الانسب لرجل يتحدث بيده ويؤذي من حوله ويهدد حياة زوجته واولاده بشكل مرعب ومتواصل. نحن نطالب النيابة العامة والمحكمة ان تجيب على سؤال بسيط جدا، وهو لماذا لم يبق هذا الانسان في السجن واي حبس منزلي كان سينفع معه؟

وتابعت: استهتار منظومة القضاء بحياة النساء سافرة ومهينة ومشينه ولن نقبلها بعد اليوم. الشرطة لا تلقي القبض على قتلة النساء على الاغلب وحين يعترف أحدهم بفعلته ويقع في ايدي الشرطة دون جهد يتم التعامل معه كأنه انسان برأيي وليس قاتل خطير، والاحكام التي تحكم بها المحاكم مخففه ولا تردع احدا. فلا يعاقب الرجل الذي يهدد بالقتل، او الانسان الذي يرعب ويرهب اهل بيته على الدوام، وحتى استخدام العنف بات قضائيا لا يحرك المحاكم كما يجب، فيوجد الدفاع ألف مبرر وسبب لتخفيف العقوبات. لقد سئمنا هذا الاستهتار بِنَا وبحياتنا لذلك اخترنا التظاهر امام مباني القضاء التي لا توفر العدل للنساء ابداً.

كل جانب من جوانب هذه الجريمة البشعة يأكل من لحم ودم واعصاب السامع والمشاهد

ونوهت: اما بالنسبة لجريمة اغتصاب الفتاة في ايلات فإن العقل يرفض استيعاب وتصور الحدث، فكل جانب من جوانب هذه الجريمة البشعة يأكل من لحم ودم واعصاب السامع والمشاهد، الرجل والمرأة على حد سواء، كونها فتاه قاصر، كون الضحية لم تكن بوعيها ولَم تستطع ان تقاوم او تعترض، تدافع الرجال الواحد تلو الاخر لنهش لحمها واختراق جسدها دون رحمة، الحقيقة ان ثلاثين رجلاً كانوا وشاركوا بالهجوم على جسد طفله فاقدة الوعي ولَم يتواجد هناك اي رجل واحد ليوقف هذه الجريمة؟ او يفعل اي شيء ليساعد الضحية، او حتى يسرع لطلب المساعدة اذا لم يستطع هو ان يفعل شيئا؟ كيف يتجمع ثلاثين ضبع امام جسد لا حول له ولا قوة ويشارك الجميع بالوليمة؟

وأضافت ل "بكرا": بشاعة الجريمة حركت آلاف النساء والرجال الاباء والامهات من المجتمع الإسرائيلي والمجتمع من سباتهم وخرجوا للتظاهر والاحتجاج هم ايضا في امكان عديدة ومنها الفندق الذي حدثت به الواقعة الأليمة. للأسف لم نشاهد هذا الحراك امام حوادث القتل والاغتصاب والاعتداء في مجتمعنا، وكم من فتاة وطفله عربية اغتصبت ولَم يعلم بها احد، عندما نملك من الجرأة والقوه كمجتمع ان ننتصر للمرأة المغتصبة او المتحرش بها بدون التشكيك بها او اتهاماتها بما حل بها، عندما نتوقف عن السؤال "كيف تضع هي نفسها في هذا الموقف؟ " وعندما نتوقف عن تربيه الذكور ان كل امر مباح لهم حتى اجساد النساء حولهم، ربما قد نكون فعلا في المسار الصحيح نحو مجتمع أفضل، والى ان نصبح كذلك سنستمر بالعمل النسوي والاحتجاج والتظاهر. فهذه معركة نكون او لا نكون لما نحن النساء في هذا المجتمع.

نعيش في واقع ذكوري ما زالت مفاهيم الفحولة والاغتصاب تستعمل فيه بشكل ايجابي

دكتورة رنا زهر ناشطة اجتماعية وسياسية عقبت قائلة: قبل عدة أيام فقط، وعلى إثر هزيمة برشلونة، تم استعمال كلمات ونعوت مقيتة من عالم الاغتصاب لوصف الهزيمة، بتعليقات لا تخلو من التبجح ببطولة "المغتصب" في هذه الحالة. وقبل سنة تقريبا، تم استقبال الشباب المتهمون بقضية الاغتصاب الجماعي في قبرص كاستقبال "ابطال" من قبل اهاليهم وبعض الجهات الرسمية. وقبل ذلك بفترة وجيزة، تم منح شهادة تقدير للمغني الإسرائيلي ايال جولان من قبل الكنيست، تقديرا له على مساهمته "القومية" ضاربة بعرض الحائط ملفات وشكاوى استغلاله الجنسي لقاصرات، وألانك أن من بادر لهذا التقدير، كانت مجموعة نساء أعضاء كنيست يهوديات. وها نحن نسمع اليوم عم قضية لا يصدقها عقل، اغتصاب فتاة قاصر من ايلات على يد 30 رجلا، للأسف نعيش في واقع ذكوري ما زالت مفاهيم الفحولة والاغتصاب تستعمل فيه بشكل ايجابي لوصف القوة والجاذبية والبطولة، وما زال يرعى ثقافة الاغتصاب بشكل غير مباشر. علينا أن نعي لاستعمالنا للغة فهي انعكاس لفكرنا. وباللغة ايضا نحارب الواقع. فانتبهوا لتعابيركم. انتبهوا لتربية اطفالكم واولادكم بالذات. لا بطولة ولا قوة ولا شرف في الاغتصاب. انها جريمة بكل ما بالكلمة من معنى. لا تربوا مجرمين تحت مفاهيم الهيمنة والقوة.

الاغتصاب جريمة، التحرش جريمة

نائلة عواد مديرة جمعية "نساء ضد العنف" نوهت: تقاعس الجهاز القضائي مهّدَ لجريمة قتل نورة كعبية ويمهد للجرائم القادمة مسؤوليتنا جميعا منع الجريمة القادمة بكل اسف قرار القضاء في المحكمة بتحويل شخص عنيف مجرم لحبس منزلي وهم على دراية بخطورته ساهم بمقتل نورة وعلى هذا الجهاز والقاضي بهذه القضية تحمل المسؤولية في عدم منع الجريمة التي راحت ضحيتها نورة ، يجب ملاحقة من كان شريك ومحاسبته، قضية نورة وبكل اسف هي قضية العديد من النساء اللاتي تتعرضن للعنف وحياتهن في خطر ولا تجدن من يحميهن او من يقوم بواجبه المهني بضمير ومسؤولية ومهنية. لذلك نتظاهر امام المحكمة يوم الاثنين بالناصرة لنندٌد بسياسات التقاعس وسياسات الاجحاف وعدم حماية النساء المعنفات، نقف لنرفع صوتنا ضد المجتمعات الذكورية التي تشرعن العنف والاغتصاب وتستهزأ بمشاعر طفلة تغتصب على يد 30 مجرم مغتصب من خلال نشر مناشير ونكات مهينة مستفزة غير إنسانية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]