شف "عاموس هرئيل" المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" العبرية يوم الجمعة، عن الأسباب التي دفعت الحكومة الإسرائيلية، بعدم حل القضايا المتعلقة في القطاع، والتي تهدد فصائل غزة بتفجير الأوضاع بسبب مماطلة حكومة "نفتالي بينت" فيها.

وقال "هرئيل" في مقال تحليلي له في الصحيفة العبرية عبر موقعها الإلكتروني، "إن الوفد المصري حاول خلال الأيام الأخيرة تحقيق تقدم في 3 محاور، تتمثل في مشاريع إعادة الإعمار، والمفاوضات الخاصة بصفقة تبادل أسرى، وهدوء طويل الأمد".



وأكد، أن هناك اختلاف في المواقف بين فصائل غزة وحماس وإسرائيل وهو ما يؤدي الى صعوبة تحقيق هدفين عى الأقل، لافتاً إلى أن حكومة "بينيت" في الوقت الحالي ليس لديها سوى مساحة ضيقة للمناورة من أجل التوصل إلى اتفاق وخاصة بشأن صفقة التبادل.

وشدد، أن من بين أسباب ذلك "عدم وجود ضغط حقيقي من الجمهور الإسرائيلي لإعادة المدنيين وجثتي الجنديين المحتجزين لدى حماس، وعدم وجود دعم حقيقي سواء رسمي أو شعبي داخل إسرائيل واستعداد لدفع الثمن الباهظ الذي تطالب به الحركة بإطلاق سراح مئات الأسرى ومنهم من شاركوا في قتل عشرات الإسرائيليين".

وشكك "هرئيل" في الفرضية الإسرائيلية القائمة حاليًا بشأن رغبة فصائل غزة في استمرار حالة الهدوء بقطاع غزة، مشيرًا إلى تصريحات قادة الفصائل الأخيرة والتي هددوا من خلالها بتغيير المعادلة الحالية خاصةً في ظل التوتر القائم بالسجون.



وأوضح: أنّ "التعبيرات واللغة التي تستخدمها حماس تذكرنا إلى حد ما بالأيام التي سبقت العدوان الأخير في مايو من العام الجاري، حين اختار قيادتها بقطاع غزة، الانغماس في التوتر الذي اندلع حينها في القدس وباب العامود، وحي الشيخ جراح، ونثرت التهديدات، قبل أن تقرر أخيرًا إطلاق الصواريخ من غزة إلى القدس، بعد أسوأ جولة قتال في القطاع منذ حرب عام 2014".

وأضاف: "هذه المرة تقول حماس إنها لن تتردد في التصرف كما فعلت في أيار، وأن الأوضاع في السجون اعتبار مهم لا يقل عن الوضع في القدس".

ونوه، إلى أن تهديدات حماس بالأساس نابعة من الجمود الذي يحيط بالقضايا المتعلقة بغزة ومنها صفقة الأسرى، وبطء عملية إعادة الإعمار خاصةً مع دخول فصل الشتاء، وإيجاد حلول معيشية للقطاع، ومنها زيادة عدد تصاريح العمال، حيث تطالب حماس بـ 30 ألف تصريح على الأقل، بينما سمحت حكومة الاحتلال بشكل استثنائي بـ 10 آلاف فقط.



وبين أن في إسرائيل يتم تفسير هذه التهديدات الأخيرة من حماس أنها بمثابة تأكيد على "محنة حماس" التي تواجه صعوبات في العديد من القضايا، معتبرًا في الوقت ذات أن قيادة الحركة من جانبها تشعر بإحساس القوة، ولا تخشى المجازفة في إشعال الأوضاع مجددًا، وأنها كانت استخدمت تكتيكًا مشابهًا في الماضي حين كان يقوم بتصعيد محكم من شأنه أن يجبر إسرائيل على اتخاذ مبادرات اقتصادية ومدنية.

وأشار، إلى أنّ سيطرة حماس على ما يحدث لا حقًا بعيد كل البعد عن كونها مطلقة، وأنه على سبيل المثال: يمكن أن تمد حماس حبلاً لأحد الفصال لإطلاق صاروخ أو اثنين على بلدات غلاف غزة، لكن من الصعب معرفة ما إذا كانت سينتهي الحدث سريعًا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]