لم تنقطع صلة المغرب بمواطنيه من معتنقي الديانة اليهودية، رغم هجرة أغلبهم. إذ ظلوا يتوافدون بشكل مستمر على المملكة، خلال المناسبات الدينية اليهودية، من أجل إحياء طقوسهم الدينية وزيارة المزارات اليهودية والمقابر وغيرها.

وفي كل سنة، في مناسبات عديدة، يتوافد اليهود المغاربة على مدن مراكش وتارودانت والصويرة وغيرها، لإحياء صلة الوصل مع بلدهم الأصلي، الذي لم يدخر جهدا في صيانة التراث اليهودي، بأوامر من الملك محمد السادس.

اهتمام المغرب بالتراث الروحي والثقافي اليهودي لا يتجلى فقط في الجانب المادي من ترميم وصيانة، بل من خلال إعطاء إشارات رمزية إلى أن الدولة تضع هذا التراث على نفس الدرجة من الأهمية التي توليها للتراث الإسلامي.

ففي سنة 2016 زار الملك محمد السادس، في وقت متزامن، المعبد اليهودي “التيدغي” وضريح سيدي علال القيرواني بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، بعد إخضاعهما للترميم. وقبل ذلك في سنة 2013، شهد افتتاح المعبد اليهودي “صلاة الفاسيين” حضور مستشار الملك أندريه أزولاي، ورئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران.

وعزز المغرب عنايته بالتراث اليهودي من خلال تنصيص دستور المملكة، لأول مرة، في سنة 2011، على كون المكون العبري رافدا من روافد الثقافة المغربية.

وخلال افتتاح معبد “صلاة الفاسيين” بفاس، قال مستشار الملك أندريه أزولاي إن تدشين هذا المعبد “يشكل تجسيدا لقوة المغرب ولدستوره الذي حدد خارطة طريق لنقاوم النسيان وفقدان الذاكرة”.

معابد ومزارات 

وما زالت عدد من المدن المغربية تحتضن معابد ومزارات يهودية، وخلال السنوات الأخيرة تكثفت أعمال إعادة ترميمها وتأهيلها، إما من طرف الدولة المغربية، أو بمساهمة مؤسسات وشخصيات يهودية.

وتعدّ مدينة الصويرة من أبرز المدن التي تضم عددا من معالم التراث اليهودي، وقد مكّن إيلاء المغرب أهمية لهذا التراث من جعل اليهود من أصل مغربي يحجون إلى الصويرة، خاصة في موسم “الهيلولة”، الذي ينظم يوم 26 شتنبر من كل سنة.

ويمثل تواجد معالم التراث الروحي والثقافي اليهودي، من معابد ومقابر ومزارات، جنبا إلى جنب مع الأماكن الروحية للمسلمين، رمزا من رموز التعايش في المغرب، تحت رعاية عاهل البلاد، الذي سبق له أن أكد بأنه أمير لجميع المؤمنين من أتباع الديانات السماوية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]