أظهرت المعطيات التي نشرتها الشرطة حول مخالفات وغرامات الكورونا، أن معظم المخالفات تم تحريرها في البلدات العربية، رغم أن الفوضى ووتيرة الانتشار في مدن اليهود المتدينين مثلا أكثر بكثير من البلدات العربية.

وأشارت المعطيات إلى أنه منذ بداية الإغلاق المشدد، حررت الشرطة 26 مخالفة لكل عشرة آلاف نسمة في المجتمع المتدين و58.6 مخالفة لكل عشرة آلاف نسمة لدى اليهود غير المتدينين، و80 مخالفة لكل عشرة آلاف نسمة في المجتمع العربي.

علينا ان نسير وفق القانون وان نلتزم ونتحمل المسؤولية. وبعدها نتهم الشرطة والحكومة بالعنصرية

من بين البلدات التي برز فيها عدد ضخم من مخالفات الكورونا هي مدينة قلنسوة حيث قال رئيس البلدية عبد الباسط سلامة ل "بكرا": وضع قلنسوة خاص بكل النواحي موقعها الجغرافي الأشخاص الذين يعملون بها معظمهم يعملون اجيرين ووضعهم الاقتصادي صعب جدا، وأهالي قلنسوة يعانون من الضجر ولم يعودوا يهتمون بأي امر بالرغم من الارشادات والاعلان الا انه لا اعلم لماذا أصبحت حياة الانسان في الآونة الأخيرة رخيصة علما ان اغلى ما نملك هو الصحة واليوم يدور حديثنا نحو وضع خطير يهاجمنا ولكن نحن نستهتر، ولا نلتزم بالإرشادات، اما بالنسبة للمخالفات فان المواطنين لديهم لا مبالاة وبالتالي انا ادعم الشرطة في مخالفاتها، نحن فقدنا الاخلاق والقيم والاحترام.

ونوه: انا لا ابرئ الشرطة، ولكن ثقافتنا وحضارتنا هي من ترفعنا، هناك شبان بجيل 18 عاما يحملون الأسلحة انا احمل الشرطة المسؤولية بالعقاب لا اريد ان أقول ان المخالفات عادلة ولكن يجب ان نلتزم نحن بالقانون وان نحافظ على حياتنا، وللأسف انا مستاء جدا مما يحصل لأنني أرى ما يحصل الوضع يتدهور وانا اتأمل ان يتغير وعلينا ان نسير وفق القانون وان نلتزم ونتحمل المسؤولية. وان ندعم مفهومنا ثقافتنا وحضارتنا وبعدها نتهم الشرطة والحكومة بالعنصرية

تطبيق القانون يسري على الجميع وليس فقط على المجتمع العربي

احمد الشيخ مدير جمعية الجليل وعضو في الهيئة العربية للطوارئ قال في هذا الصدد حيث كان له رأيا مغايرا: مجتمعنا مجتمع ضعيف ويعاني ومهمش وكل قضية دخول الشرطة وتوزيع المخالفات لا يوجد بها أي عدل بحق مجتمعنا، تطبيق القانون يسري على الجميع وليس فقط على المجتمع العربي ولكن الاغلاقات التي حدثت في البلدات اليهودية والمتدينة لم يكن محكم وكان واضح ان هناك تحركات داخل البلدة لذلك كان يجب ان يطبق القانون بمعايير متساوية على الجميع وانا ادعم تطبيق القانون بما يتعلق بالأعراس المناسبات الاجتماعية التجول ولبس الكمامة انا مع الالتزام ولكن الالتزام بشكل مساوي بين كل فئات المجتمع لأننا ندخل من اغلاق الى اخر وليس بسبب المجتمع العربي وانما بسبب تفشي المرض على مستوى البلاد عموما وخاصة المجتمع اليهودي المتدين، وغريب ان نجد ان تطبيق القانون وتوزيع المخالفات في المجتمع اليهودي بنسبة 2% فقط بينما عند العرب تصل الى 15% وبعض البلدات يصل الى 25%، هناك امر غير عادي والتخبطات الحكومية في اتخاذ القرارات وتغييرها بسرعة يؤدي الى عدم ثقة عند المواطن لذلك فانه يخرج ويتجول، ولا يتم وضع محطات تفتيش على مداخل القرى العربية والحكومة لا تتصرف بصرامة بتطبيق القانون وتطبقه بشكل مهين في المجتمع العربي.

ونوه: 35% من المخالفات أي ثلث المخالفات كانت من المجتمع العربي أي ما يقارب 60 مليون شيكل وهو امر مخيف أي انه في بعض البلدات واحد من بين خمسة اشخاص حصل على مخالفة وهي نسبة عالية جدا، يجب ان نسأل انفسنا لماذا المجتمع العربي وأين دور الحكومة والوزارات، وانا اعلم ان هناك تنظيمات لإلغاء هذه المخالفات في البلدات ولكن اعتقد انه يجب ان يكون الامر أوسع وشكاوي جماعية بهذا الخصوص، المواطن يفضل في النهاية دفع المخالفة لذلك على الجمعيات الحقوقية ان تعمل على الموضوع ونحن في الهيئة العربية للطوارئ سنتواصل مع المؤسسات ونفحص إمكانية التوجه باسم المجتمع العربي بما يتعلق بهذه المخالفات

نسب مخالفات مرتفعة لدى العرب مقارنة باليهود المتدينين

لنا ورور مديرة جمعية مناهضة العنصرية قالت في هذا السياق ل "بكرا": المعطيات التي نشرت تدل على سياسة واضحة بكل ما يخص تطبيق القوانين الخاصة بالكورونا حيث ان النسب المرتفعة لتحرير المخالفات في المدن والقرى العربية، مقارنة بالمدن اليهودية والمتدينين اليهود تشير الى تساهل واضح مع هذه الشريحة. في ذات الوقت تدل المعطيات على ازدياد عدد المرضى في هذه المدن بينما يدفع المجتمع اجمع ثمن عدم تطبيق القوانين فيها.

ونوهت: من المهم التشديد على انه علينا ان نهدف وندعو الى تطبيق القانون بدون اي تفرقة، لمصلحة المجتمع وسلامته. الا ان التطبيق المميز يؤدي الى تعميق الشعور بالاستهداف الواضح للشارع العربي والى الاعتبارات الخارجية التي تسيير الحكومة والتي لا تمت بصلة لاعتبار صحة المجتمع. من الجدير ان نذكر ايضا ان نسبة عالية من المخالفات التي تم تحريرها بالشارع العربي غير قانونية وعشوائية.

الشرطة تطبق القانون دون تحيز

"بكرا" بدوره توجه الى الشرطة وطلب تعقيب حيث قال وسيم بدر الناطق بلسان الشرطة لوسائل الاعلام العربية: تقوم الشرطة بتطبيق انظمة الكورونا بشكل عادل ومتساو دون تحيز وبغض النظر عن هوية المخالف أو انتمائه. تطبق الشرطة التعليمات بشكل مركز وموضوعي في جميع الاماكن والمقارنة بين عدد المخالفات والازدياد بعدد الاصابات غير صحيحة حيث أنها تتأثر بالكثافة السكانية والجوانب الديموغرافية وعدة عوامل أخرى.

وتابع: بما يتعلق بكمية تطبيق القانون في الجانب الإحصائي وتحليلها, لا يتم تطبيق التعليمات بشكل انتقائيًا ، بل هو موضوعي ومدعوم بالبينات. على سبيل المثال تبلغ نسبة اليهود المتشددين دينيا 13٪ من إجمالي السكان، بينما تبلغ نسبة البالغين منهم 9٪ فقط من إجمالي السكان. يجب مقارنة هذه النسبة بباقي المجتمعات وفق كمية المخالفات حيث يتبين انه لا يوجد فروق كما يدعي البعض.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]