في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف  الاثنين 3.5.2021، يدخل الصحافي الفلسطيني علاء الريماوي إلى يومه الـ12 بالإضراب عن الطعام بسبب الاعتقال التعسفي الذي تعرضه له من قبل القوات الإسرائيلية يوم 21.4.2020، ولا زال معتقلًا حتى اليوم.

علاء الريماوي يعمل مراسلًا لقناة الجزيرة، وهو أسير أمني سابق، قضى في السجون الإسرائيلية نحو 10 سنوات، بعضها كان بسبب عمله الصحفي، حيث تم اعتقاله عام 2018 عندما كان مديرًا لمكتب قناة "القدس" الفضائية، وقد تم اغلاق مكاتب القناة وقتها، ويقوم علاء مؤخرًا بتغطية الأحداث في الضفة الغربية، منها الاستعدادات للانتخابات التي كان من المزمع أن تجرى قريبًا لولا تأجيلها من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس بسبب عدم سماح إسرائيل بأن تجرى في القدس.

الريماوي أب لخمسة، 3 أولاد وبنتين وزوجته طبيبة اخصائية نساء.

وكانت القوات الإسرائيلية قد اقتحمت منزل علاء الريماوي في البيرة قرب رام الله يوم 21.4 الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وحققوا معه في المنزل ثم اعتقلوه، وأعلن فورًا عن نيته بالإضراب عن الطعام.

وعلمنا من مصدر من العائلة أن علاء تم نقله إلى المستشفى قبل أسبوع، وقد تدهورت حالته الصحية، ثم اعادوه إلى زنزانته في سجن عوفر.

متابعة قانونية 

المحامي خالد الزبارقة، الذي يترافع عن الصحافي الأسير، قال: زرت خالد في الأسبوع الماضي وكانت صحته بوضع سيء، وبالأمس زاره محام زميل، وصحته تزداد سوءً، فالاضراب يؤثر بشكل خطير على صحة الانسان، خاصة وأن علاء خاض إضرابات من قبل وهذا يؤثر على جسده، ويتواجد في السجن بظروف سيئة، في عزل. ولكن الأهم هو "لماذا قرر علاء الريماوي الاضراب عن الطعام؟" والإجابة هي لأن هذا الاعتقال هو اعتقال تعسفي، لا يوجد له أي معنى ولا أي سبب، فوفق التحقيقات التي أجروها معه ووفق مواد الملف، الاعتقال فقط بسبب عمله الصحفي وتغطيته الإعلامية، ولا يوجد أي سبب آخر".

وتابع: الاحتلال يظن بأنه يستطيع أن يؤثر على وعي الفلسطيني وعلى طريقة تحرير الخبر وعلى طريقة التغطية الإعلامية عن طريق القوة والعربدة، لأول مرة أرى نظامًا يدعى أنه نظام قانوني وديمقراطي ويعتمد على المبادئ الأساسي، وفي نفس الوقت ينتهك حرية الصحافية ويعتقل صحفيين.

وأضاف المحامي: إن أول ما قالوه لعلاء بعد اعتقاله "أنت تغطيتك مؤثرة وأنت شخصية مؤثرة لذلك نعتبرك خطيرًا"، أليس من الطبيعي أن يكون الصحافي مؤثرًا؟ إسرائيل تريد من الصحافي الفلسطيني أن يكون صهيونيًا أو أن يكون هامشيًا بلا تأثير أو أن يكون في السجن.

وتابع: في يوم الخميس ستقام جلسة سرية بين المحكمة المخابرات، وهي جلسة ثانية من جلسات التثبيت، شخصيًا أنا على يقين كامل بأن علاء لم يقم بأي شيء مخالف للقانون، لكن لا يمكن توقع قرارات مثل هذه الجلسات، فالمعايير لدى قوى الامن الإسرائيلية ليست معاييرًا قانونية، ولا تتعلق بالقانون بشيء.


وأنهى حديثه بكلمة في اليوم العالمي لحرية الصحافة: أقول أن علاء الريماوي يجسد قضية الصحافي الفلسطيني الذي يعاني من سياسات الاحتلال وتقييد دور الصحافة في الضفة، هذا الاحتلال الذي يحاول حجب الحقيقة عبر حجب الفيديو والصورة والكلمة ومن يقولها أو يصورها، يريد إعادة انتاج الألم الفلسطيني حسب ذوقه ومصالحه، يريد أن يصهين الخطاب العام الفلسطيني، ووصل إلى مرحلة يعتدي فيها على الصحفيين بسبب خوفه من الحقيقة، فالقول يجب أن يواجه ويحاجج بالقول، بالحجة والبيان، ولكن عندما لا يكون هنالك ما يقال ومن أجل تغييب الحقيقة، يتم استخدام القوة، كما حصل مع علاء الريماوي.

لجنة حماية الصحافيين

بدورها، لجنة حماية الصحافيين في نيويورك طالب اسرائيل بالافراج الفوري عن علاء الريماوي.

وفي وقت سابق أعلن إعلاميون فلسطينيون، ، اقتصار إفطارهم الرمضاني على الماء والملح، وذلك تضامنًا مع زميليهم علاء الريماوي، ونشروا تسجيلا مصورا عبروا فيه عن تضامنهم مع الصحفي علاء الريماوي، الذي اعتقله الجيش الإسرائيلي الأربعاء وأعلن إضرابه عن الطعام.
وأوضح إعلاميون مشاركون في الحملة، أن الإفطار على الماء والملح أقل أشكال التضامن مع زميلهم المعتقل بسبب عمله الصحافي.

ووفق توثيق مركز "مدى" للحريات الإعلامية (غير حكومي) فإن الجيش الإسرائيلي والمستوطنين "ارتكبوا ما مجموعه 15 اعتداء ضد الحريات الإعلامية والطواقم الصحفية" في فلسطين خلال آذار/ مارس الماضي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]