حدّثني أحد أصدقائي الفلاسفة المتورّطين في مجال الفنّ حتى النّخاع قائلاً: إذا أردتَ أنْ تزيد من أسهمك في هذه البلاد وتصبح نَبيّاً في بلدك، فما عليك إلّا أنْ تجتهد في تلك البلاد. الغرب أو بلاد بَرَّة أو فالخارج هو ملاذُك. هناك، إذا أثبتّ أنّك تستطيع أنْ تخترق مجال إعلامهم وتعرض فنّك عليهم فَيُلاقِي استحسانهم، فإنّك بذلك تكون قد حصلت على الورقة الرّابحة التي تخوّلك الدّخول الى قلوب أبناء بلدك.. الوحيد القادر على إعطائك شهادة بأنّك تساوي قيمة معيّنة هو بلاد بَرّة. بلاد بَرَّة هي شريكنا الحتمي في مسيرة طموحاتنا وتحقيق ذواتنا، وبدون بلاد بَرَّة فسنبقى أبناء العالم الثّالث المتخلّف العاجز، لن نجد في بلادنا مَن يجرؤ على إعطائنا شهادة الفنّانين القديرين والمبدعين. بلاد برّة هي عُقدة شعورنا بالنّقص، وبلاد برّة هي المحكّ لضعفنا ولقوتنا.
إذَن، فبلاد برّة هي حلم المتعطّشين لمشاهدة الجَمال والآثار والفنّ والحرّية، وأصبحت بلاد برّة هي المقياس لقيمتنا الإنسانيَّة والمادّيّة، ولمفهوم حرّياتنا.
أصبحت بلاد برّة عُقدتنا التي لن تُحلّ إلّا إذا شاهدنا بلاد برّة وذقنا من طعامها وشرابها وجمالها وشهاداتها وتحرّرها وحريّتها.. وأمّا "بلاد جُوَّة" فهي بلاد العطاشى والمحرومين..!
أنا مش متأكّد إذا هذا الحكي صحيح..ومالها بلادنا؟؟؟
هاجس مسرحيّ: راضي شحادة
هاجس كاريكاتيريّ: خليل أبو عرفة
****
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]