تبرز في الاونة الاخيرة عدد من الاعلانات التسويقية الرقمية على صفحات الفيسبوك تدعوا المواطنين الي التبيلغ عن تجمهر معين او اعراس في مسعى لمحاربة فايروس كورونا كطريقة ناجعة اتبعتها دول عديدة اذ قام المواطنون بالتبليغ عن بعضهم البعض، الا ان ذلك في المجتمع العربي في اسرائيل يشكل حساسية بالغة فما بين استفحال الفايروس في بلدات عديدة صنفت بالحمراء بسبب عدم التزامها بالتعليمات واجراء الاعراس وما بين عملية التبليغ للشرطة الاسرائلية والسلطات المختصة التي ستنتهز الفرصة وتحرر مخالفات لربما من اعتبارات سياسية قومية لمنع انتشار كورونا يقف المواطن العربي عاجز..

سياسة التبليغ لا تليق بمجتمع يسعى للنهوض

جودة عيد محاضر في علم الاجتماع قال: ليس من المفروض ان تكون الاعراس موجودة في هذه المرحلة. بل يجب ان يكون هنالك مسؤولية مجتمعية واحترام لافراد المجتمع واقتصار العرس على العائلة الضيقة والالتزام بالتعليمات.

ونوه: سياسة التبليغ لا تليق بمجتمع يسعى للنهوض فيها الكثير من التعامل غير الصحيح والفساد من ناحية اجتماعية. على السلطات ان تبني جهاز رقابة توافقي من جهة ويناسب الحالة. وليس جهاز فساد او تبليغ. وبالاساس المسؤولية تقع على افراد المجتمع نفسه في التقليل والالتزام والتعاون من اجل دحر الوباء

اذا لم نقم بثورة وصحوة فالفرح سيتحول الى ترح

عبدالهادي خروب - مستشار تنظيمي وخبير في علم النفس والمجتمع قال: وضع الكورونا في مجتمعنا العربي على كف عفريت . المعطيات مقلقة وعدم الالتزام الفردي والجماعي غير موجود. في الموجة الاولى مجتمعنا كان اكثر التزام وذلك ترجم في المعطيات. في الصيف وفترة الاعياد بدأت الكورونا تنتشر كالنار في الهشيم وذلك بسبب الاعراس وبيوت العزاء. والاستخفاف وتبني نظرية الانكار والمؤامرة . نحن بحاجة الى استفاقة وتوعية مجتمعية تحتم علينا الغاء الاعراس والتجمعات. لعل وعسى نستطيع التعايش مع ظروف الكورونا ونمارس حياتنا اليومية. المسؤولية الفردية والمجتمعية تقع علينا جميعا. اذا لم نقم بثورة وصحوة فالفرح سيتحول الى ترح وسنبكي على اطلال استهتارنا وتهاوننا.

ولذلك يجب على الجميع ان يتحملوا المسؤولية

الناشط الاجتماعي راني حسن قال: الكورونا وباء والكلام هباء !!! مع الاسف مجتمعنا العربي يتصدر قوائم البلدات الحمراء وفق معايير مسؤول ملف الكورونا چامزو ، والذي وصف حال مجتمعنا بالخطير جدا والذي قال عنه بانه شبيه بالانفجار ، طبعا هذا الوضع له سببين رئيسيين الاول : يعود لعدم ايمان غالبية ابناء المجتمع العربي بخطر هذا الڤايروس والذي اثبت بانه خطير جدا لاصحاب الامراض المزمنة وكبار السن، وقد ادى الى الوفاة في كثير من الحالات، ثانيا : طبيعة العلاقات الاجتماعية والروابط القوية بين الناس كالزيارات المتبادلة وعدم التقيد بالتقييدات والتباعد الاجتماعي في المناسبات، وهنا اخص بالذكر الاعراس التي يجتمع بها اعداد كبيرة من الناس تصل الى مئات الاشخاص في مكان صغير ودون وضع كمامات او الالتزام بالتباعد حسب تعليمات وزارة الصحة، اذا فالمسالة مسالة عدم وعي لمخاطر هذا الوياء او حتى نكران وجوده عند البعض، يضاف الى ذلك عدم المتابعة من قبل المسؤولين والتراخي في تنفيذ هذه التقييدات، والتي يجب ان تكون ملزمة للجميع خاصة واننا اثبتنا انه باستطاعتنا الحفاظ على القواعد لقلب الصورة والنتائج ايجابا كما فعلنا بالموجة الاولى، ولذلك يجب على الجميع ان يتحملوا المسؤولية تجاه انفسهم وتجاه غيرهم خاصة وانه اذا تم اغلاق القرى والمدن العربية الموبوئة المصنفة بالحمراء فاننا سنرفع من نسبة المصابين وايضا سنضر باقتصادنا اعمالنا وسير عمل مؤسساتنا التعليمية ، المتاخرة اصلا مقارنة بالمؤسسات بالمجتمع اليهودي ولهذا الامر ستكون نتائج كارثية على المستوى الصحي ، التعليمي والاقتصادي ، الجانب التوعوي وفرض التقييدات من قبل المسؤولين بتغريم المخالفين قد يشكلان الحل الانسب في هذه المرحلة ، على امل ان نتخطى هذه الازمة باقل الخسائر والاضرار ، وحتى القيام بهذه الخطوات سيبقى الكلام هباء ودون فائدة وسيذهب ادراج الرياح .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]