في مشهد لافت آثار تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بدأ وعاظ بالأزهر الشريف في تكثيف التوعية الميدانية وتنفيذ برنامج "المقاهي الثقافية".

وقال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر نظير عياد إن المقاهي الثقافية والحلقات النقاشية أثبتت قدرتها على تحقيق تواصل إيجابي مع الجمهور لاعتمادها على خطابي دعوي مستنير يوضح للناس ما اختلط عليهم من مفاهيم ويفتح معهم حوارًا متبادلًا وفاعلًا.

وشدد عيّاد على وجود توجيه مهم بضرورة تكثيف برامج التوعية الميدانية لوعاظ وواعظات الأزهر خاصة تلك التي تحقق اتصالًا مباشرًا مع الجمهور بما يدعم استراتيجية الأزهر الشريف التي تتعلق بقضية الوعي لدى الناس.



تجديد الخطاب الديني

على غرار يوم عمله الروتيني، ارتدى الواعظ بمجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة الشيخ أحمد رمزي زيّه الأزهري وجمّع أفكاره وذهب مع زميليه في مهمة جديدة لأحد المقاهي الشعبية للحديث مع روادها عن شؤون دينهم ودنياهم.

يقول رمزي في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية" إن برنامج المقاهي الثقافية كانت فكرة للإمام الأكبر شيخ الأزهر أحمد الطيب مُنطلقة من دور الأزهر كمؤسسة عريقة للتصدي للأفكار المتطرفة والشاذة والإجرام وما يطرأ على المجتمع المصري.

وأوضح الواعظ الأزهري أن فكرة المقاهي الثقافية تعتمد بالأساس على النزول إلى الناس للشوارع والأماكن التي يتواجدون بها، فقد لا يذهب بعضهم لحضور الدروس الدينية بالمساجد، أو لا يجد الفرصة للحديث مع أحد شيوخ الأزهر والأوقاف.

وأشار إلى أن الواعظ يكون مؤهلًا بشكل جيد قبل الانضمام لبرنامج المقاهي الثقافية، بحيث يكون حاصلا بجوار مؤهلاته الدينية على دورات في الإرشاد والتنمية البشرية وعلم النفس، ولديه معلومات وثقافة للاحتكاك بالجمهور حتى لا يحدث صدام معهم.

قضايا مجتمعية

وعن أهم القضايا التي يتحدث عنها الواعظ مع رواد المقاهي، يقول رمزي إنه في البداية يُلقي السلام ويجلس وسط الناس ويتجاذب أطراف الحديث من خلال تدريبه وعقليته، وحينها تتفتح بعض الأمور والقضايا المنتشرة على الساحة مثل الأفكار الشاذة كالانتحار والإرهاب وظاهرة الزواج السري بين شباب الجامعات والتحرش الجنسي، فضلاً عن انتشار قضايا القتل والمخدرات مؤخراً.

وأضاف أن الواعظ يطرح تلك القضايا على الجمهور ويستمع إلى رؤاهم ليبدأ بعدها في عصف ذهني للناس المحيطين به، مما يساهم في تصحيح أفكارهم.

وأوضح أن بعض الشباب يسألون عن أمور العبادات كالصلاة والزواج والطلاق، فيما يسأل كبار السن عن أمور تتعلق بالزكاة والمواريث.

وأكد أن هناك استجابة بين المواطنين والوعاظ، إذ لا يزال حب الناس للأزهر باقيا في مصر وخارجها، ومن ثمّ فإنهم يلتفون حول الوعاظ ويحترمون وجودهم إلى جوارهم، مشددا على أن هذا البرنامج حقق نتائج جيدة للغاية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]