الانتخابات تقترب وما زالت القيادات السياسية والأحزاب العربية واليهودية تتخبط في ظل مرحلة الضبابية وعدم الوضوح مسيطرون عليها، تضاف اليها ازمة الكورونا وتتبعها أزمات اقتصادية متتالية.

المشتركة يجب ان تخوض الانتخابات موحده وللمرة الاخيرة

د. ثابت أبو راس ناشط ومحلل سياسي قال ل "بكرا": الخارطة الحزبية الإسرائيلية عشية الانتخابات التي ستجري في مارس- اذار القادم هي انعكاس لوضع سياسي غير مستتب في السنوات الاخيرة. وأكثر ملامح عدم الاستقرار هذا هو اجراء انتخابات رابعه خلال سنتين.
وأضاف ل "بكرا": بالرغم من ان التحديات التي تواجه المجتمع الاسرائيلي كثيره وجديه وعلى راسها الاقتصاد المتدهور وازمة الكورونا الا ان معركة الانتخابات هذه، مثل التي سبقتها، تدور حول شخصية بيبي نتنياهو وملفاته وقيادته. لقد استطاع نتنياهو ان يتخاصم ليس فقط مع حلفاءه التقليديين من اليمين بل ايضا مع قيادات في حزبه الليكود الذي دعمه كليا حتى الان. ان استقالة ساعر من حزب الليكود واقامة حزب جديد لمنافسة نتنياهو تنذر ان الطوق وحصار نتنياهو يتسع وان حقبته السياسية قريبة من الانتهاء.
ونوه: في المركز واليسار الصهيوني هناك محاولات لترميم ما خلفه غانتس وحزب كحول لفان من دمار. رئيس بلدية تل ابيب حولدئي يعطي الاحساس انه قادر على بناء يسار صهيوني جديد الامر الذي سيمحو حزب العمل ويهدد استمرار حزب ميرتس. الاوضاع في القائمة المشتركة لا تبشر في الخير حتى الان. الاحزاب، وخاصة القائمة العربية الموحدة، تتمسك بمواقفها الامر الذي يصعب استمرارها. ان تفكك القائمة المشتركة سيؤدي الى هبوط في نسبة المصوتين العرب بالرغم وبشكل عام من النشاط البارز لأعضاء الكنيست فيها.
ونوه: القائمة المشتركة يجب ان تخوض الانتخابات موحده وللمرة الاخيرة. هناك حاجة الى توجيه النقاش والدعاية الى الامور المهمة للمواطن العربي بدل التراشق والاتهامات المتبادلة. المشتركة تستطيع الخروج ايضا من أزمتها بطرحها لتوجه جديد وهو التعامل مع الشارع اليهودي والاحزاب الصهيونية وبشفافية.

غياب برنامج نضالي

وأشار الخبير في الشؤون السياسية عبد اللطيف حصري ل "بكرا": الأزمة الحقيقية ليست في تشظي المركز واليسار، ولا في انقسامات اليمين، وانما بانعدام الأفق السياسي والاقتصادي أمام القوى السياسية الفاعلة على الساحة الاسرائيلية. أحزاب اليمين واليمين المتطرف غير قادرة على تجاوز نتنياهو، وغدت ملفات فساده محور منافسة على الحكم، فلا الأزمة الاقتصادية ولا الاحتلال وصدام المشروع الصهيوني بطموحات الشعب الفلسطيني، تشكل هاجسا لهذه القوى. وفي يسار ومركز الخارطة ما زالت السمة الأبرز هي الهروب من استحقاق الحل، فمنذ مقولة باراك "لا يوجد شريك فلسطيني للسلام" ومراوحته المستمرة في هذه الدوامة، فقد اليسار والمركز فرصته التاريخية لتشكيل بديل حقيقي لحكم اليمين.

ورأى ان المشهد العربي لا يقل سوءً، فالقائمة المشتركة لم تعد مشتركة كما نتصور، وليس فقط لتباين المواقف السياسية والايديولوجية بين مركباتها، فبغياب برنامج نضالي مشترك ملزم لجميع المركبات، الى جانب سلوكيات لفظها المجتمع الفلسطيني باندثار روابط القرى وقوائم العكاكيز المرتبطة بأحزاب السلطة، لا أرى امكانية واقعية لإعادة كسب ثقة الجماهير وتكرار انجاز الانتخابات الماضية. الفرز بالمجتمع العربي ليس فقط على خلفية علمانية ودينية، فهناك فرز أيديولوجي بين يسار ويمين، ومن حق المواطن العربي الاختيار والادلاء بصوته حسب قناعته الايديولوجية والفكرية.


انفصال المشتركة يقلل التمثيل العربي الى حد كبير

الباحث الاكاديمي والناشط السياسي راني حسن عقب بدوره قائلا: التوقعات المرتقبة للانتخابات القادمة ال24 على ما يبدو لا تبشر خيرا ببقاء القائمة المشتركة جسما موحدا للأحزاب الاربعة، خاصة وان حالة تراشق الاتهامات بين مركباتها ما زال حاضرا على المشهد الحزبي والقيادي وبالتحديد بين حزب الجبهة من ناحية والقائمة العربية الموحدة وكوادرها، فكلاهما يحملان الواحد للآخر المسؤولية لتدني التأييد الواضح للقائمة المشتركة والتي حسب استطلاعات الرأي لن تتجاوز به المشتركة اكثر من 11 مقعد بأفضل الحالات.
وأضاف موضحا: اما اذا انفصلت مركباتها فاعتقد ان التمثيل العربي لهذه الاحزاب لن يتعد العشرة مقاعد كحد اعلى ، لذلك اليوم نجد ان هنالك من ينادي بالتعقل وعدم المناكفة وخاصة في الاعلام من اجل رأب التصدعات وطرح المشتركة كجسم جامع يحمي الاقلية العربية ومصالحها، اعتقد ان هذه المحاولات ستبوء بالفشل خاصة وان النهج الذي ينتهجه قياديي هذه الاحزاب هو نهج تصعيدي استعلائي واقصائي من قبل هذه القيادات، وعلى سبيل المثال لا الحصر مطالبة النائب السابق ابو عرار بترأس القائمة المشتركة اذا استمرت وبالمقابل تصريحات النائب مطانس شحادة بانه لن يجلس بقائمة يكون فيها عباس منصور اضافة لتصريحات النارية للنائب السابق والقيادي بالحزب الشيوعي الاسرائيلي عصام مخول تجاه منصور عباس ونهجه.
وأضاف قائلا: كل هذه المعطيات تشير الى تفكك حتمي لهذه القائمة باعتقادي وكل محاولات المصالحة لن تأتي ثمارها واعتقد انه من الافضل فض هذه الشراكة المزيفة اصلا وذهاب كل الاحزاب العربية بمفردها لتحتكم الى نبض الجماهير وتطلعاته، اخيرا اجزم انه اذا تم تخفيض نسبة الحسم مسألة المشاركة تحت قائمة واحدة ستحسم تجاه الانقسام وعدم خوض الانتخابات كقائمة مشتركة.

ما زلنا نشهد حالة من عدم الاستقرار في الخارطة السياسية

الناشط السياسي سمير برانسي قال بدوره ل "بكرا": ما زلنا نشهد حالة من عدم الاستقرار في الخارطة السياسية بكل ما يتعلق بالحكم في إسرائيل وهي حالة مستمرة منذ أكثر من سنتين إلا أن الثابت في هذه الحالة هو انتصار اليمين بشكل حاسم وتلاشي ما سمي باليسار عن الخارطة تماما وهو ما لم تشهده الدولة العبرية منذ تأسيسها. الجولة الانتخابية الرابعة خلال سنتين ستحمل معها اختفاء هذا اليسار بشكل رسمي.
وتابع: أما على الساحة الحزبية العربية في الداخل فالتغيرات حملت معها بشارة ولادة القائمة المشتركة كبداية لجسم جامع يحوي مشارب مجتمعنا السياسية المختلفة فدعمها شعبنا بقوة وبشكل غير مسبوق أيضا إلا أن أداء قيادات هذه القائمة اتسم بالمراهقة السياسية مما قد ينعكس سلبا على تمثيلها في الجولة الانتخابية القادمة.
وختاما قال: أتوقع بقاء نتن ياهو رئيسا للحكومة القادمة أيضًا بسبب غياب بديل قوي يثق به الجمهور الاسرائيلي كما أتوقع تراجعًا طفيفًا في تمثيل القائمة المشتركة بسبب خسارة رهانات قياداتها، تلك التي راهنت على جنرال الحرب غانتس فأوصت عليه وخابت وتلك التي راهنت على نتن ياهو فاستغلها ورماها فخابت.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]