تشهد المعركة الانتخابية اليوم، خاصة بين الأحزاب العربيّة، وانشقاق القائمة الموحدة، تشهد سجالا وصل إلى حد الاتهامات المتبادلة، الأمر الذي زاد من حالة الاغتراب بين الشارع الفلسطيني وبين قيادته، مما استدعى إلى الوقوف عند هذا الموضوع، خاصة وأنّ السجالات دفعت بالكثير من ابناء المجتمع إلى اتخاذ قرار بعدم المشاركة في الانتخابات القريبة، علما أنّ أوسع مشاركة قد تعود بالفائدة على الأحزاب المتخاصمة وايضًا تغلب المصلحة العامة على المصلحة الفريدة.

وبدأت المبادرة بعد أنّ كتب النائب السابق والمربي مسعود غنايم على صفحته على الفيسبوك منشورًا دعا إلى التكاتف ولا التناحر، العمل سوية والتكاتف على استقطاب الناخب العربي إلى صناديق الاقتراع. وجاء في منشور النائب السابق غنايم: لسنا أعداء بل أبناء وطن وشعب واحد، قيلت سابقاً ونقولها اليوم وبصوتٍ عالٍ؛ الانتخابات يوم ونحن ابناء شعب ومجتمع واحد كل يوم. نتنافس دون تخوين أو تكفير أو تحريض".

وردًا على المنشور، دعا القيادي الجبهاوي والقائم بأعمال بلدية الطيرة المحامي سامح عراقي إلى ميثاق شرف في التعامل مع المعركة الحاليّة، يلزم كافة الأطراف إلى تحديد مساحات النقاش والعمل على استقطاب الناخب العربي، الأمر الذي حوّل الموضوع إلى مبادرة تعمل على صياغتها لجنة المتابعة واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحليّة.

خطوط حمراء

وحول المبادرة، قال النائب السابق مسعود غنايم: بعد اقسام القائمة المشتركة اصبح وجود قائمتين انتخابيتين أمر واقع ، وهذا قد يكون أمر صحّي اذا كانت المنافسة في حدود التعدد والاختلاف والنقاش الحضاري المحترم ، لكن للأسف ما نشهده هو عكس ذلك ويدعو للقلق فهناك تحريض وتجريح وتشويه شخصي لنواب واحزاب وحركات ، وهناك اتهامات بالتخوين والتكفير وشيطنة كل طرف للآخر ، ما يجري هو منزلق خطير سيؤدي الى تعميق الشرخ والتشرذم في مجتعمنا وقد يؤدي الى حالة خطيرة من الاستقطاب . نحن مجتمع لا تنقصنا الهموم والمشاكل ونعاني العنف والجريمة ومثل هذه النزاعات الانتخابية ستزيد وضعنا سوءً ، ان المنافسة بين القوائم يجب ان تكون حضارية اخلاقية في حدود التعدد والتمايز بين ابناء شعب ووطن واحد ، هذه القوائم يجب ان توجه سهامها نحو الحكومة وسياساتها ونحو الاحزاب الصهيونية وعلى راسها الليكود ونتنياهو ، ان خطاب الكراهية الذي نلمسه عبر وسائل الاتصال الاجتماعي سيؤدي الى احباط الناس وعزوفها عن التصويت وخيبة املها من الاحزاب ومن السياسة .

واختتم: لذلك المطلوب لجم خطاب الكراهية والعداء وكل قائمة تضبط خطابها ومناصريها بوضع خطوط حمراء لا يجوز تعدّيها ، والمطلوب تحرّك نحو صياغة ميثاق شرف ادبي اخلاقي يلتزم به الجميع .

على الخطاب السياسي فليتنافس المتنافسون

بدوره، قال القيادي في الجبهة والقائم بأعمال بلدية الطيرة، سامح العراقي: المرحلة خطيرة ، المؤسسة تُمَيز ضدنا، العنصرية معشعشة في ذهنية المؤسسة ، في ذهنية بعض القوى الصهيونية والتي جزء منها بقمة الوقاحة تأتي "لتسرق " بعض اصواتنا. ان معركتنا امام المؤسسة الصهيونية ، ضد نتنياهو واحزاب السلطة التي تمييز ضدنا .

وأضاف: مساحات نقاشاتنا واختلافنا هي سياسية فقط وفقط سياسية .الاحزاب عليها ان تتنافس في تقديم البرامج السياسية. ان تعرض كل قائمة كيف تريد ان تدير دفة السياسة في السنوات القادمة .

واوضح: الموحدة ومنصور عباس يقترح نهج جديد، هذه دعوة لان يشرح، يعرض، ويقنع في نهجة المتجدد وطريقه الذي يريد ان يسلكه .المشتركة تعرض نهجها التاريخي، نهجها الذي رافق مسيرة البقاء والتطور خلال السبعين سنه ، تقترح ما هي برامجها للسنوات القادمة ، كيف سوف تضع الثقل النوعي لوزننا السياسي في الخارطة الاسرائيلية لتحقيق الانجازات وتطوير بقاءنا وبلداتنا ولصناعة التغيير البينوي في السياسات وان لا نكتفي بفتات ميزانيات !

وأختتم: على هذه فليتنافس المتنافسون، هذه دعوة لان تلتقي قيادات القائمتين ليحددوا مساحات النقاش ، وليحددوا بشكل واضح امام الناس ما هي مساحات النقاش. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]