وصف الكاتب والمحلل السياسي الخبير في العلاقات الدولية، د. حسين الديك، القاطن في ستانفورد - كاليفورنيا، اتفاق السلام بين اسرائيل والمغرب بالـ"هدية المجانية" التي يقدمها دونالد ترامب لبنيامين نتنياهو.

وقال في حديث مع "بكرا": يأتي هذا الاتفاق في مرحلة هامة لرئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو وهو استنجد بصديقه وحليفه، الرئيس الامريكي، دونالد ترامب الذي قام بتقديم هدية مجانية وقد تعتبر اخر هدايا الرئيس لحليفه نتنياهو.

وزاد الديك: الان ترامب في اخر ايامه وتقريبا 40 يومًا على مغادرة البيت الأبيض واعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية مقابل ان تقوم الرباط باعادة العلاقات وفتح سفارات مع تل ابيب وهنا ظهر نتنياهو امام الجمهور الاسرائيلي بانه قائد سياسي محنك استطاع تحقيق ما عجز عنه رؤساء الوزراء السابقين.

وأوضح ان: قد يحسن هذا الاتفاق وضع نتنياهو الداخلي، ولكنه ليس كافيا.في السابق كانت تعتبر الولايات المتحدة، ان الصحراء الغربية هي اراضي متنازع عليها بين المغرب وجبهة البليساريو، ولكن اليوم اعترف ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية وهذا تطور في الموقف الامريكي، مقابل ان تقوم الرباط باعادة العلاقات مع تل ابيب وتبادل السفراء وما الى ذلك.

انفتاح

وحول اتفاقيات السلام مع اسرائيل، قال: نعم هناك حالة في المجتمع العربي في الشرق الاوسط نحو الانفتاح مع دولة اسرائيل وهناك حلفاء للمغرب، قاموا بفتح علاقات وقنصليات مثل المغرب والبحرين والامارات والسودان فالمغرب تسير في هذا الركب.

وعن دور الجزائر في الموضوع، قال: أيضا يأتي هذا الموقف في اطار المناكفات السياسية الاقليمية والدولية وكانت هناك ضغوطات امريكية على الجزائر بعد الثورة وبعد تغيير السياسة الذي حصل ، بفتح علاقات مع اسرائيل ولكن كان هناك رفض جزائري شعبي ورسمي.

وشدّد على ان: في ظل هذا الرفض الجزائري، ذهبت الولايات المتحدة الامريكية لتقديم هذه الهدية المجانية للمملكة المغربية بالاعتراف بسيادتها على الصحراء الغربية ونحن نعلم ان موقف الجزائر داعم لجبهة البليساريو ولاستقلال الصحراء عن المملكة المغربية.

وتابع: هنا يصبح الموقف الجزائري هو الموقف الأضعف وموقف الجبهة تغير كبير وقوي في الموقف الامريكية ونعلم ان هذا الاعتراف، قوّى الموقف المغربي ان الصحراء الغربية هي جزء من التراب المغربي وان الحل الوحيد في هذه الصحراء هو الحكم الذاتي لاهالي الصحراء الغربية.

الاعتدال العربي

كما أسهب المحلل في حديثه قائلا: يأتي هذا الاتفاق نحو التوجه العربي في الشرق الأوسط ودول ما يسمى بـ"دول الاعتدال العربي" نحو اقامة علاقات مع اسرائيل وهناك علاقات تاريخية في السابق ما بين دولة اسرائيل والمملكة المغربية والكثير من اليهود المغاربة الموجودين في اسرائيل.

وفي ردّه على سؤالنا بخصوص الفائدة من وراء اتفاقية اسرائيل - المغرب، أجاب: يصبّ هذا الاتفاق في مصلحة رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو اولا ويأتي هذا الاتفاق كجزء من التوجه العام في الشرق الاوسط نحو الانفتاح على اسرائيل واقامة علاقات تجارية ودبلوماسية واقتصادية معه.ومن ناحية ثالثة يأتي الاتفاق كتدفيع ثمن للموقف الجزائري الرافض لفتح علاقات مع اسرائيل وتبادل سفارات وقنصليات. ونحن نعلم ان هناك خلافات بين المغرب والجزائر منذ عقود طويلة حول موضوع الصحراء والعلاقات المقطوعة بين البلدين. هناك اصطفافات في الشرق الاوسط ما بين الدول التي تسير نحو تحقيق السلام وفتح علاقات مع اسرائيل في مواجهة النفوذ الايرانية والموقف الاخر الذي يمثل ايران ويرفض هذا التوجه في سوريا ولبنان وايران وغيرها من الدول.

تجاوز

واختتم حديثه: هذا الاتفاق سيخدم دولة اسرائيل بالدرجة الاولى على حساب الحقوق الثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني ويعد تجاوز لمبادرة السلام العربية في عام 2002 والمبادرة السعودية للسلام.يعدّ الاتفاق نوع من الاصطفافات الجديدة وهو يضعف الموقف الاخر، موقف الدول الرافضة لاقامة علاقات مع اسرائيل ويصب في الدرجة الاولى في صالح رئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]