تزايدت أعمال العنف ضد المرأة، مع بداية هذا العام، فما زلنا في اليوم ال35 للعام، وقد حصل ثلاث جرائم قتل ومحاولة قتل ضد نساء، فضلا عن جرائم العنف التي نُشر عنها والتي لم يُنشر.

وآخرها، اطلاق النار بشكل كثيف على الشابة لميس ابو اللبن (26 عاما) من اللد وهي داخل السيارة واصابتها بجروح وصفت بالخطيرة، وهي أم لثلاثة أطفال، واعتقلت الشرطة فيما بعد طليق وأخ المصابة.

وعبّرت مركزة ائتلاف نساء ضد السلاح، وعضو بلدية اللد فداء شحادة، عن غضبها وحزنها للحال الذي وصلنا له، وعن عدم وجود الأمان ووجود جهة للتوجه لها تكفل الحماية.

وتطرقت شحادة للسلاح الذي يسرق من القواعد العسكرية للجيش الإسرائيلي، دون أن تعيره السلطات الإسرائيلية أي اهتمام، والذي يتوجه فيما بعد لقتل المواطنين العرب.

وأضافت شحادة أن فلتان الأسلحة وسرقاتها، يعتبر جزء من تواطؤ وتقاعس جهاز الشرطة والمؤسسة الإسرائيلية، في مواجهة الجريمة والعنف في المجتمع العربي.

وأكملت شحادة، بأن الشرطة التي استخدمت خلال أيام هبة الكرامة كافة الطرق من كاميرات وطائرات وغيرها لاعتقال آلاف الشبان وسجنهم، قادرة على استخدام هذه الوسائل لتصل للمجرمين وتلقي القبض عليهم.

وفي سياق متصل قالت، أننا كمجتمع عربي نحتاج لأن نشعر بالأمان، السلاح أصبح شيئا عاديا، واطلاق النار كذلك، لا يجب أن نعتاد على هذه الظواهر الشاذة.

صمت 

ومن جهتها قالت مديرة جمعية "نساء ضد العنف" نائلة عوّاد، أن الصمت المجتمعي وصمت القيادات على هذه الجرائم، يعد شكل من أشكال إعطاء الشرعية بشكل غير مباشر.

وأشارت عوّاد، إلى أسلوب التعدي على الحريات الحاصل في مجتمعنا، والذي يمُر دون أي ردع أو وقاية مجتمعية، والذي يُعد عاملا أساسيا للتعامل مع الضحايا وخصوصا النساء كأرقام.

وفي سياق تقاعس الشرطة قال عوّاد، حتى في قتلنا هناك تمييز، ففي احصائية بين سنوات 2008-2018 ثبت وجود فرق شاسع بين نسبة تقديم لوائح الاتهام في جرائم العنف ضد المرأة بين المجتمع العربي والمجتمع اليهودي.

واختتمت عوّاد حديثها، بوجوب مواجهة هذه الظاهرة بأخذ كل منّا مسؤوليته، وأن لا نصمت إزاء هذه الأحداث، وأن لا نعطي لأي فاسد، تاجر سلاح أو داعم لهم، أي نوع من الدعم أو "الطبطبة".

تقاعس 

وقالت مديرة شريكة لمنتدى التعايش من اجل المساواة في الحقوق المدنية، المحامية حنان الصانع، العنف بازدياد وسيستمر بالازدياد لانه هناك تقاعس كبير وخطير من قبل المؤسسات الحكومية، وعلى رأسها جهاز الشرطة، الذي يتقاعس بتأدية واجبه بالتحقيق وتقديم لوائح الاتهام، وأيضا، هناك جانب كبير يقع على الجهاز القضائي من جانب العقاب الرادع، وايضا، الاعلام الاسرائيلي الذي يتجاهل تغطية أخبار الجرائم.

وفي سياق دور المجتمع قالت الصانع، علينا كمجتمع أن نأخذ على عاتقنا حماية بناتنا وأبنائنا من العنف المتفشي، من خلال ترسيخ المسؤولية الاجتماعية اتجاه الآخر وأن نخرج من قوقعة اللامبالاة، وفقط انا ومحيطي.

واختتمت الصانع حديثها، علينا كمجتمع فهم أن المحيط لا يقتصر فقط عند عائلتي بل محيط كل واحد منّا يشمل ايضا جارنا وحارتنا وبلداتنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]