تفيض شبكات التواصل الاجتماعي بالمنشورات الغاضبة من جريمة القتل التي اودت بحياة الشاب علاء صرصور، مساء ليلة امس في مدينة الطيبة.

وتعرّض صرصور للقتل بعد اصابته بعيارات نارية هو واشخاص آخرين من قبل مجهولين.

سكين في الظهر 

وقال مدير عام مركز المساواة والمجتمع المشترك في چفعات حبيبة - محمد دراوشة لبكرا: هذه الجريمة النكراء هي بمثابة سكين في ظهر المجتمع، وتشكل اعتداء على كل القيم المجتمعية المتعارف عليها. ان يقوم المجرمون بتحويل فرح المئات الى مأتم هو وقاحة واستكبار على كل فرد منا.

وتابع: لا يمكن لنا تقبل مثل هذه الاعتداءات وكأنها حدثٌ عابر. يجب ان يرتقي الرد والعلاج الى مستوى الحدث.

واختتم حديثه: المطلوب هو اقامة دائرة حكومية خاصة، تتشكل من عدة وزارات بقيادة شخصية واعية لشؤون المجتمع العربي، ينسق اداء كافة الوزارات والبرامج التربوية والثقافية والاقتصادية والشرطية. يجب الرد بشكل واسع، ايضا من خلال اعمال مجتمعية، مثل اقامة مراكز لحل النزاعات في كل بلدة وبلدة تعمل على اقتلاع الخلافات قبل تطورها الى جرائم.

صعود وتصعيد 

ومن جانبه، قال مدير مركز امان لمجتمع امن - الشيخ كامل ريان لبكرا: لا شك ان جريمة القتل البشعة في الطيبة هي صعود وتصعيد جديد في وتيرة الجريمة في المجتمع العربي والتي للاسف الشديد ،توقعنا مثل هذا التصعيد الاجرامي البشع، الذي تجاوز قتل الفرد الى محاولة قتل جماعي، والذي تجاوز قتل الانسان الى قتل الانسان والذي تجاوز قتل الخصم الى قتل الحياة ووأد الفرحة والسرور والتفاؤل في حياة الناس.

وزاد: لا شك ان هذا المنحى من الجريمة مقلق بل مرعب يستوجب الوقوف امامه بكل حزم وعزم. اما الحل لهذا الامر فهو "لا يحك جلدك الا ظفرك" وان يتوقف المنظرون عن تنظيرهم ويتوقف المهرجون عن تهريجهم ويتوقف الثرثارون عن ثرثرتهم وان نشمر جميعا سواعدنا وننزل الى الحارات والميادين ونعيد تنظيم مجتمعنا من جديد من غير محسوبيات ولا فساد ولا افساد ولا تجاوزات.

وأضاف: نثقف انفسنا من جديد على احترام القيم ونحسن ادب الخلاف والاختلاف بيننا ونورث ابنائنا ثقافة التعددية والتكاملية والتراكمية والتجديد من غير تشنج ولا عصبية ولا تخوين ولا تكفير.

وعن الحل، قال: ان نوجه جميع شبابنا من جيل ١٧ الى جيل ٢٤ الذين يشكلون البيئة الخصبة للعمل الاجرامي الى التطوع والانتماء الى حاراتهم ومجتمعهم وان يشكلوا فرق حراسه تحرس المجتمع بدل مجموعات "الشلل" التي نراها ليل نهار يتسكعون في الشوارع من غير اطر عمل او تعليم او تشغيل.

وأنهى كلامه: الأمر بحاجة الى اتخاذ قرار مجتمعي اخلاقي ديني وطني منا نحن قبل ما نطلب شيئا من الخصم الذي نتوخى منه الحل السحري.

قرار عنصري 

وقالت مديرة شتيل في حيفا والشمال - فداء طبعوني لبكرا: انتهى الكلام امام الواقع الصعب والمقزز الذي وصل اليه مجتمعنا ، ولكن لا شك انه قرار سياسي عنصري لتفتيتنا واضعافنا كمجتمع فلسطيني. المطلوب الان من الحكومة قرار سياسي لمكافحة الجريمة ومنظمات الاجرام . نحن نرى انه عندما تريد الحكومة اعتقال شبابنا بعد هبة ايار ٢٠٢١ لم تطالب بميزانيات وتعتقل اكثر من ٢٥٠٠ شاب .

وتابعت: عندما يقتل شرطي اليوم في نهريا يتم الاعتقال مباشرة . هذه اخفاقات مقصودة لانتشار السلاح الغير مرخص ومن أجل فرض القوة والسيطرة لمنظمات الاجرام واضعافنا كمجتمع .

وأنهت حديثها: المطلوب منا ومن القيادات السياسية والمجتمعية ولجنة الرؤساء ولجنة المتابعة تشكيل ضغط جماهيري واسع من اجل الوصول الى الامن والامان في كل بلداتنا .

تخطي لكل الخطوط

ومن ناحيته، قال شريك مؤسس ومدير جمعية حاسوب - ربيع زيود لبكرا: الجريمة في المجتمع العربي تتخطى كل الحدود، حوادث إطلاق النار لم تعد تنحصر على بلدات معيّة أو في ساعات متأخرة من الليل، نحن نشهد نهدور ملحوظ ووتيرة انتشار عاليّة جدًا للعنف والجريمة. البيت لم يعد آمن، الشارع ليس آمن وحتى الاعراس لم تعد آمنة، قبل عدة أسابيع شاهدنا ملثّمين يقومون بسرقة صندوق النقود من أحد الاعراس والبارحة تم إطلاق النار على الضيوف وقتل أحدهم.

وأردف: هذا كله يحدث وسط تجاهل تام من قبل السلطات التي يجب أن تعمل على مكافحة العنف والجريمة مما يجعل مجتمعنا يعج بالمجرمين والقتله اللذين يهددون الامان الشخصي لكل واحد فينا.

وأوضح: بات واضحًا إن المجتمع العربي في أدنى سلّم الأولويات المكاتب الحكومية، بل وحتى أنها أصبحت هذه سياسة الحكومات في اسرائيل أن ينشغل المجتمع العربي موضوع الأمن والامان وهو من الأساسيات لكل مواطن في هذه الدولة، بدل أن نطالب بحقوقنا والمساواة بكل مرافق الحياة.

وحول المطلوب فعله، قال: علينا جميعًا كمجتمع الإنتفاض، كل من مكانه لتفعيل الضغط على الحكومة ومتخذي القرارات من أجل التحرّك وإيجاد الحلول بشكل مباشر.

وخلص حديثه بالقول الى ان: نحن في حاسوب وبالشراكة مع المؤسسات الفاعلة في مكافحة العنف والجريمة في المجتمع العربي (شتيل، مركز امان، صندوق مبادرات ابراهيم، نساء ضد العنف، سيكوي ومركز إعلام، لنحو رؤساء السلطات المحليّة) وبدعم من شركات الهايتك وشركات عربية خاصة. نقوم نهاية الأسبوع القريب 24/9 - 25/9 بنتظيم مسابقة هاكاثون التي تهدف لتطوير حلول تقنيّة وحديثة لمكافحة العنف والجريمة. آملين أن نزرع بعض البذور التي من خلالها ممكن أن تنتج افكرا ومشاريع تجنح في الحد من أخطر جائحة تفتك بمجتمعنا.

ارادة سياسية 

وقال القائم بأعمال رئيس بلدية الطيرة - المحامي سامح عراقي لبكرا: مرة أخرى، الجريمة تأخذ منحًا جديدًا، اذا يصل بنا الحال ان يتم تبادل النار في داخل عرس وتسقط الضحايا أمام عيون الناس . ان هذا المشهد يؤكد كم أصبح الخطر كبيرا، وكم أصبح الأمان مفقودا.

وتابع: كلما ازداد الحديث عن خطط جديدة، وإقامة محطات شرطة جديدة او حتى إقامة وحدات جديدة، كلما تطورت أشكال انتشار الجريمة وازداد عمقها.

واختتم حديثه: المطلوب هو ارادة سياسية على مستوى المؤسسة الحاكمة لقلع الجريمة وتنظيماتها وتجفيف مصادر انتشار السلاح.

فعل اسرع 

وقال المحامي رضا جابر لبكرا: بات واضحاً بأننا بحاجة الى فعل اسرع من حيث تدخل الدولة والشرطة في تفعيل ما اعلنوا عنه من مخطط للجم الجريمة. جر الارجل والانتظار معناه استمرار توغل الجريمة. الضغط يجب ان يتجه الان نحو تبني خطواط فعليه فوريه وعدم انتظار ما تسميه الدولة "بناء القوة" الشرطيه المطلوبة والتباحث اللامنتهي بالخطط. مع التحفظات على الخطط ومنطقها فان عنوان المرحلة هو فورية العمل وليس الانتظار.

واختتم حديثه: ما حدث في الطيبة هو دليل بأن منطق الجريمة بالانتشار في مساحات كانت آمنه مجتمعياً بدأت تتوسع. ولذلك اي انتظار معناه "احتلال" الجريمة لمساحات اضافية داخل مجتمعاً عنوانها انها اكثر توحشاً.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]