تتفاوت ردود فعل السياسيين والمحللين في اسرائيل حول مدى صمود الحكومة الاسرائيلية الجديدة في وجه التحديات وفي ظل التناقضات الايدلوجية بين مركباتها. وتؤدي الحكومة الجديدة، اليوم، القسم الدستوري امام الهيئة العامة للكنيست الـ24. فهل ستشهد اسرائيل انتخابات خامسة قريبا؟ ام ان هذه الحكومة ستصمد رغم التناقضات؟
 

د. ثابت ابو راس لبكرا: الحكومة الجديدة جاءت بهدف واضح من اجل انهاء حكم نتنياهو 

وقال المحلل السياسي د. ثابت ابو راس لبكرا: الحكومة الجديدة والتي سيتم عليها التصويت اليوم هي حكومة "انتقالية" وجاءت بهدف واضح من اجل انهاء حكم نتنياهو الممتد على اكثر من ١٢ سنة.



وتابع: هي حكومة بدون خط ايدولوجي واحد ومتماسك بل هناك ايديولوجيات متناقضة. هذه الحكومة لن تتخذ قرارات كبيرة ومؤثرة على المجتمع الاسرائيلي.


وأوضح أبو راس: ستكون حكومة تسيير اعمال وعلى راس ذلك اقرار ميزانية للدولة حيث اقرت الميزانية الاخيرة في العام ٢٠١٧. لهذا السبب عمر هذه الحكومة لن يطول وانا اعتقد ان قيادات الاحزاب تدرك ذلك.


واختتم حديثه: ومع كل هذا هناك امور جديدة لا يمكن الاغفال عنها وعلى راسها ان حزبا عربيا سيكون مركب في الحكومة القادمة. ايضا هناك عامل اخر الذي سيؤثر على استمرار هذه الحكومة وهو قوة ومثابرة المعارضة الكبرى ايضا حيث ترتكز الحكومة على ٦١ عضو كنيست فقط. استمرار نتانياهو في العمل السياسي وكزعيم للمعارضة سيبقى الحكومة متوحده وممكن ان تساعد على اطالة عمرها.
 

زيدان بدران لبكرا: ان التحالف بين احزاب اليسار واحزاب اليمين يُعد سابقة سياسية 

وبدوره، قال المحلل السياسي زيدان بدران لبكرا: ان التحالف بين احزاب اليسار واحزاب اليمين يُعد سابقة سياسية ، وعدا عن ذلك افرزت نوع جديد من التحالفات السياسية وافرزت نهج جديد لرئاسة الحكومة وهو ليس بشرط ان يكون الحزب الاكبر هو من يتولى رئاسة الحكومة
حسب اعتقادي ان هذه الحكومة ستعمر لمدة طويلة لانه هدفها كان الاطاحة في نتنياهو وليس في الليكود.


مادام هناك اتفاق بأن نتنياهو يجب ان يكون بعيداً عن كرسي رئاسة الحكومة ستكون هذه الحكومة مترابطة ومتشابكة وعدا عن ذلك يتعلق في الاسس والمبادئ التي تم التوقيع عليها من قبل احزاب الائتلاف ويتعلق في الضغط على كل من ساعر ومن نفتالي بينت من قبل المصوتين لهم وكذلك يتعلق في التكتيك الذي سيلعبه الليكود والاحزاب المتطرفة حيث سيقوم كل منهم طرح قوانين تتعلق في القدس والضفة وحسب مبادئ حزب يمينا في رئاسة نفتالي بنت وحسب مبادئ چدعون ساعر بحيث سيكون كليهما تحت المحك امام الليكود وامام المصوتين.


واختتم حديثه: تأثير الاحزاب العربية سيكون فقط في حالة سن قوانين تتعارض مع مبادئهم فقط ولن يصوتوا في حجب الثقة عن الحكومة مع الليكود او مع بن چفير وسموترتش وحسب رأيي عُمر هذه الحكومة يتعلق في التكتيك والاستراتيجية التي سيتبعها الليكود والاحزاب اليمينية المتطرفه وليس نتنياهو.

 

محمد دراوشة: توقعاتي ان هذه الحكومة ستصمد حتى نهاية عام 2022، وسيكون امتحانها الاساسي اقرار ميزانية العام 2023

وقال المحلل السياسي محمد دراوشة لبكرا: توقعاتي ان هذه الحكومة ستصمد حتى نهاية عام 2022 على الأقل، وسيكون امتحانها الاساسي اقرار ميزانية العام ٢.٢٣، فاذا تخطته، فبامكانها الاستمرار لسنة اضافية على الاقل.

وتابع: غالبية مركبات هذه الحكومة تخشى ان تخسر في انتخابات قريبة، لذلك سيفضلون التقدم ببعض الانجازات، خاصةً الاقتصادية والاجتماعية، ليبتوا انفسهم من جديد قبيل انتخابات عتيدة.


وأضاف: وبالرغم من ذلك سنشهد في داخل الحكومة الكثير من التجاذبات، التي قد تتطور الى صراعات، ولكن يبدو ان يائير لابيد قادر على احتوائها، حيث اثبت قدرات سياسية مميزة خلال عملية تركيب الحكومة، اهمها استعداد حزبه لتقديم تنازلات، وإغراق المناصب بكرم على شركائه، حيث اغرقهم بجِرار العسل السُلطوي.



ونوّه: ثلث الحكومة يميني، وسيتصرف كيمين تقليدي كما عهدناه، ولذلك سيلجموا اي تقدم ايجابي في المفاوضات الفلسطينية، ولا يمكننا التعويل عليها لاي تحسن ملموس، الا اذا كان هناك ضغط امريكي-عربي-دولي.



وعن قضايا المجتمع العربي، قال: ولكن في ذات الوقت، ثلثي الحكومة من معسكر المركز-يسار مما يعطي الفرصة لتحصيل انجازات نوعية للمجتمع العربي في الداخل، في القضايا الاقتصادية والاجتماعية، كما هو منصوص في الاتفاقات الائتلافية. ولكن التحدي هو سرعة التنفيذ، وليس فقط التخطيط. ستحتاج الحكومة الى تطوير آليات عمل جبارة وناجعة للتقدم في تنفيذ برامجها، لتخدم اجندات احزاب المركز-يسار. عامل الوقت سيكون مهماً جداً، لانهم ان لم يُثمروا سريعاً، سيواجههم نقد لاذع من قواعدهم الانتخابية.


وحول القائمة العربية الموّحدة، قال: دخول الموحدة الى الائتلاف هو انجاز كبير، رغم عدم رضا غالبيتنا من غزلها مع اليمين في الاشهر الاخيرة. ولكنها اليوم موجودة كجزء من الحكومة، باستطاعتها تسريع التوجهات الايجابية، ومن ناحية اخرى ابطاء التوجهات السلبية لمركبات الحكومة اليمينيين. آمل ان تنتهز الموحدة الفرصة بشكل جيد، وان تبني الطواقم المهنية القادرة على تنفيذ الاتفاق الائتلافي.




واختتم حديثه: اما بالنسبة للمشتركة، فإن صغر الائتلاف، واعتماده على اقلية ضيقة، بالكاد تصل الى ٦١ مقعداً، يعطي مركبات المشتركة حيزاً كبيراً للمناورات السياسية والبرلمانية ليمكنها من انتزاع انجازات عينية ذات اهمية. ولكن لفعل ذلك يجب ان تأخذ دور المعارضة البناءة، وليس فقط المعارضة بكل ثمن، وعلى كل شيء.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]